تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رعبلب]:

صفحة 28 - الجزء 2

  إِذَا مَالَتِ الدُّنْيَا عَلَى المَرْءِ رَغَّبَتْ ... إِلَيْهِ ومَالَ النَّاسُ حَيْثُ يَمِيلُ

  وَدَعَا اللهَ رَغْبَةً ورَهْبَةً، عن ابن الأَعْرَابِيّ، وفي التنزيل {يَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً}⁣(⁣١)، ويجوزُ رُغْباً ورُهْباً، قالَ الأَزْهرِيّ، وَلَا نَعْلَمُ أَحَداً قَرَأَ بِهَا، وقال يَعْقُوبُ: الرُّغْبَى والرَّغْبَى مِثْلُ النُّعْمَى والنَّعْمَى، والرُّغْبَى والرَّغْبَاءُ بالمَدِّ مِنَ الرَّغْبَةِ كالنُّعْمَى والنَّعْمَاءِ مِنَ النِّعْمَةِ، وأَصَبْتُ منه الرُّغْبَى أَيِ الرَّغْبَةَ الكَثِيرَةَ.

  والرَّغِيبَةُ: الأَمْرُ المَرْغُوبُ فِيهِ يقالُ: إِنَّهُ لَوَهُوبٌ لكلّ رَغِيبَةٍ، بهذا المعنى، والرَّغِيبَةُ من العَطَاءِ: الكثِيرُ، والجمعُ الرَّغَائِبُ، قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ:

  لَا تَغْضَبَنَّ عَلَى امْرِئٍ في مَالِهِ ... وَعَلَى كَرَائِمِ صُلْبِ مَالِكَ فَاغْضَبِ

  وَمَتَى تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَارْجُ الغِنَى ... وَإِلى الذِي يُعْطِي الرَّغَائِبَ فَارْغَبِ

  وَرَغِبَ بِنَفْسِهِ عَنْهُ، بالكسْرِ، أَي رَأَى لِنَفْسِهِ عَلَيْهِ فَضْلاً، وفي الحديث «إِنِّي لأَرْغَبُ بِكَ عَنِ الأَذَانِ» يقالُ رَغِبتُ بِفُلانٍ عَنْ هَذَا [الأمر]⁣(⁣٢)، إِذَا كَرِهْتَهُ [له]⁣(⁣٢) وزَهِدْتَ فيهِ، كَذَا في النهاية، وفي حديث ابنِ عُمَرَ «لَا تَدَعْ رَكَعَتيِ الفَجْرِ فَإِنَّ فِيهِمَا الرَّغائِبَ» قال الكلَابِيُّ: الرَّغَائِبُ: مَا يُرْغَبُ فيهِ مِنَ الثَّوَابِ العظيمِ، يقالُ: رَغِيبَةٌ وَرَغَائِبُ، وقال غيرهُ: هُوَ ما يَرْغَبُ فيهِ ذُو رَغَبِ النَّفْسِ، ورَغَبُ النَّفْسِ: سَعَةُ الأَمَلِ، وطَلَبُ الكثِيرِ، ومِنْ ذَلِكَ: صَلَاةُ الرَّغَائِبِ، واحِدَتُهَا: رَغِيبَةٌ، ومن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ: فُلانٌ يُفِيدُ الغَرَائِبَ، ويُفِئُ الرَّغَائِبَ، وقالَ الوَاحِدِيُّ: رَغِبْتُ بنَفْسِي عنْ هَذا الأَمْرِ، أَي تَرَفَّعْتُ.

  والرُّغْبُ بالضَّمِّ وبضَمَّتَيْنِ: كَثْرَةُ الأَكْلِ، وشِدَّةُ النَّهَمِ والشَّرَهِ، وفي الحديث «الرُّغْبُ شُؤْمٌ» ومَعْنَاهُ الشَّرَهُ والنَّهْمَةُ والحِرْصُ على الدُّنْيَا والتَّبَقُّرُ فيهَا، وقيلَ: سَعَةُ الأَمَلِ وطَلَبُ الكَثِيرِ، وفِعْلُهُ رَغُبَ كَكَرُمَ رُغْباً وَرُغُباً فَهُوَ رَغِيبٌ، كَأَمِيرٍ وفي التهذيب: رُغْبُ البَطْنِ: كَثْرَةُ الأَكْلِ، وفي حديث مازِنٍ: وَكُنْت امْرَأً بالرُّغْبِ والخَمْرِ مُولَعاً أَي بِسَعَةِ⁣(⁣٣) البَطْنِ وكَثْرَةِ الأَكْلِ.

