تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نوع]:

صفحة 494 - الجزء 11

  وِمِنْهُ الدُّعَاءُ إِذَا دَعَوْا عَلَيْهِ قالُوا: جُوعاً ونُوعاً، ولو كانَ الجُوعُ نُوعاً لَمْ يَحْسُنْ تَكْرِيرُه، وقِيلَ: إِذا اخْتَلَفَ اللَّفْظَانِ جازَ التَّكْرِيرُ، قالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: جُوعاً له ونُوعاً، وجُوساً لَهُ وجُوداً [له]⁣(⁣١)، لَمْ يَزِدْ عَلَى هذَا، قالَ ابنُ بَرِّيّ: وعَلَى هذا يَكُونُ مِنْ بَابِ بُعْدًا له وسُحْقاً، مما تَكَرَّرَ فيه اللَّفْظانِ المُخْتَلَفَانِ بمَعْنًى، قال: وذلِكَ أَيْضاً تَقْوِيةٌ لُمِنْ يَزْعُمُ أَنَّه إِتْبَاعٌ؛ لأَنَّ الإِتْبَاعَ أَنْ يَكُونَ الثّانِي بمَعْنَى الأَوَّلِ، ولَوْ كانَ بمَعْنَى العَطَشِ لم يَكُن إِتْبَاعاً؛ لأَنَّه لَيْسَ مِنْ مَعْنَاهُ، قالَ: والصَّحِيحُ أَنَّ هذَا لَيْسَ إِتْبَاعاً؛ لأَنَّ الإِتْبَاعَ لا يَكُونُ بحَرْف العَطْفِ، والآخَرُ: أَنَّ لَه مَعْنًى فِي نَفْسِه يُنْطَقُ بهِ مُفْرَدًا غيرَ تابِعٍ.

  وِالنِّيَاعُ⁣(⁣٢)، ككِتَابٍ: ع.

  وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: النَّوْعَةُ: الفاكِهَةُ الرَّطْبَةُ الطَّرِيَّةُ.

  وِنُوَيْعَةُ كجُهَيْنَةَ: وَادٍ بعَيْنِهِ، قالَ الرّاعِي:

  حَيِّ الدِّيَارَ دِيارَ أُمِّ بَشِيرِ ... بِنُوَيْعَتَيْنِ فشاطِئِ التَّسْرِيرِ⁣(⁣٣)

  وِالمِنْوَاعُ: المِنْوَالُ، قالَ أَبُو عَدْنَانَ: قالَ لِي أَعْرَابِيٌّ في شَيْءٍ سَأَلْتُه عنه: ما أَدْرِي عَلَى أَيِّ مِنْوَاعٍ هُوَ؟ هكَذَا أَوْرَدَه الصّاغَانِيُّ، وأَنَا أَقُولُ: إِنَّهُ بِمَعْنَى النَّوْعِ، كقَوْلِكَ: ما أَدْرِي عَلَى أَيِّ نَوْعٍ هُوَ، أَي: أَيِّ وَجْهٍ.

  وِنَوَّعَتْهُ، أَي: الغُصْنَ، الرِّيَاحُ تَنْوِيعاً: ضَرَبَتْهُ وحَرَّكَتْهُ فتَنَوَّعَ، أَي: تَمايَلَ وتَحَرَّكَ.

  وَتَنَّوَعَ الشَّيْءُ: صارَ أَنْوَاعاً وهو مُطَاوِعُ نَوَّعْتُهُ.

  وِتَنَوَّعَ الغُصْنُ: تَحَرَّكَ، وهو مُطاوِعُ نَوَّعَتْهُ الرِّياحُ.

  وِتَنَوَّعَ فِي السَّيْرِ: إِذا تَقَدَّمَ، كاسْتَناعَ فِيهِمَا، شاهِدُ الأَخِيرِ قَوْلُ القُطامِيِّ يَصِفُ ناقَتَه:

  وِكانَتْ ضَرْبَةً مِنْ شَدْقَمِيٍّ ... إِذا ما اسْتَنَّتِ الإِبِلُ اسْتَناعَا

  وفي الصِّحاحِ: «إِذا ما احْتُثَّتِ الإِبِلُ ...».

  وِمَكانٌ مُتَنَوِّعٌ: بَعِيدٌ ..

  وِالنَّائِعَانِ: جَبَلانِ صَغِيرانِ يُنَاوِحُ أَحَدُهُمَا الآخَرع مُتَفَرِّقانِ، بأَسافِلِ الحِمَى ببِلادِ بَنِي أَبِي جَعْفَرِ بنِ كِلابٍ ويُقَالُ: إِنَّ أَحَدَهُما خائِعٌ والآخَرُ نائِعٌ، فغُلِّبَ، كما في التَّهْذِيبِ، وأَنْشَدَ لأَبِي وَجْزَةَ:

  وِالخائِعُ الجَوْنُ آتٍ عَنْ شَمائِلِهِمْ ... وِنائِعُ النَّعْفِ عَنْ أَيْمانِهِم يَنَعُ⁣(⁣٤)

  قلتُ: وهُمَا غَيْرُ الخَائِعَينِ اللَّذَيْنِ تَقَدَّمَ ذِكْرُهما، أَوْ هُمَا واحِدٌ، فتَأَمَّلْ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  ناعَ الشَّيْءُ نَوْعاً: تَرَجَّعَ.

  وِالتَّنَوُّعُ: التَّذَبْذُب.

  وِنَوَّعْتُ الشَّيْءَ. جَعَلْتُه أَنْوَاعاً.

  وقالَ سِيبَوَيْهِ: ناعَ نَوْعاً: جاعَ، فهو نائِعٌ؛ والجَمْعُ نِياعٌ، بالكَسْرِ، ومِنْهُ جِياعٌ نِياعٌ.

  وقالَ غَيْرُه: رِماحٌ نِياعٌ، أَي: عِطاشٌ إِلَى الدِّماءِ، قالَ القُطَامِيُّ:

  لعَمْرُ بَنِي شِهَابٍ ما أَقامُوا ... صُدُورَ الخَيْلِ والأَسَلَ النِّياعَا

  هكَذا أَنْشَدَه الأَزْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: البَيْتُ لدُرَيْدِ بنِ الصِّمَّةِ، ومِثْلُه في العُبَابِ، وأَنْشَدَ يَعْقُوبُ في المَقْلُوبِ للأَجْدَعِ بنِ مالِكٍ:

  خَيْلانِ مِنْ قَوْمِي ومِنْ أَعْدَائِهِم ... خَفَضُوا أَسِنَّتَهُمْ وكُلٌّ ناعِي

  قالَ: أَرَادَ «نائِعٌ» فقَلَبَ، أَي: عَطْشَانٌ إِلى دَمِ صاحِبِه، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: هُوَ عَلَى وَجْهِه، إِنَّمَا هُوَ فاعِلٌ مِنْ نَعَيْتُ.

  وِاسْتَنَاعَ الشَّيْءُ: تَمادَى، قالَ الطِّرِمّاحُ:


(١) زيادة عن التهذيب.

(٢) قيدها ياقوت نياع بالكسر، بدون ألف ولام، موضع في قول كثير:

أأطلال دار بالنياع فحمّة ... سألت فلما استعجمت ثم صمت

ويروى النباع بالباء.

(٣) ديوانه ص ١١٨ وانظر تخريجه فيه.

(٤) في معجم البلدان «الخائع»: يقع.