تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع العين

صفحة 381 - الجزء 11

  الصّاغَانِيُّ لِلنّابِغَةِ الذَّبْيَانِيِّ:

  ظَلَّتْ أَقاطِيعُ أَنْعَامٍ مُؤَبَّلَةٍ ... لَدَى صَلِيبٍ عَلَى الزَّوْراءِ مَنْصُوبِ⁣(⁣١)

  وِالقَطِيعُ: السَّوْطُ يُقْطَعُ مِن جِلْدِ سَيْرٍ ويُعْمَلُ منه، وقِيلَ: هو مُشْتَقٌّ من القَطِيعِ الَّذِي هُوَ المَقْطُوعُ مِنَ الشَّجَرِ، وقالَ اللَّيْثُ: هُوَ المُنْقَطِعُ طَرَفُهُ، وعَمَّ أَبُو عُبَيْدَةَ بالقَطِيعِ، قال الأَعْشَى يَصِفُ نَاقَةً:

  تَرَى عَيْنَهَا صَغْوَاءَ في جَنْبِ مُوقِها ... تُراقِبُ كَفِّي والقَطِيعَ المُحَرَّمَا

  قال ابنُ بِرِّيٍّ: السَّوْطُ المُحَرَّمُ: الذِي لم يُلَيَّنْ بَعْدُ، وقال الأَزْهَرِيُّ: سُمِّيَ السَّوْطُ قَطِيعاً لأَنَّهُم يَأْخُذُونَ القِدَّ المُحَرَّمَ، فيَقْطَعُونَه أَرْبَعَةَ سُيُورٍ، ثم يَفْتِلُونَه، ويَلْوُونَه، ويَتْرُكُونَه⁣(⁣٢) حَتَّى يَيْبَسَ، فيَقُومَ قِياماً، كأَنَّه عَصاً، ثم سُمِّيَ قَطِيعاً لِانَّه يُقْطَعُ أَرْبَعَ طَاقاتٍ ثُمَّ يُلْوَى.

  وِالقَطِيعُ: النَّظِيرُ والمِثْلُ، يُقَالُ: فلانٌ قَطِيعُ فلانٍ، أَيْ شِبْهُه فِي قَدِّهِ وخَلْقِه، ج: قُطَعاءُ، هكذا في النُّسَخِ، ومِثْلُه في العُبَابِ، وفِي اللِّسَانِ: أَقْطِعاءُ، كنَصِيبٍ وأَنْصِبَاءَ، وفِي العُبَابِ: القَطِيعُ: شِبْهُ النَّظِيرِ، تَقُولُ: هذا قَطِيعٌ من الثِّيابِ لِلَّذِي قُطِعَ منه.

  وِالقَطِيعُ: القَضِيبُ تُبْرَى مِنْه السِّهَامُ، وفي العَيْنِ: الَّذِي يُقْطَعُ لِبَرْيِ السِّهَامِ، ج: قُطْعانٌ بالضمِّ، وأَقْطِعَةٌ، وقِطَاعٌ بالكَسْرِ، وأَقْطُعٌ كأَفْلُسٍ وأَقَاطِعُ، وقُطُعٌ بضَمَّتَيْنِ، الأَخِيرَةُ إِنَّمَا ذَكَرَها صاحِبُ اللِّسَانِ في القَطِيعِ بمَعْنَى ما تَقَطَّعَ من الشَّجَرِ، كما سَيَأْتِي، واقْتَصَرَ اللَّيْثُ على الأُولَى والرّابِعَةِ، وما عَدَاهُمَا ذَكَرَهُنَّ الصّاغَانِيُّ، وأَنْشَدَ اللَّيْثَّ لأَبِي ذُؤَيْبٍ:

  وِنَمِيمَةٌ من قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ ... في كَفِّهِ جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطُعُ⁣(⁣٣)

