تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مزع]:

صفحة 454 - الجزء 11

  مُمْرعٌ، كمَا فِي الصِّحاحِ.

  وِأَمْرَع بغائِطِه أَو بَوْله: رَمَى بهِ خَوْفاً، هكَذا مُقْتَضَى سِياقِه، وهو غَلَطٌ، وصَوابُه: مَرَعَ بغائِطِه وَبَوْلهِ: رَمَى بِهِمَا خَوْفاً، هكذَا ثُلاثِيًّا، كما هُوَ نَصُّ المُحِيطِ، ونَقَلَه الصّاغَانِيُّ في العُبَابِ والتَّكْمِلَةِ أَيْضاً هكَذَا.

  وِفِي المَثَلِ: «أَمْرَعْتَ فانْزِلْ» كَما في الصِّحاحِ، قالَ الصَّاغَانِيُّ: أَي: أَصَبْتَ حاجَتَكَ فانْزِلْ كقَوْلِ أَبِي النَّجْم:

  مُسْتَأْسِداً ذِبّانُه فِي غَيْطَلِ ... يَقُلْنَ للرّائِدِ: أَعْشَبْتَ انْزِلِ

  قلتُ: وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:

  بِما شِئْتَ مِنْ خَزٍّ «وأَمْرَعْتَ فانْزِلِ»

  وِقالَ ابنُ عَبّادٍ: تَمَرَّعَ الرَّجُلُ: إِذَا أَسْرَعَ، أَو طَلَبَ المَرْعَ أَي: الخِصْبَ، يُقال: رَجُلٌ مُتَمَرِّعٌ، وكَذلِكَ مَرِعٌ، وقد تَقَدَّمَ ما فِيه.

  وِتَمَرَّعَ أَنْفُه: تَرَمَّعَ، والزّايُ لُغَةٌ فيهِ، ومِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ: «حَتّى خُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّ أَنْفَهُ يَتَمَرَّعُ» ويُرْوَى «يَتَمَزَّعُ» بالزّايِ، وهُوَ الصَّحِيحُ، أَي: مِنْ شِدَّةِ غَضَبِه، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَحْسِبُه «يَتَرَمَّعُ».

  وِانْمَرَعَ فِي البِلادِ: ذَهَبَ.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  قالَ أَعْرَابِيٌّ: أَتَتْ عَلَيْنَا أَعْوَامٌ أَمْرُعٌ: إِذا كانَتْ خِصْبَةً.

  وِمَرِعَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ: وَقَعَ فِي خِصْبٍ.

  وِمَرِعَ: إِذا تَنَعَّمَ.

  ومَكَانٌ مَرِعٌ، ككَتِفٍ: خَصِيبٌ مُمْرِعٌ ناجِعٌ، قالَ الأَعْشَى:

  سَلِسٍ مُقَلَّدُه أَسِي ... لٍ خَدُّهُ مَرعٍ جَنابُهْ

  ويُقَالُ: القَوْمُ مُمْرِعُونَ: إِذا كانَتْ مَوَاشِيهِمْ فِي خِصْبٍ.

  وِالمُمْرِعَةُ مِنَ الأَرْضِ: المُكْلِئَةُ مِنَ الرَّبِيعِ واليَبِيسِ⁣(⁣١). وقالَ أَبُو حَنِيفَة: مَمارِيعُ الأَرْضِ: مَكَارِمُهَا، هكَذا ذَكَرَهُ ولَمْ يَذْكُرْ له واحِدًا.

  ورَجُلٌ مَرِيعُ الجَنَابِ: كَثِيرُ الخَيْرِ، عَلَى المَثَلِ.

  وِمَرْوَعُ، كجَعْفَرٍ: أَرْضٌ، قالَ رُؤْبَةُ:

  فِي جَوْفِ أَجْنَى مِنْ حِفَافَيْ مَرْوَعَا⁣(⁣٢)

  [مزع]: مَزَعَ البَعِيرُ فِي عَدْوِه، وكَذلِكَ الظَّبْيُ، والفَرَسُ، كمَنَعَ يَمْزَعُ مَزْعاً، ومَزْعَةً: أَسْرَعَ وقِيلَ: المَزْعُ: شِدَّةُ السَّيْرِ، أَوْ: هُوَ أَوَّلُ العَدْوِ وآخِرُ المَشْيِ، قالَهُ أَبو عُبَيْدٍ، وأَنْشَدَ:

  شَدِيدُ الرَّكْضِ يَمْزَعُ كالغَزالِ

  أَو العَدْوُ الخَفِيفُ مَع سُرْعَةٍ، قالَ زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى يَصِفُ خَيْلاً:

  جَوَانِحَ يَخْلِجْنَ خَلْجَ الظِّبا ... وِيُرْكَضْنَ مِيلاً ويَمْزَعْنَ مِيلَا⁣(⁣٣)

  وِمَزَعَ القُطْنَ مَزْعاً: نَفَشَهُ بأَصَابِعِه لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ، قالَهُ ابن دُرَيْدٍ⁣(⁣٤)، كمَزَّعَهُ تَمْزِيعاً، قالَ الجَوْهَرِيُّ: والمَرْأَةُ تَمْزَعُ القُطْنَ بيَدَيْها: إِذا زَبَّدَتْهُ، كأَنَّهَا تُقَطِّعُه ثُمَّ تُؤَلِّفُه، فتُجَوِّدُه بذلِكَ.

  وِالمَزْعِيُّ: النَّمّامُ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

  قالَ: والمَزّاعُ كشَدّادٍ: القُنْفُذُ، يُقَالُ: مَزَعَتِ القَنَافِذُ، تَمْزَعُ باللَّيْلِ مَزْعاً: إِذا سَعَتْ فأَسْرَعَتْ، قالَ عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ:

  قَوْمٌ إِذا دَمَسَ الظَّلامُ عَلَيِهمُ ... حَدَجُوا قَنَافِذَ بالنَّمِيمَةِ تَمْزَعُ⁣(⁣٥)

  هكَذا أَنْشَدَه الرِّياشِيُّ، وهُوَ يُضْرَبُ مَثَلاً للنَّمّامِ.

  وِالمُزاعَةُ، كثُمَامَةٍ: سُقاطَةُ الشَّيْءِ، كما فِي الجَمْهَرَةِ.


(١) قاله ابن شميل، كما في التهذيب.

(٢) في أراجيزه ص ٩٠: من حرف أحنى.

(٣) شرح ديوانه لثعلب ص ٢٠٥ برواية:

خلج الدلاء ... وينزعن ميلا

فعلى هذه الرواية فلا شاهد فيه. قال ثعلب: ويروى: عوابس يمرعن مرع الظباء.

(٤) الجمهرة ٣/ ٨.

(٥) البيت ١٦ من مفضليته.