تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لبع]:

صفحة 431 - الجزء 11

  يَزُولَ، فتَرَى شَخْصَ أَصْلِه خارِجاً.

  والكُوَيْع: تَصْغِيرُ الكاعِ.

  ويُقَالُ: أَحْمَقُ يَمْتَخِطُ بكُوعهِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وِكاعَ عَن الشَّيْءِ يَكاعُ، كخَافَ يَخافُ: لُغَةٌ في كَعَّ عنه يَكُعُّ، عَنْ يَعْقُوبَ، نَقَلَه عَن الكِسائِيِّ، وهُوَ في الصِّحاحِ، والمَعْنَى: هابَهُ وجَبُنَ عنه، وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ في الّذي يَليه اسْتِطْرادًا، وهذا مَحَلُّ ذِكْرِه.

  وِكُوعَةُ بالضمِّ: مَوْضِعٌ، كما في التَّكْمِلَةِ.

  [كيع]: كِعْتُ عَنْه، أَكِيعُ، وأَكاعُ، وهذِه عَنْ يَعْقُوبَ، نَقَلَهَا عن الكِسائِيِّ، كَيْعاً، وكَيْعُوعَةً: لُغَةٌ فِي كَعَعْتُ عَنِ الأَمْرِ أَكِعُّ: إِذا هِبْتَه وجَبُنْتُ عَنْه قال الجَوْهَرِيُّ: حَكَاهُ يَعْقُوبُ عن الكِسائِيِّ، فهُوَ كائِعٌ⁣(⁣١)، وكاعٍ عَلَى القَلْبِ، قالَ الشَّاعِرُ:

  حتى اسْتَفَاني نساءَ الحَيِّ ضاحِيَةً ... وِأَصْبَحَ المَرْءُ عَمْرٌو مُثْبَتاً كاعِ⁣(⁣٢)

  وِهُمْ كاعَةٌ مِثَالُ بائِعٍ وباعَةٍ، ومِنْهُ الحَدِيثُ: «ما زَالَتْ قُرَيْشٌ كاعَةٌ حَتّى ماتَ أَبو طالِبٍ» وقَدْ رُوِيَ بالتَّشْدِيد، كما تَقَدَّمَ، والمَعْنَى واحِدٌ.

  ثم إِنّ هذا الحَرْفَ وُجِدَ في أَكْثَرِ نُسَخِ الصِّحاحِ مَفْصُولاً من تَرْكِيبِ «ك و ع» إِلّا نُسْخَة أَبِي سَهْلٍ، فإِنّه وُجِدَ بخَطِّهِ فِيها فِي آخِرِ تَرْكِيبِ «ك و ع» مِنْ غَيْرِ انْفِصَالٍ، فتَأَمَّلْ.

فصل اللام مع العين

  [لبع]: يُقالُ: ذَهَبَ بِهِ ضَبْعاً لَبْعاً، أَي: باطِلاً أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وصاحِبُ اللِّسَانِ، وذَكَرَه ابنُ عَبّادٍ في المُحِيطِ، وقد تَقَدَّمَ ذِكْرُه أَيْضاً في «ض ب ع»، وكأَنَّ لَبْعاً: إِتْباعٌ، ولِذا لا يُفْرَدُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  لَبَعَهُ: إِذا رَمَاهُ بِبَعْرَةٍ، قالَهُ العُزَيْزِيّ.

  وقالَ الصّاغَانِيُّ: هُوَ تَصّحِيفٌ، والصَّوابُ: لَقَعَهُ، بالقَاف كَما سَيَأْتِي.

  [لثع]: الأَلْثَعُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ، وقال ابنُ عَبّادٍ: هُوَ مَنْ يَرْجِعُ لِسانُه⁣(⁣٣) إِلَى الثّاءِ والعَيْنِ.

  قالَ: واللَّثْعَةُ: ما لازَقَ الأَسْنَاخَ⁣(⁣٤) مِنَ الشَّفَةِ، فإِذا انْقَلَبَتِ اللَّثْعَةُ قيلَ: هو أَلْثَعُ.

  [لخع]: اللَّخَع، مُحَرَّكَةً أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ اسْتِرْخَاءُ الجِسْمِ يَمَانِيَةٌ، ومِنْهُ سُمِّيَ لَخِيعَةُ، هذا نَصُّ ابنِ دُرَيْدٍ في الجَمْهَرَةِ⁣(⁣٥)، وفي التَّكْمِلَةِ عَنْه: اسْتِرْخَاءٌ في الجِسْمِ، قالَ ابن دُرَيْدٍ: وذُو الشَّناتِرِ: لَخِيعَةُ بنُ يَنُوفَ ونَصُّ ابنِ دُرَيْدٍ: لَخِيعَةُ يَنُوف، وهو ذُو الشَّناتِرِ، وسَبَقَ في الرّاءِ أَنَّه لَخْتِيعَةُ، فتَأَمَّلْ، وهُوَ رَجُلٌ مِنْ حِمْيَرَ، كانَ تَوَثَّبَ عَلَى مُلْكِهِم، فقَتَلَه ذُو نُواس، ومَلَكَ بَعْدَه، وتَقَدَّمَتْ قِصَّتُه في الرّاءِ، وفِي السِّينِ⁣(⁣٦).

  وِيَلْخَعُ، كيَمْنَعُ: ع، باليَمَنِ نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ. أَو هُوَ بَلْخَعُ بالباءِ المُوَحَّدَةِ. كذا قالَهُ ابنُ الكَلْبِيِّ في كِتابِ «افْتِرَاقِ العَرَبِ»⁣(⁣٧) وقد تَقَدَّمَ في المُوَحَّدَةِ أَنَّه قَوْلٌ أَيْضاً لابْنِ دُرَيْدٍ.

  [لذع]: لذَعَ الحُبُّ قَلْبَه، كمَنَعَ، آلَمَهُ، نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ، وهو مَجازٌ، ومِنْهُ قوْلُ أَبِي دُوادٍ:

  فدَمْعِيَ مِنْ ذِكْرِهَا مُسْبَلٌ ... وِفِي الصَّدْرِ لَذْعٌ كجَمْرِ الغَضَى

  وِلَذَعَتِ النّارُ الشَّيْءَ تَلْذَعُهُ لَذْعاً: لَفَحَتْهُ وأَحْرَقَتْهُ، وقَدْ يُرَادُ بالَّلذْعِ الإِحْرَاقُ الخَفِيفُ، وهو الكَيُّ.

  وِلَذَعَ بَعِيرَهُ لذْعَةً، أَو لَذْعَتَيْنِ: وَسَمَه في فخِذِه، بطَرَفِ المِيسَمِ، رَكْزَةً، أَو رَكْزَتَيْنِ وقالَ أَبُو عَلِيٍّ: الَّلذْعَةُ: لَذْعَةُ المِيسَمِ في باطِنِ الذِّراعِ، وقال: أَخَذْتُه مِن «سِمَاتِ


(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «كائعُ وكاعٌ» واللفظة المثبتة «وكاعٍ» توافق عبارة اللسان.

(٢) في اللسان: «حتى استفأنا نساء ... كاعي».

(٣) في التكملة: بلسانه.

(٤) في التكملة: الأسنان.

(٥) الجمهرة ٢/ ٢٣٥.

(٦) انظر مادتي «شنتر» و «نوس».

(٧) وقيدها ياقوت «بلخع» بالباء أيضاً نقلاً عن أبي المنذر هشام بن محمد (الكلبي).