تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ريب]:

صفحة 45 - الجزء 2

  ورَابَ الرَّجُلُ يَرُوبُ رَوْباً ورُؤوباً: تَحَيّرَ وفَتَرَتْ نَفْسُه مِنْ شِبَعٍ أَوْ نُعَاسٍ، أَوْ قَامَ مِنَ النَّوْمِ خَاثِرَ البَدَنِ والنَّفْسِ، أَوْ سَكِرَ مِنْ نَوْم، ومنَ المَجَازِ رَجُلٌ رَائِبٌ وأَرْوَبُ ورَوْبَانُ والأُنْثَى رَائِبَةٌ، عنِ اللِّحْيَانِيّ، ورأيْت فلاناً رَائِباً أَي مُخْتَلِطاً خَاثِراً، وهو أَرْوَبُ ورَوْبَانُ مِنْ قَوْمٍ رَوْبَى إِذا كانوا كذلكَ، أَي خُثَرَاءَ النَّفْسِ⁣(⁣١) مُخْتَلِطينَ، وقال سيبويه: هُم الذينَ أَثْخَنَهُمُ السَّفَرُ والوَجَعِ فَاسْتَثْقَلوا نَوْماً، ويقال: شَرِبُوا مِنَ الرَّائِبِ فَسَكِرُوا، قال بِشْرٌ:

  فَأَمَّا تَمِيمٌ تَمِيمُ بنُ مُرِّ ... فَأَلْفَاهُمُ القَوْمُ رَوْبَى نِيَامَا

  وهو في الجَمْعِ شَبِيهٌ بهَلْكَى وسَكْرَى، وَاحِدُهُمْ رَوْبَانُ، وقال الأَصْمعيّ: وَاحِدُهُمْ: رَائِبٌ مِثْل مائقٍ ومَوْقَى، وهَالِكٍ وهَلْكَى.

  ورَابَ الرَّجُلُ ورَوَّبَ: أَعْيَا، عن ثعلب.

  ورَابَ الرَّجُلُ: كَذَبَ، عنِ ابنِ الأَعرابيّ، وقِيلَ: اخْتَلَطَ عَقْلُهُ ورَأْيُهُ وأَمْرُهُ، وهو رَائِبٌ، وعنِ ابن الأَعرابِيّ: رَابَ: إِذَا أَصْلَحَ، ورَابَ: سَكَنَ، ورَابَ اتَّهَمَ، قال أَبُو مَنْصُورٍ⁣(⁣٢): إِذا كَانَ رَابَ بمعْنَى أَصْلَحَ فأَصْله مهموزٌ من رَأَبَ الصَّدْعَ.

  ومن المجازِ: دَعْهُ فَقَدْ رَابَ دَمُهُ يَرُوبُ رَوْباً أَي حَانَ هَلَاكُه، عن أَبي زيد، وقال في موضعٍ آخر: إِذَا تَعَرَّضَ لِمَا يَسْفِك دَمَهُ⁣(⁣٣)، قال: وَهَذَا مِثْل قَوْلِهِمْ: فلانٌ يَفورُ دَمُه، وفي الأَسَاس⁣(⁣٤): شُبِّهَ بِلَبَنٍ خَثُرَ⁣(⁣٤) وحَانَ أَنْ يُمْخَضَ.

  ورُوبٌ كَطُوبَ: ة بِبَلْخٍ قُرْبَ سِمِنْجَانَ ورُوبَى كَطُوبَى: ة بِبَغْدَادَ مِنْ قُرَى دُجَيْلٍ، وأَبو الحَرَمِ حِرْمِيّ بنُ محمودِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ زيدِ بنِ نِعْمَةَ الرُّوبِيُّ المِصْرِيُّ مُحَدِّث، إِلى جَدِّه رُوبَةَ.

  والتَّرْوِيبُ كالرَّوْبِ الإِعْيَاءُ يقال: رَوَّبَتْ مَطِيَّةُ فلان إِذا أَعْيَتْ.