  قالَ: أَرادَ السِّهَامَ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وهذا غَلَطٌ. قُلْتُ: أَيْ أَنَّ الصّوابَ أَنَّ الأَقْطُعَ - في قَوْلِ الهُذَلِيِّ - جَمْعُ قِطْعٍ، بالكَسْرِ، وقد أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ أَيْضاً عند ذِكْرِه القِطْعَ، وهكَذا هو في شَرْحِ الدِّيوانِ، وشاهِدُ القِطَاعِ قَوْلُ أَبِي خِراشِ:

  مُنِيباً وقَدْ أَمْسَى تَقَدَّمَ وِرْدَها ... أُقَيْدِرُ مَسْمُومُ القِطاعِ نَذِيلُ⁣(⁣٤)

  وِالقَطِيعُ: ما تَقَطَّعَ⁣(⁣٥) مِنَ الأَغْصَانِ*، جَمْعُه أَقْطِعَةٌ، وقُطُعٌ وقُطُعاتٌ، بضَمَّتَيْنِ فيهما، وأَقاطِيعُ كأَحَادِيثَ كالقِطْعِ بِالكَسْرِ وجَمْعُه أَقْطَاعٌ، قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:

  عَفَتْ غَيْرَ نُؤْيِ الدّارِ ما إِنْ تُبِينُه ... وِأَقْطَاعِ طُفْيٍ قد عَفَتْ في المَعَاقِلِ⁣(⁣٦)

  وِمِن المَجَازِ: القَطِيعُ: الكَثِيرُ الاخْتِرَاقِ⁣(⁣٧) والرُّكُوبِ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  وِقال اللَّيْثُ: قولُ العَرَبِ: هو قَطِيعُ القِيَامِ، أَي: مُنْقَطِعٌ، مَقْطُوعُ⁣(⁣٨) القِيَامِ إِنّمَا يَصِفُ ضَعْفاً أَو سِمَناً وأَنْشَدَ:

  رَخِيمُ الكَلامِ قَطِيعُ القِيَا ... مِ أَمْسَى فُؤادِي بِهَا فاتِنَا

  وهو مَجَازٌ.

  وِمن المَجَاز: امْرَأَةٌ قَطِيعُ الكَلامِ: إِذا كانت غَيْرَ سَلِيطَة. وقد قَطُعَتْ، ككَرُمَ.

  وِمن المَجَازِ: هو قَطِيعُه: شَبِيهُهُ في خُلُقِه وقَدِّهِ والجَمْعُ قُطَاءُ، وقَدْ تَقَدَّم.

  وِمن المَجَازِ: القَطِيعَةُ كشَرِيفَةٍ: الهِجْرَانُ، والصَّدُّ، كالقَطْعِ: ضِدّ الوَصْلِ، ويُرادُ به تَرْكُ البِرِّ والإِحْسَانِ إِلَى الأَهْلِ والأَقَارِبِ، كما تَقَدَّمَ.

  وِالقَطِيعَةُ: مَحَالُّ بِبَغْدَادَ، أَي في أَطْرافِها أَقْطَعَها المَنْصُورُ العَبّاسِيُّ أُناساً مِنْ أَعْيَانِ دَوْلَتِهِ، وفي مُخْتَصَرِ نُزْهَةِ


(١) ديوانه ص ٩٢ وقوله مؤبلة: هي الإِبل التي تتخذ للقنية والنماء لا تركب ولا تستعمل. وقيل المؤبلة: الكثيرة.

(٢) في التهذيب: ويعلّقونه حتى يجفّ.

(٣) ديوان الهذليين ١/ ٧ وضبطت: وتميمةً بالنصب.

(٤) ديوان الهذليين ٢/ ١٢٠ برواية: «أقيدر محموز» وبالأصل: «نزيل» والمثبت عن ديوان الهذليين.

(٥) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «ما يُقْطَعُ».

(*) عبارة القاموس: ما تقطَّعَ من الشجر.

(٦) ديوان الهذليين ١/ ١٤٠ برواية:

عفا غير نؤي الدار ما إن أُبينه

(٧) عن التكملة وبالأصل والقاموس: الاحتراق.

(٨) بالأصل «ومقطوع» والمثبت عن القاموس بحذف الواو.