[مزع]:
  مُمْرعٌ، كمَا فِي الصِّحاحِ.
  وِأَمْرَع بغائِطِه أَو بَوْله: رَمَى بهِ خَوْفاً، هكَذا مُقْتَضَى سِياقِه، وهو غَلَطٌ، وصَوابُه: مَرَعَ بغائِطِه وَبَوْلهِ: رَمَى بِهِمَا خَوْفاً، هكذَا ثُلاثِيًّا، كما هُوَ نَصُّ المُحِيطِ، ونَقَلَه الصّاغَانِيُّ في العُبَابِ والتَّكْمِلَةِ أَيْضاً هكَذَا.
  وِفِي المَثَلِ: «أَمْرَعْتَ فانْزِلْ» كَما في الصِّحاحِ، قالَ الصَّاغَانِيُّ: أَي: أَصَبْتَ حاجَتَكَ فانْزِلْ كقَوْلِ أَبِي النَّجْم:
  مُسْتَأْسِداً ذِبّانُه فِي غَيْطَلِ ... يَقُلْنَ للرّائِدِ: أَعْشَبْتَ انْزِلِ
  قلتُ: وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:
  بِما شِئْتَ مِنْ خَزٍّ «وأَمْرَعْتَ فانْزِلِ»
  وِقالَ ابنُ عَبّادٍ: تَمَرَّعَ الرَّجُلُ: إِذَا أَسْرَعَ، أَو طَلَبَ المَرْعَ أَي: الخِصْبَ، يُقال: رَجُلٌ مُتَمَرِّعٌ، وكَذلِكَ مَرِعٌ، وقد تَقَدَّمَ ما فِيه.
  وِتَمَرَّعَ أَنْفُه: تَرَمَّعَ، والزّايُ لُغَةٌ فيهِ، ومِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ: «حَتّى خُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّ أَنْفَهُ يَتَمَرَّعُ» ويُرْوَى «يَتَمَزَّعُ» بالزّايِ، وهُوَ الصَّحِيحُ، أَي: مِنْ شِدَّةِ غَضَبِه، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَحْسِبُه «يَتَرَمَّعُ».
  وِانْمَرَعَ فِي البِلادِ: ذَهَبَ.
  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
  قالَ أَعْرَابِيٌّ: أَتَتْ عَلَيْنَا أَعْوَامٌ أَمْرُعٌ: إِذا كانَتْ خِصْبَةً.
  وِمَرِعَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ: وَقَعَ فِي خِصْبٍ.
  وِمَرِعَ: إِذا تَنَعَّمَ.
  ومَكَانٌ مَرِعٌ، ككَتِفٍ: خَصِيبٌ مُمْرِعٌ ناجِعٌ، قالَ الأَعْشَى:
  سَلِسٍ مُقَلَّدُه أَسِي ... لٍ خَدُّهُ مَرعٍ جَنابُهْ
  ويُقَالُ: القَوْمُ مُمْرِعُونَ: إِذا كانَتْ مَوَاشِيهِمْ فِي خِصْبٍ.
  وِالمُمْرِعَةُ مِنَ الأَرْضِ: المُكْلِئَةُ مِنَ الرَّبِيعِ واليَبِيسِ(١). وقالَ أَبُو حَنِيفَة: مَمارِيعُ الأَرْضِ: مَكَارِمُهَا، هكَذا ذَكَرَهُ ولَمْ يَذْكُرْ له واحِدًا.
  ورَجُلٌ مَرِيعُ الجَنَابِ: كَثِيرُ الخَيْرِ، عَلَى المَثَلِ.
  وِمَرْوَعُ، كجَعْفَرٍ: أَرْضٌ، قالَ رُؤْبَةُ:
  فِي جَوْفِ أَجْنَى مِنْ حِفَافَيْ مَرْوَعَا(٢)
  [مزع]: مَزَعَ البَعِيرُ فِي عَدْوِه، وكَذلِكَ الظَّبْيُ، والفَرَسُ، كمَنَعَ يَمْزَعُ مَزْعاً، ومَزْعَةً: أَسْرَعَ وقِيلَ: المَزْعُ: شِدَّةُ السَّيْرِ، أَوْ: هُوَ أَوَّلُ العَدْوِ وآخِرُ المَشْيِ، قالَهُ أَبو عُبَيْدٍ، وأَنْشَدَ:
  شَدِيدُ الرَّكْضِ يَمْزَعُ كالغَزالِ
  أَو العَدْوُ الخَفِيفُ مَع سُرْعَةٍ، قالَ زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى يَصِفُ خَيْلاً:
  جَوَانِحَ يَخْلِجْنَ خَلْجَ الظِّبا ... وِيُرْكَضْنَ مِيلاً ويَمْزَعْنَ مِيلَا(٣)
  وِمَزَعَ القُطْنَ مَزْعاً: نَفَشَهُ بأَصَابِعِه لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ، قالَهُ ابن دُرَيْدٍ(٤)، كمَزَّعَهُ تَمْزِيعاً، قالَ الجَوْهَرِيُّ: والمَرْأَةُ تَمْزَعُ القُطْنَ بيَدَيْها: إِذا زَبَّدَتْهُ، كأَنَّهَا تُقَطِّعُه ثُمَّ تُؤَلِّفُه، فتُجَوِّدُه بذلِكَ.
  وِالمَزْعِيُّ: النَّمّامُ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.
  قالَ: والمَزّاعُ كشَدّادٍ: القُنْفُذُ، يُقَالُ: مَزَعَتِ القَنَافِذُ، تَمْزَعُ باللَّيْلِ مَزْعاً: إِذا سَعَتْ فأَسْرَعَتْ، قالَ عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ:
  قَوْمٌ إِذا دَمَسَ الظَّلامُ عَلَيِهمُ ... حَدَجُوا قَنَافِذَ بالنَّمِيمَةِ تَمْزَعُ(٥)
  هكَذا أَنْشَدَه الرِّياشِيُّ، وهُوَ يُضْرَبُ مَثَلاً للنَّمّامِ.
  وِالمُزاعَةُ، كثُمَامَةٍ: سُقاطَةُ الشَّيْءِ، كما فِي الجَمْهَرَةِ.
(١) قاله ابن شميل، كما في التهذيب.
(٢) في أراجيزه ص ٩٠: من حرف أحنى.
(٣) شرح ديوانه لثعلب ص ٢٠٥ برواية:
خلج الدلاء ... وينزعن ميلا
فعلى هذه الرواية فلا شاهد فيه. قال ثعلب: ويروى: عوابس يمرعن مرع الظباء.
(٤) الجمهرة ٣/ ٨.
(٥) البيت ١٦ من مفضليته.