تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع العين

صفحة 402 - الجزء 11

  القَمَعُ: بَثْرٌ، أَو القَمَعَةُ: بَثْرَةٌ. أَو القَمَعُ: فسَادٌ فِي مُوقِ العَيْن واحْمِرَارٌ، أَو القَمَعُ: كَمَدُ لَحْمٍ⁣(⁣١) المُوقِ ووَرَمُه، أَو القَمَعُ: قِلَّةُ نَظَرِ العَيْنِ عَمَشاً، والفِعْلُ في الكُلِّ: قَمِعَتْ عَيْنُه، كفَرِحَ تَقْمَعُ قَمَعاً.

  وقولُ المُصَنِّفِ: وهُوَ قَمُوعٌ، أَي كَصَبُورٍ، بدَلِيلِ قَوْلِه: وِأَقْمَعُ ج: قُمْعٌ، بالضمِّ كأَحْمَرَ وحُمْرٍ مَحَلُّ نَظَرٍ وَتَأَمُّلٍ، والصَّوابُ: وهِيَ قَمِعَةٌ، فإِنَّهَا صِفَةٌ لِلْعَيْنِ لا للرَّجُلِ؛ لأَنَّهُ لا يُقَالُ: قَمِعَ الرَّجُلُ، ثمّ علَى الفَرْضِ إِذا جَوَّزْنَا قَمِعَ الرَّجُلُ، من باب فَرِحَ، فالقِيَاسُ يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ فاعِلُه قَمِيعاً، ككَتِفٍ، لا كصَبُورٍ، وانْظُرْ عِبَارَةَ الجَوْهَرِيِّ: «تَقُولُ مِنْه: قَمِعَتْ عَيْنُه بالكَسْرِ» ومِثْلُهُ لِلصّاغَانِيِّ، زاد الأَخِيرُ: قَمَعاً، ثمّ قالَ: وهُوَ قُمُوعٌ فِي شِعْرِ الطِّرِّماحِ، أَيْ بضَمِّ القافِ، حَيْثُ قال:

  تَقَمَّعَ فِي أَظْلالِ مُحْنِطَةِ الجَنَى⁣(⁣٢) ... صِحاحُ المَآقِي ما بِهِنَّ قُمُوعُ

  فهُوَ أَرادَ بِهِ المَصْدَرَ، وأَشارَ إِلَى أَنَّه جاءَ في هذا الشِّعْرِ على خِلافِ القِيَاسِ في مَصْدَرِ فَعِلَ بالكَسْر، وانْظُرْ عِبَارَةَ اللّسَانِ: وقد قَمِعَتْ عَيْنُه تَقْمَعُ قَمَعاً، فهِيَ قَمِعَةٌ، ثُمَّ قالَ: وقِيلَ: القَمِعُ: الأَرْمَصُ الَّذِي لا تَرَاهُ إِلّا مُبْتَلَّ العَيْنِ، ولا أَخالُ المُصَنِّفَ إِلّا اشْتَبَه عَلَيْهِ سِياقُ العُبَابِ، فلم يَدْخُلْ من البابِ.

  وِالقَمَعُ في عُرْقُوبِ الفَرَسِ: أَنْ يَغْلُظَ رَأْسُه ولا يُحَدَّ، وهُوَ مِنْ عُيُوبِ الخَيْلِ، فإِنَّهُم قالُوا: يُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ الفَرَسُ حَدِيدَ طَرَفِ العُرْقُوبِ، وبَعْضُهُم يَجْعَلُ القَمَعَةَ: الرَّأْسَ.

  وِالقَمَعُ أَيْضاً: داءٌ وغِلَظٌ في إِحْدَى رُكْبَتَيِ الفَرَسِ، يُقَالُ منه: فَرَسٌ قَمِعٌ، ككَتِفٍ، وفي بَعْضِ النُّسَخِ: قامِعٌ، وهُوَ غَلَطٌ، وأَقْمَعُ، وهِي قَمْعَاءُ.

  وِقالَ ابنُ عَبّادِ: القَمَعُ: عُظَيْمٌ ناتِئٌ في الحَنْجَرَةِ، ومِنْهُ الأَقْمَعُ وهُوَ العَظِيمُهُ.