  ويُرْوَى بالزَّايِ، يَعْنِي الجِمَاعَ⁣(⁣٤).

  وأَرْضُ رَغَابٌ، كَسَحَابٍ، ورُغُبٌ مِثْلُ جُنُبٍ: تَأْخُذُ المَاءَ الكَثِيرَ ولَا تَسِيلُ إِلَّا مِنْ مَطَرٍ كَثِيرٍ، أَو لَيِّنَةٌ وَاسعَةٌ دَمِثَةٌ وقَدْ رَغُبَتْ رُغْباً، والرَّغِيبُ: الواسِعُ الجَوْفِ، ورَجُلٌ رَغِيبُ الجَوْفِ إِذا كانَ أَكُولاً، وقال أَبو حنيفةَ: وَادٍ رَغِيبٌ: ضَخْمٌ كَثِيرُ الأَخْذِ لِلْمَاءِ وَاسعٌ، وهو مجاز. ووادٍ زَهِيدٌ: قَلِيلُ الأَخْذِ، كَرُغُبٍ بضَمَّتَيْنِ، فِعْلُهُ رَغُبَ كَكَرُمَ يَرْغُبُ⁣(⁣٥) رَغَابَةً ورُغْباً بالضَّم وبِضَمَّتَيْنِ⁣(⁣٦) وَوَادٍ رُغُبٌ بِضَمَّتَيْنِ: وَاسِعٌ، مجازٌ وطَرِيقٌ رَغِبٌ كَكَتِفٍ، كذلكَ، والجَمْعُ رُغُبٌ بضَمَّتَيْنِ، قال الحُطَيْئة:

  مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ كالأُسْتِيِّ قَدْ جَعَلتْ ... أَيْدِي المَطِيّ بهِ عَادِيَّةً رُغُبَا

  وتَرَاغَبَ المَكَانُ إِذَا اتَّسَعَ، فهو ... مُتَرَاغِبٌ، وحِمْلٌ رَغِيبٌ أَي ثَقِيلٌ

  ، كَمُرْتَغِبٍ، قال ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ:

  تَحَوَّبُ قَدْ تَرَى إِنِّي لَحِمْلٌ ... عَلَى مَا كَانَ مَرْتَغِبٌ ثَقِيلُ

  ومن المجاز: فَرَسٌ رَغِيبُ الشَّحوِ: واسِعُ الخَطْوِ كَثِيرُ الأَخْذِ مِنَ الأَرْضِ بِقَوَائِمِهِ والجَمْعُ رِغَابٌ، وإِبِلٌ رِغَابٌ: كَثِيرَةُ الأَكْلِ، قال لَبِيد:

  وَيَوْماً مِنَ الدُّهْمِ الرِّغَابِ كَأَنَّهَا ... أَشَاءٌ دَنَا قِنْوَانُهُ أَوْ مَجَادِلُ

  ومن المجاز: قَوْلُهُمْ: أَرْغَبَ اللهُ قَدْرَكَ، أَيْ وَسَّعَهُ وأَبْعَدَ خَطْوَهُ، وفي الحديث «أَفْضَلُ الأَعْمَالِ مَنْحُ الرِّغَابِ» قال ابن الأَثير: هِي⁣(⁣٧) الوَاسِعَةُ الدَّرِّ الكثِيرَةُ النَّفْعِ، جَمْعُ الرَّغِيبِ، وهو الوَاسعُ، جَوْفٌ رَغِيبٌ وَوَادٍ رَغِيبٌ، وفي


(١) سورة الأنبياء الآية ٩٠.

(٢) زيادة عن النهاية.

(٣) عن النهاية، وبالأصل «لسعة».

(٤) قال ابن الأثير: وفيه نظر.

(٥) في المطبوعة الكويتية: يَرْغُبَ تصحيف.

(٦) في نسخة ثانية من القاموس: ورُغْباً بالضم ورُغُباً بضمتين.

(٧) في النهاية: الرغاب: الإبل.