تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رنب]:

صفحة 40 - الجزء 2

  وأَرْضٌ مَرْنَبَةٌ ومُؤَرْنَبةٌ⁣(⁣١) ضُبِطَ عندنا في النسخ بفتح النُّونِ في الأَخِيرَةِ والصوابُ كسرُهَا، رُوِي ذلك عن كُراع: كَثِيرَتُهُ وفي الأَسَاس يقال لِلذَّلِيلِ: إِنَّمَا هُوَ أَرْنَبٌ، لأَنَّهُ لَا دَفْعَ عِنْدَهَا لِأَنَّ القُبَّرَةَ تَطْمَعُ فِيهَا، والأَرْنَبُ وفي «لسان العرب» المَرْنَبُ⁣(⁣٢) بالمِيم بدلَ الأَلفِ، قُلْتُ وهُوَ نَصُّ ابن دريد جُرَذٌ كاليَرْبُوعِ قَصِيرُ الذَّنَبِ، كاليَرْنَبِ، والأَرْنَبُ ضَرْبٌ مِنَ الحُلِيّ قال رؤبةُ:

  وعَلَّقَتْ مِنْ أَرْنَبٍ ونَخْلِ

  والأَرْنَبُ: مَوْضِعٌ، قال عَمْرُو بنُ مَعْدِيكَرِبَ:

  عَجَّتْ نِسَاءُ بَنِي عبيدِ عَجَّةً ... كعَجِيجِ نِسْوَتِنَا غَدَاةَ الأَرْنَبِ

  وأَرْنَبُ: اسْمُ امْرَأَةٍ قال مَعْنُ بنُ أَوْسٍ:

  مَتَى تَأْتِهِمْ تَرْفَعْ بَنَاتِي بِرَنَّةٍ ... وتَصْدَحْ بِنَوْحٍ يَفْزَعُ النَّوْحَ أَرْنَبُ

  وزَادَ⁣(⁣٢) الدَّمِيرِيّ في «حياة الحيوان» الأَرْنَبِ البَحْرِيّ، قال القَزْوينِيُّ: من حَيَوانِ البَحْرِ، رَأْسُهُ كرَأْسِ الأَرْنَبِ وبَدَنُه كبَدَنِ السَّمَكِ، وقالَ الرَّئِيسُ ابنُ سِينَا: إِنَّهُ حَيَوانٌ صَغِيرٌ صَدَفِيٌّ، وهُوَ من ذَوَاتِ السُّمُومِ إِذا شُرِبَ [منه قتل]⁣(⁣٣).

  قُلْتُ فَعَلَى هَذَا إِنَّمَا المُشَابَهَةُ في الاسْمِ لَا الشَّكْلِ.

  والأَرْنَبَةُ بهَاءٍ: طَرَفُ الأَنْفِ وجمعُهَا: الأَرَانِبُ أَيضاً، وفي حديث الخُدْرِيِّ «ولَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى أَنْفِ رَسُولِ اللهِ وأَرْنَبَتِهُ أَثَرَ الطِّينِ» وفي حديث وَائِلٍ «كَانَ يَسْجُدُ عَلَى جَبْهَتِهِ وأَرْنَبَتِهِ»، ويقالُ: هُمْ شُمُّ الأُنُوفِ وَارِدَةُ الأَرَانِب⁣(⁣٤)، وتقولُ: وجَدْتُهُمُ مُجَدَّعِي الأَرَانبِ أَشَدَّ فَزَعاً من الأَرَانِب، وَجَدَع فُلَانٌ أَرْنَبَةَ فُلَانٍ: أَهَانَهُ.

  والأُرَيْنِبَةُ مُصَغَّراً: عُشْبَةٌ كالنَّصِيِّ إِلَّا أَنَّهَا أَدَقُّ⁣(⁣٥) وأَضْعَفُ وأَلْيَن، وهِيَ نَاجِعَةٌ في المَالِ جِدّاً، ولَهَا إِذا جَفَّتْ سَفًى كُلَّمَا حُرِّكَ تَطَايَرَ فَارْتَزَّ في العُيَونِ والمَناخِرِ، عن أَبي حنيفَةَ.

  والأُرَيْنِبَةُ مُصَغَّراً: اسْمُ مَاءٍ لِغَنِيِّ بنِ أَعْصُرَ بنِ سَعْدِ بنِ قَيْسٍ وبالقُرْبِ منها الأوْدِيَةُ.