  وهَذَا رَابُ كَذَا أَيْ قَدْرُه. ورُوَيْبَةُ أَبُو بَطْنٍ، وهُوَ رُوَيْبَة بن عامِرِ بنِ العصبة⁣(⁣٥) بنِ امْرِئِ القَيْسِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ من بَنِي تَمِيمٍ، أَعْقَبَ، مِنْ وَلَدِهِ عَبْدُ الله، وسِنَانٌ وعَمْرٌو، وعُمَارَة بنِ رُوَيْبَة⁣(⁣٦)، لَهُ صُحْبَةٌ.

  [ريب]: الرَّيْبُ: صَرْفُ الدَّهْرِ وحَادِثُه، ورَيْبُ المَنونِ: حَوَادِثُ الدَّهْرِ، وهو مَجَازٌ، كما في الأَساس.

  والرَّيْبُ: الحَاجَة قال كعبُ بن مالكٍ الأَنْصَارِيُّ:

  قَضَيْنَا مِنْ تِهَامَةَ كلَّ رَيْبٍ ... وخَيْبَرَ ثمَّ أَجْمَعْنَا السُّيُوفَا

  وفي الحديث «أَنَّ اليَهُودَ مَرُّوا برسولِ اللهِ ، فقالَ بعضهُم: سَلوهُ، وقالَ بعضهُم: مَا رَابُكمْ إِلَيْهِ» أَيْ مَا أَرَبُكمْ⁣(⁣٧) وحَاجَتكمْ إِلى سُؤَالِهِ، وفي حديث ابنِ مسعودٍ: «مَا رَابُكَ إِلى قَطْعِهَا» قال ابن الأَثِير: قال الخَطَّابِيُّ: هَكَذَا يَرْوُونَه يَعْنِي بِضَمِّ البَاءِ، وإِنَّمَا وَجْهُهُ مَا أَرَبُكَ⁣(⁣٨)، أَيْ مَا حَاجَتُكَ، قال أَبُو مُوسَى: يَحْتَمل أَنْ يَكونَ الصَّوابُ: مَا رَابَكَ⁣(⁣٩)، أَيْ مَا أَقْلَقَكَ وأَلْجَأَكَ إِلَيْهِ، قال: وهكذا يَرْوِيه بعضهم.

  والرَّيْبُ: الظِّنَّةُ والشَّكُّ والتُّهَمَة، كالرِّيبَةِ بِالكَسْرِ، والرَّيْبُ: مَا رَابَكَ مِنْ أَمْرٍ، وَقَدْ رَابَنِي الأَمْرُ وَأَرَابَنِي، في لسان العرب: اعْلَمْ أَنَّ أَرَابَ قَدْ يَأْتِي مُتَعَدِّياً وغَيْرَ مُتَعَدٍّ، فَمَنْ عَدَّاهُ جَعَلَهُ بِمَعْنَى رَابَ، وعَلَيْهِ قَوْلُ خالدٍ الآتِي ذِكْرُه:

  كَأَنَّنِي أَرَبْتُه بِرَيْبِ

  وعَلَيْهِ قَوْل أَبِي الطَّيِّبِ:

  أَيَدْرِي مَا أَرَابَكَ مَنْ يُرِيبُ

  ويُرْوَى قَوْل خَالِدٍ:

  كَأَنَّنِي قِدْ رِبْتهُ بِرَيْبِ

  فيكون عَلَى هَذَا رَابَنِي وأَرَابَنِي بمَعْنًى واحِدٍ، وأَمَّا أَرَابَ الذي لا يَتَعَدَّى فمعناه: أَتَى برِيبَةٍ، كما تقول: أَلَامَ: [إذا]


(١) الصحاح والمجمل: الأنفس.

(٢) عن اللسان، وبالأصل «ابن منصور».

(٣) في الأساس: إذا تعرض للقتل.

(٤) عبارة الأساس: يغلي دمه: شبّه باللبن الذي خثر.

(٥) جمهرة ابن حزم: «عُصَيَّة» وفي جمهرة ابن الكلبي فكالأصل.

(٦) لم يرد ذكره في أولاد رويبة في جمهرة الكلبي.

(٧) في النهاية: إِرْبُكم.

(٨) النهاية: إرْبُك.

(٩) زيد في النهاية: إليه بفتح الباء.