تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الصاد المهملة مع العين

صفحة 276 - الجزء 11

  وِقالَ أَبُو نَصْرٍ: الصَّقْعِيُّ، مُحَرَّكَةً: أَوَّلُ النِّتَاجِ حِينَ تَصْقَعُ فيه الشَّمْسُ رُؤُوسَ البَهْمِ صَقْعاً، وقال غَيْرُه: هو الَّذِي يُولَدُ في الصَّفَرِيَّة.

  وِقال أَبُو زَيْدٍ: الصَّقَعِيُّ: الحُوَارُ الَّذِي يُنْتَجُ في الصَّقِيعِ، وهو مِنْ خَيْرِ النِّتاجِ، قالَ الرّاعِي:

  خَرَاخِرُ تُحْسِبُ الصَّقَعِيَّ حَتَّى ... يَظَلَّ يَقُرُّهُ الرّاعِي سِجَالا⁣(⁣١)

  الخَرَاخِرُ: الغَزِيراتُ [اللبن]⁣(⁣٢)، يعني أَنَّ اللَّبَنَ يَكْثُر حَتّى يَأْخُذَه الراعِي، فيَصُبَّه في سِقَائِه سِجَالاً سِجَالاً، قالَ: والإِحْسَابُ: الإِكْفَاءُ، قال أَبو نَصْرٍ: وبعضُ العَرَبِ يُسَمِّيهِ الشَّمْسِيَّ والقَيْظِيَّ، ثُمَّ الصَّفَرِيّ بعدَ الصَّقَعِيِّ.

  وِالصَّوْقَعَةُ، كجَوْهَرَةٍ: العِمَامَةُ وغيرُهَا مِمّا يَقِي الرَّأْسَ.

  وِالصَّوْقَعَةُ: وَقْبَةُ الثَّرِيدِ، وقِيلَ: أَعلاهُ.

  وِالصَّوْقَعَةُ: وسَطُ الرَّأْسِ.

  وِقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الصَّوْقَعَةُ: مَوْضِعُ الحَرْبِ الَّذِي فيه ضَرْبٌ كَثِيرٌ.

  وِقال غَيْرُه: ذُو الصَّوْقَعَةِ: وَادٍ لِرَبِيعَةَ، وهو وَادِي حَمْضٍ.

  وِيُقَالُ: صَقَّعَ لزَيْدٍ تَصْقِيعاً، إِذا حَلَفَ لَهُ عَلَى شَيْءٍ، وكذلِك بَقَّعَ له تَبْقِيعاً، عن ابْنِ عَبّادٍ، وقد تَقَدَّمَ.

  وِأَصْقَعَ الرَّجُلُ: دَخَلَ في الصَّقِيعِ، نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الصَّقْعُ: ضَرْبُ الشَّيْءِ اليَابِسِ المُصْمَتِ بمِثْلِهِ، كالحَجَرِ ونَحْوِه، وقِيلَ: هو الضَّرْبُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يابِسٍ.

  وِصُقِعَ الرَّجُلُ، كعُنِيَ: صُعِقَ، لُغَةُ تَمِيمٍ، نقَلَه ابنُ القَطَّاعِ.

  وِالصَّقْعَةُ، بالفَتْحِ: شِدَّةُ البَرْدِ من الصَّقِيعِ. وأُصْقِعَ النّاسُ، بالضَّمِّ.

  وأَرْضٌ صَقِعَةٌ، وشَجَرٌ مُصْقَعٌ: أَصابَهُمَا الصَّقِيع.

  وِالصَّقَع: الضَّلالُ والهَلَاكُ. وككَتِفٍ، هو: الغَائِبُ البَعِيدُ الَّذِي لا يُدْرَى أَيْنَ هو.

  وقِيلَ: الَّذِي ذَهَبَ فَنَزَلَ وَحْدَه، قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

  أَأَبَا دُلَيْجَةَ مَنْ لحَيٍّ مُفْرَدٍ ... صَقِعٍ من الأَعْدَاءِ في شَوَّالِ

  قالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أَي مُتَنَحٍّ بَعِيدٍ من الأَعداءِ، وذلِكَ أَنَّ الرَّجُلَ كانَ إِذا اشَتَدَّ عَلَيْه الشِّتَاءُ تَنَحَّى: لِئَلَّا يَنْزِلَ به ضَيْفٌ، والأَعْدَاءُ: الضِّيفانُ الغُرَبَاءُ، وقولُه: «في شَوَّال» يَعْنِي أَنّ البَرْدَ كانَ في شَوَّال حِينَ تَنَحَّى هذا المُتَنَحِّي، وقد نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ مُخْتَصَراً، وقالَ غيرُ ابنِ الأَعْرَابِي: هو الَّذِي أَصابَهُ من الأَعْداءِ كالصاقِعَةِ، أَي الصاعِقَةِ.

  وِصَقَعَ الثَّرِيدَةَ يَصْقَعُهَا صَقْعاً: أَكَلَهَا من قَوْقَعَتِهَا.

  وصَوْقَعَهَا، إِذا سَطَحَهَا. وصَوْمَعَهَا وصَعْنَبَهَا: إِذا طَوَّلها.

  وِالصَّوْقَعَةُ: خِرْقَةٌ تُعْقَدُ في رَأْسِ الهَوْدَجِ تُصَفِّقُها الرِّيحُ.

  وِالصَّوْقَعَةُ من البُرْقُع: رَأْسُه.

  وِالصِّقَاع: الَّذِي يَلِي رَأْسَ الفَرَسِ دُونَ البُرْقُعِ الأَكْبَرِ.

  وِصِقَاعُ الخِبَاءِ: حَبْلٌ يُمَدُّ على أَعْلاهُ، ويُؤَثَّرُ، فيُشَدُّ طَرَفَاه إِلى وتِدَيْنِ رُزَّا في الأَرْضِ⁣(⁣٣)، وذلِكَ إِذا اشَتَدَّت الرِّيحُ، فخَافُوا تَقَوُّضَ الخِبَاءِ. قالَ الأَزْهَرِيُّ: وسَمِعْتُ العَرَبَ تَقُولُ: اصْقَعُوا بُيُوتَكُم فقد عَصَفَتِ الرِّيحُ، فيَصْقَعُونه بالحَبْلِ، كما وَصَفْتُه.

  وِالأَصْقَعُ من الفَرِسِ: ناصِيَتُه، وقيل: نَاصِيَتُه البَيْضَاءُ.

  وِالصَّقْعُ: رَفْعُ الصَّوْتِ.

  وجَمْعُ الصُّقْعِ، بالضَّمِّ: الأَصْقَاعُ، وجَمْعُ الجَمْعِ: الأَصَاقِعُ.

  وِالمَصْقَعُ كمَقْعَدٍ: المُتَوَجَّهُ، قال:

  وِلِلّه صُعْلُوكٌ تَشَدَّدَ هَمُّهُ ... عَلَيْهِ وفي الأَرْضِ العَرِيضَةِ مَصْقَعُ

  وِصَقِع⁣(⁣٤) فُلانٌ نَحْوَ صُقْعِ كَذَا، كفَرِح، أَي قَصَدَ.


(١) ديوانه ص ٢٤٦ وانظر تخريجه فيه.

(٢) زيادة عن التهذيب.

(٣) التهذيب وزيد فيه: من ناحيتي الخباء.

(٤) في اللسان: وصَقَع.