تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رحب]:

صفحة 19 - الجزء 2

  سَهْلَةٌ، وقَدْ رَحُبَتْ تَرْحُبُ، ورَحُبَ يَرْحُبُ رُحْبَاً ورَحَابَةً، ورَحِبَتْ رَحَباً، قال الأَزهريّ: وأَرْحَبَتْ لُغَةٌ بذلك المَعْنَى، وقولُ اللهِ ø {ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ}⁣(⁣١) أَي عَلَى رُحْبِهَا وسَعَتِهَا، وأَرْضٌ رَحِيبَة: وَاسِعَةٌ.

  والرَّحْبَةُ، بالوَجْهَيْنِ، مِنَ الوَادِي: مَسِيلُ مَائِهِ مِنْ جَانِبَيْهِ فيهِ، جَمْعهُ رِحَابٌ، وهي مَوَاضِعُ مُتَوَاطِئَةٌ يَسْتَنْقِعُ المَاءُ فِيهَا، وهي أَسْرَعُ الأَرْضِ نَبَاتاً، تَكُونُ عندَ مُنْتَهَى الوَادِي وفي وسَطِه، وقد تكونُ في المَكَانِ المُشْرِفِ يَسْتَنْقِع فيها المَاءُ وما حوْلَها مُشْرِفٌ عليها، ولا تَكُونُ الرِّحَابُ في الرَّمْلِ، وتكونُ في بُطُونِ الأَرْضِ وفي ظَواهِرِها.

  والرَّحَبَةُ مِنَ الثُّمَامِ كغُرابٍ: مُجْتَمَعُهُ وَمَنْبَتُه.

  والرَّحَبَةُ بالتَّحْرِيكِ: مَوْضِعُ العِنَب، بمَنْزِلةِ الجَرِينِ للتَّمْرِ، وقالَ أَبو حنيفة: الرَّحَبَةُ والرَّحْبَة، والتَّثْقِيلُ أَكْثَرُ: الأَرْضُ الوَاسِعَةُ المِنْبَاتُ المِحْلَالُ، ج رِحَابٌ ورَحَبٌ ورَحَبَاتٌ، مُحَرَّكَتَيْنِ، ويُسَكَّنَانِ قال سيبويه: رَحَبَةٌ ورِحَابٌ كرَقَبَةٍ ورِقَابٍ، وعن ابن الأَعرابيّ: الرَّحَبَةُ: مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرْضِ، وجَمْعُهَا: رُحَبٌ مِثْلُ قَرْيَةٍ وقُرًى، قال الأَزهريّ: وهَذَا يَجِيءُ شَاذًّا، في باب النَّاقِصِ فأَمَّا السَّالمُ فَمَا سَمِعْتُ فَعْلَةً جُمِعَتْ عَلَى فُعَلٍ، قال: وابْنُ الأَعْرَابِيِّ ثِقَةٌ لا يَقُولُ إِلَّا ما قَدْ سَمِعَهُ. كذا في لسان العرب.

  ويُحْكَى عن نَصْرِ بنِ سَيَّارٍ رَحُبَكُمُ الدُّخُولُ فِي طَاعَتِهِ أَيِ ابن الكِرْمَانِيّ كَكَرُمَ أَي وَسِعَكُمْ فَعَدَّى فَعُلَ، وهو شَاذٌّ لِأنَّ فَعُلَ لَيْسَتْ مُتَعَدِّيَةً عند النَّحويينَ إِلَّا أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الفَارِسيَّ حَكَى عن هُذَيْلٍ القَبِيلَةِ المَعْهُودَةِ تَعْدِيَتَهَا أَي إِذا كانتْ قابلةً للتَّعَدي بمعناها كقوله:

  وَلَمْ تَبْصُرِ العَيْنُ فِيهَا كِلَابَا

  وقال أَئِمَّةُ الصَّرْفِ: لَمْ يَأْتِ فَعُلَ بضَم العَيْنِ مُتَعَدِّياً إِلَّا كَلِمَةٌ واحِدَةٌ رَوَاهَا الخَلِيلُ وهي قولُهم: رَحُبَتْكَ الدَّارُ، وحَمَلَه السَّعْدُ في شَرْحِ العِزِّى على الحَذْفِ والإِيصالِ، أَيْ رَحُبَتْ بِكُمُ الدَّارُ، وقال شيخُنَا: نَقَلَ الجَلَالُ السَّيُوطِيُّ عن الفارِسيّ: رَحُبَ اللهُ جَوْفَهُ أَيْ وَسَّعَهُ، وفي الصِّحَاحِ: لَم يَجِيء في الصَّحِيحِ فَعُلَ بضَمِّ العَيْنِ مُتَعَدِّياً غَيْرَ هَذَا، وأَمَّا المُعْتَلُّ فقدِ اخْتَلَفُوا فيه قال الكسائيّ: أَصْلُ قُلْتُهُ قَوُلْتُهُ، وقال سيبويه: لَا يَجُوزُ ذلكَ لأَنَّه يَتَعَدَّى⁣(⁣٢)، وليْسَ كذلك: طُلْتُه، أَلَا تَرَى أَنك تقولُ: طَوِيلٌ، وعنِ الأَزهريّ: قال الليث: هذه كلمةٌ شاذَّةٌ على فَعُلَ مُجَاوِزٍ: وفَعُلَ لا يَكُونُ مجاوزاً أَبداً قال الأَزهريّ: وَرَحُبَتْكَ لَا يَجُوزُ عند النحويينَ، ونَصْرٌ ليس بحُجَّةٍ.