  قال: والأَنْفُ الأَقْمَعُ: مِثْلُ الأَقْعَم، وهُوَ الَّذِي فِيه مَيَلٌ، وسَيَأْتِي في المِيمِ. وقالَ غَيْرُه: العُرْقُوبُ الأَقْمَعُ: العَظِيمُ الإِبْرَةِ، وقِيلَ:

  الغَلِيظُ الرَّأْسِ الغَيْرُ المُحَدَّدِ.

  وِقالَ أَبُو عَمْرٍو: القَمِيعَةُ، كشَرِيفَةٍ: النّاتِئَةُ بينَ الأُذُنَيْنِ من الدَّوابِّ، ج: قَمائِعُ.

  وِقال أَبُو عُبَيْدٍ⁣(⁣٣): القَمِيعَةُ: طَرَفُ الذَّنْبِ، وهِيَ من الفَرَسِ: مُنْقَطَعُ العَسِيبِ، وأَنْشَدَ بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ هُنَا على هذِهِ الصِّيغَةِ:

  وِيَنْفُضْنَ عَنْ أَقْرَابِهِنَّ بأَرْجُلٍ ... وِأَذْنَابِ حُصِّ الهُلْبِ زُعْرِ القَمَائِعِ⁣(⁣٤)

  وِقالَ ابنُ عَبّادٍ: القَمِيعُ، كشَرِيفٍ: ما فَوْقَ السَّناسِنِ مِنَ السَّنَامِ، وبَعِيرٌ قَمِعٌ: ككَتِفٍ: عَظِيمُ السَّنامِ، وسَنَامٌ قَمِعٌ، أَيْضاً، أَيْ: عَظِيمٌ.

  وِقَمِعَ الفَصِيلُ، كفَرِحَ: أَجْذَى في سَنَامِهِ، وتَمَكَ فيهِ الشَّحْمُ، كأَقْمَعَ فهُوَ قَمِعٌ ومُقْمِعٌ.

  وِقَمِعَ الدَّواءَ: قَمِحَهُ.

  وِقَمِعَتْ عَيْنُه: وَقَعَ فِيها القَذَى، فاسْتُخْرِجَ بالخَاتَمِ، ويُقَالُ: طَرْفٌ قَمِعٌ، ككَتِفٍ: فيه بَثْرٌ، ومنه قَوْلُ الأَعْشَى يَذْكُرُ نَظَرَ الزَّرْقَاءِ:

  وِقَلَّبَتْ مُقْلَةً لَيْسَتْ بمُقْرِفَةٍ ... إِنْسَانَ عَيْنٍ ومأْقاً لَمْ يَكُنْ قَمِعَا

  وِنَاقَةٌ قَمِعَةٌ، كفَرِحَةٍ: ضَبِعَةٌ.

  وِكَذَا فَرَسٌ قَمِعٌ، أَيْ: هَيُوبٌ وقد قَمِعَ: إِذا هَابَ، كُلُّ ذلِكَ في المُحِيطِ.

  وِالقُمْعَةُ، بالضَّمِّ: ما صَرَرْتَ في أَعْلَى الجِرَابِ، والزُّمْعَةُ: في أَسْفلِه، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

  وِقالَ غيرُه: القُمْعَةُ: خِيَارُ المالِ، ويُفْتَحُ، ويُحَرَّكُ، ويُقَال: لَكَ قُمْعَةُ هذا المالِ، أَيْ: خِيَارُه، أَو خاصٌّ بخِيَارِ الإِبِلِ، خَصَّهُ كُرَاعٌ.

  وِالمَقْمُوعُ: المَقْهُورُ الذَّلِيلُ المَرْدُودُ.

  وِالمَقْمُوعُ من الإِبِلِ: ما أُخِذَ خِيارُه، يُقَالُ: إِبِلٌ


(١) في اللسان: كمدُ لونِ لحمِ الموق ..

(٢) بالأصل «الخبا» والمثبت عن ديوانه ص ٣٠٤.

(٣) في التهذيب: أبو عبيدة.

(٤) هذه الرواية في التهذيب والتكملة واللسان.