تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الواو مع العين

صفحة 533 - الجزء 11

  وِتَبْسمُ عَنْ نَيِّر كالوَلِيعِ ... تُشَقِّقُ عَنْهُ الرُّقاةُ الجُفُوفَا

  الرُّقاةُ: الَّذِينَ يَرْقُوْنَ إِلى النَّخْلِ، والجُفُوفُ: جَمْعُ جُفٍّ لِوِعَاءِ الطَّلْعِ، وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الوَلِيعُ ما دامَ في جَوْفِ الطَّلْعَةِ، وهُوَ الإِغْرِيضُ، وقالَ ثَعْلَبٌ: ما فِي جَوْفِ الطَّلْعَةِ، وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: ما دَامَ فِي الطَّلْعَةِ أَبْيَضَ، قالَ ثَعْلَبٌ: وَاحِدَتُه وَلِيعَةٌ، وبهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ.

  وِأَوْلَعَهُ به: أَغْرَاهُ بهِ⁣(⁣١)، فهُوَ مُولَعٌ به، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وِالتَّوْلِيعُ: اسْتِطالَةُ البَلَقِ، كَما في الصِّحاحِ، زادَ غَيْرُه: وتَفَرُّقُه، وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ:

  فِيها خُطُوطٌ مِنْ سَوَادٍ وبَلَقْ ... كَأَنَّهُ فِي الجِلْدِ تَوْلِيعُ البَهَقْ

  قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: قُلْتُ لِرُؤْبَةَ: إِنْ كانَتِ الخُطُوطُ فقُلْ: كأَنَّهَا، وإِنْ كانَ سَوَادٌ وبَيَاضٌ فقُلْ: كأَنَّهُمَا، فقالَ:

  كأَنَّ ذا - وَيْلَكَ - تَوْلِيعُ البَهَقْ

  كَمَا في الصِّحاحِ والعُبَابِ، وقالَ ابنُ بَرِّيّ: ورِوايَةُ الأَصْمَعِيِّ: «كأَنَّهَا»، أَي: كأَنَّ الخُطُوطَ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: فإِذا كانَ فِي الدّابَّةِ ضُرُوبٌ مِنَ الأَلْوَانِ مِنْ غَيْرِ بَلَقٍ، فذلِكَ التَّوْلِيعُ، يُقَال: بِرْذَوْنٌ مُوَلَّعٌ وثَوْرٌ مُوَلَّعٌ، كمُعَظَّمٍ، وكذلِكَ الشّاةُ والظَّبْيَةُ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لِابْنِ الرِّقاعِ، يَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ:

  مُوَلَّعٌ بِسَوادٍ فِي أَسافِلِه ... مِنْهُ اكْتَسَى، وبِلَوْنٍ مِثْلِه اكْتَحَلَا

  وقال أَبُو ذُؤْيْبٍ، يَصِفُ الكِلابَ والثَّوْرَ:

  يَنْهَسْنَهُ ويَذُودُهُنَّ ويَحْتَمِي ... عَبْلُ الشَّوَى بالطُّرَّتَيْنِ مُوَلَّعُ⁣(⁣٢)

  أَي: مُوَلَّعٌ فِي طُرَّتَيْهِ.

  وِاتَّلَعَ فُلاناً والِعَةٌ، هكذا في النُّسَخِ، وهُوَ عَلَى افْتَعَل، والّذِي نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن ابْنِ السِّكِّيتِ: اتَّلَعَتْ فُلاناً والِعَةٌ أَي: خَفِيَ عَلَيَّ أَمْرُه. وفي التَّهْذِيبِ: يُقَالُ: وَلَعَ فُلاناً والِعٌ، ووَلَعَتْهُ والِعَةُ، واتَّلَعَتْه والِعَةٌ، أَي: خَفِيَ عَلَيَّ أَمْرُهُ فلا أَدْرِي أَحَيٌّ هُوَ أَوْ مَيِّتٌ ومِثْلُه في التَّكْمِلَةِ⁣(⁣٣).

  وِرَجُلٌ مُوتَلَعُ القَلْبِ ومُوتَلَهُ القَلْبِ، ومُتَّلَعُ القَلْبِ، ومُتَّلَهُ القَلْبِ، أَي: مُنْتَزَعُهُ.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  وُلِعَ بهِ، كعُنِيَ: أُغْرِي بهِ، قالَ شَيْخُنَا: وهُوَ الأَكْثَرُ في الاسْتِعْمَالِ، كما في شُرُوحِ الفَصِيحِ.

  قالَ: وفِي المِصْباحِ أَنَّه يُقَالُ أَيْضاً: وَلَعَ، كمَنَعَ، وقد أَغْفَلَه المُصَنِّفُ تَقْصِيرًا.

  وِالوُلُوعُ بالضَّمِّ: الكَذِبُ، هكَذا نَقَلَهُ فِي مَصَادِرِ وَلَعَ وَلْعاً: إِذا كَذَبَ.

  قلتُ: وقد سَبَقَ عَن الصّاغَانِيِّ وغَيْرِه أَنَّ ضَمَّ واوِه لَيْسَ بمَسْمُوعٍ.

  وِأَوْلَعَهُ بهِ: صَيَّرَه يُولَعُ بهِ، قالَ جَرِيرٌ:

  فأَوْلِعْ بالعِفَاسِ بَنِي نُمَيْرٍ ... كما أَوْلَعْتَ بالدَّبَرِ الغُرَابَا

  ولَهُ بهِ وَلَعٌ، وهو وَلِعٌ ككَتِفٍ.

  وِتَوَلَّعَ بفُلانٍ: يَذُمُّه ويَشْتُمُه، وهو مُتَوَلِّعٌ بعِرْضِه يَقْذِفُ⁣(⁣٤) فِيه.

  وقال عَرّامٌ: يُقَالُ: بِفُلانٍ مِنْ حُبِّ فُلانَةَ الأَوْلَعُ، والأَوْلَقُ، وهُوَ: شِبْهُ الجُنُونِ، هذا مَحَلُّ ذِكْرِهِ، وقد سَبَقَ للمُصَنِّفِ في الهَمْزَة، ونَبَّهْنَا هُنَالِكَ.

  وِإِيتَلَعَتْ فُلانَةُ قَلْبِي، أَي: انْتَزَعَتْ.

  وِالتَّوْلِيعُ: التَّلْمِيعُ مِنَ البَرَصِ وغَيْرِه، يُقَال: رَجُلٌ مُوَلَّعٌ، أَي: بهِ لُمَعٌ مِنْ بَرَصٍ.


(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «أغراه به» يعني أن لفظة «به» هي في متن إحدى نسخ القاموس.

(٢) ديوان الهذليين ١/ ١٢ برواية:

ينهشنه ويذبّهن ويحتمي

قال الأصمعي في الفرق بين النهش والنهس: إن النهش هو تناول اللحم أو الشيء من غير تمكن شبيهاً بالاختلاس. والنهس: أن يأخذ الشيء متمكناً بمقدم مالأسنان، والطرتان: قال الجوهري هما من الحمار فطان أسودان على كتفيه، وقد جعلهما أبو ذؤيب للثور الوحشي أيضاً في البيت.

(٣) في التكملة والتهذيب: أم ميّت.

(٤) في الأساس: يدقّ فيه.