  والأُرَيْنِبَاتُ مُصَغَّراً: مَوْضِعٌ في قول عنترة:

  وَقَفْتُ وَصُحْبَتِي بِأُرَيْنِبَاتٍ ... عَلَى أَقْتَادِ عُوجٍ كالسَّهَامِ

  كذا في المعجم. والأَرْنَبَانِيُّ: الخَزُّ الأَدْكَنُ الشَّدِيدُ الدُّكْنَةِ، نَقَلَه الصاغانيّ، وفي لسان العرب في حديث اسْتِسْقَاءِ عُمَرَ «حَتَّى رَأَيْتُ الأَرْنَبَةَ يَأْكُلُهَا⁣(⁣٦) صِغَارُ الإِبِلِ» قال ابن الأَثير: هكذا يرويه أَكثر المُحَدِّثِينَ، وفي معناها قَوْلَانِ ذَكَرَهُما القُتَيْبِيُّ في غَرِيبِه⁣(⁣٧)، والذي عليه أَهلُ اللغةِ: أَنَّ اللَّفْظَةَ إِنَّمَا هِيَ الأَرِينَةُ بِيَاءٍ تَحْتِيَّة ونُونٍ، وهُو نَبْتٌ مَعْرُوفٌ يُشْبِهُ الخِطْمِيَّ عَرِيضُ الوَرَقِ، وعنِ الأَزْهَرِيّ: قال شَمِرٌ: قال بعضُهم: سَأَلْتُ الأَصْمَعِيَّ عن الأَرْنَبَةِ فَقَال: نَبْتٌ، قال شَمر: وهو عِنْدِي: الأَرِينَةُ، سَمِعْتُ في الفَصِيحِ من أَعْرَابِ سَعْدِ بنِ بَكْرٍ ببَطْنِ مَرٍّ، قال: وَرَأَيتُهُ نَبَاتاً يُشْبهُ الخِطْمِيَّ عَرِيضَ الوَرَقِ، قالَ شَمِرٌ: وسَمِعْتُ غَيْرَه من أَعْرَابِ كِنَانَةَ يقولُ: هُوَ الأَرِينُ، وقالت أَعْرَابِيَّةٌ بِبَطْنِ مَرٍّ: هِيَ الأَرِينَةُ، وهي خِطْمِيُّنَا وغَسُولُ الرَّأْسِ، قال أَبُو مَنْصُورٍ: وهذا الذِي حَكَاهُ شمِرٌ: صَحِيحٌ، والذي رُوِيَ عنِ الأَصمعيّ أَنَّهُ الأَرْنَبَةُ، [من الأَرَانب] غَيْرُ صَحِيحٍ، وشَمِرٌ مُتْقِنٌ، وقَدْ عُنِيَ بهذا الحَرْفِ فَسَأَلَ عنه غَيْرَ وَاحِد مِنَ الأَعْرَابِ حَتَّى أَحْكَمَهُ، والرُّوَاةُ رَبَّمَا صَحَّفُوا وغَيَّرُوا، قال: ولَمْ أَسْمَعِ الأَرْنَبَةَ في باب النبات مِنْ وَاحِد وَلَا رَأَيْتُه في نُبُوتِ البَادِيةِ⁣(⁣٨)، قال: وهُوَ خَطَأٌ عِنْدِي، كذا في لسان العرب، وسيأْتي في أَرن.

  رَنْبُويَةُ بإِسقاط الأَلِفِ أَو أَرَنْبُويَةُ بالأَلفِ، آخِرُهُ هَاءٌ مَضْمُومَةٌ في حالِ الرَّفْعِ، وليس كَنِفْطَوَيْهِ وسِيبَوَيْهِ: ة بالرَّيِّ


(١) في القاموس زيد: «ومؤَرْنِبَة» وفي اللسان: مرتبة بضم الميم.

(٢) قوله وزاد الدميري على اعتبار ما ذكر في بداية الترجمة في الأسطر الأولى: «وهو حيوان يشبه العناق ... إلى فتقول هذه العقاب» هي من قوله.

(٣) زيادة عن حياة الحيوان.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله واردة كذا بخطه.»

(٥) اللسان: أرق.

(٦) اللسان: تأكله.

(٧) أما أحد القولين فهي أنها واحدة الأرانب حملها السيل حتى تعلقت في الشجر فأكلت، قال: وهو بعيد. والثاني: أن معناه أنها نبت لا يكاد يطول. فأطله المطر حتى صار للإبل مرعى.

(٨) عن اللسان، وبالأصل «بيوت العادية».