  والرُّحْبَى كَحُبْلَى: أَعْرَضُ ضِلَعٍ في الصَّدْرِ، وإنَّمَا يكونُ النّاحِزُ⁣(⁣٣) في الرُّحْبَيَيْنِ.

  والرُّحْبَى: سِمَةٌ تَسِمُ بها العَرَبُ في جَنْبِ البَعِيرِ، والرُّحْبَيَانِ الضِّلَعَانِ اللَّتَانِ تَلِيَانِ الإِبْطَيْنِ في أَعْلَى الأَضْلَاعِ، أَو الرُّحْبَى: مَرْجِعُ المِرْفَقَيْنِ وهُمَا رُحْبَيَانِ، والرُّحَيْبَاءُ⁣(⁣٤) منَ الفَرَسِ أَعْلَى الكَشْحَيْنِ، وهُمَا رُحَيْبَاوَانِ، عن ابن دريد، أَوْ هي أَي الرُّحْبَى مَنْبِضُ القَلْبِ مِنَ الدَّوابِّ والإِنْسَانِ، أَي مكانُ نَبْضِ قَلْبِهِ وخَفَقَانِهِ، قاله الأَزْهريّ: وقيلَ: الرُّحْبَى ما بَيْنَ مَغْرِزِ العُنُقِ إِلى مُنْقَطَعِ الشَّرَاسِيفِ، وقيل: هي ما بينَ ضِلَعَيْ أَصْلِ العُنُقِ إِلى مَرْجِعِ الكَتِفِ.

  والرُّحْبَةُ بالضَّمِّ: مَاءَةٌ بِأَجَإِ أَحَدِ جَبَلَيْ طَيِّءٍ وبِئْرٌ في ذي ذَرَوَانَ من أَرْضِ مَكَّةَ زِيدَتْ شَرَفاً بِوَادِي جَبَلِ شَمَنْصِيرٍ، يَأْتِي بَيَانُه.

  والرُّحْبَةُ: ة حِذَاءَ القَادِسِيَّةِ، وَوَادٍ قُرْبَ صَنْعَاء اليمن و: ناحِيَةٌ بَيْنَ المَدِينَةِ والشِّأْمِ قُرْبَ وَادِي القُرَى و: ع بِنَاحِيَةِ اللَّجَاةِ⁣(⁣٥).

  وبِالفَتْحِ: رَحْبَةُ مَالِكِ بنِ طَوْقٍ مَدِينَةٌ أَحْدَثَهَا مَالِكٌ عَلَى شاطِئِ الفُرَاتِ، ورَحْبَةُ: ة بِدِمَشْقَ، ورَحْبَةُ: مَحَلَّةٌ بها أيضاً، ورَحْبَةُ: مَحَلَّةٌ بالكُوفَةِ تُعْرَفُ برَحْبَةِ خُنَيْسٍ⁣(⁣٦) ورَحْبَةُ ع ببغدادَ تُعْرَفُ بِرَحْبَةِ يَعْقُوبَ منسوبةٌ إلى يعقوبَ بنِ داوودَ وَزِيرِ المَهْدِيِّ، ورَحْبَةُ: وادٍ يَسِيلُ في الثَّلَبُوتِ وقد تَقَدَّم في «ثلب» أَنَّه وادٍ أَو أَرضٌ، ورَحْبَةُ: ع بالبادِيَةِ، ورَحْبَةُ: ة باليَمَامَةِ تُعْرَفُ بِرَحْبَةِ الهَدَّار، وصَحَرَاءُ بها أَيضاً


(١) سورة التوبة الآية ١١٨.

(٢) كذا بالأصل والصحاح، وفي اللسان عن الصحاح: لا يتعدى.

(٣) عن اللسان، وبالأصل «الناصر».

(٤) بالأصل، «والرحبيان» وما أثبتناه عن اللسان.

(٥) في معجم البلدان: في طرف اللجاة من أعمال صلخد. قرية.

(٦) وهو خنيس بن سعد أخو النعمان بن سعد.