تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هبقع]:

صفحة 535 - الجزء 11

  نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ قَوْلَ الرّاجِزِ:

  يَسْتَهْبِعُ المُواهِقَ المُحَاذِي

  قلتُ: وهو قَوْلُ عَمْرِو بنِ حُمَيْلٍ، ويُقَال: ابنُ جَمِيلٍ⁣(⁣١)، يَصِفُ جَمَلاً، وأَوَّلُهُ:

  كأَنَّ أَوْبَ ضَبْعِهِ المَلّاذِ⁣(⁣٢) ... ذَرْعَ اليَمَانِينَ سَدَى المِشْوَاذِ

  يَسْتَهْبِعُ ...

  إِلى آخِرِه* ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  الهابِعُ، والهَبُوعُ، منَ الإِبِلِ: الّذِي يَسْتَعْجِلُ ويَسْتَعِينُ بعُنُقِه، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:

  وِإِنِّي لأَطْوِي الكَشْحَ مِنْ دُونِ ما انْطَوَى ... وِأَقْطَعُ بالخَرْقِ الهَبُوعِ المُراجِمِ

  أَراد: أَقْطَعُ الخَرْقَ بالهَبُوعِ، فأَتْبَعَ الجَرَّ الجرَّ⁣(⁣٣).

  وإِبِلٌ هُبَّعٌ، كسُكَّرٍ، قالَ العَجّاج:

  كَلَّفْتُهَا ذا هَبَّةٍ هَجَنَّعَا ... عَوْجاً تَبُذُّ الذّامِلاتِ الهُبَّعَا⁣(⁣٤)

  وِالهَوابِعُ: الحُمُرُ البَلِيدَةُ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  فأَقْبَلَتْ حُمْرُهُمْ هَوَابِعَا ... فِي السِّكَّتَيْنِ تَحْمِلُ الأَلاكِعَا

  الأَلاكِعُ: الأَوْسَاخُ.

  [هبقع]: الهَبْقَعُ، كجَعْفَرٍ، وعُلابِطٍ: القَصِيرُ المُلَزَّزُ الخَلْقِ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٥).

  وِالهَبَنْقَعُ، كسَمَنْدَلٍ: المَزْهُوُّ الأَحْمَقُ المُحِبُّ لمُحَادَثَةِ النِّسَاءِ، كذا فِي الصِّحاحِ، وهُوَ قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ أَيْضاً، وفي المُحِيطِ: الَّذِي يُحِبُّ حَدِيثَ النِّساءِ. وفيهِ أَيْضاً: الهَبَنْقَعُ: مَنْ يَسْأَلُ النّاسَ وَفِي يَدِه عَصاً، وفي اللِّسَانِ: الَّذِي يَجْلِسُ عَلَى عَقِبَيْهِ أَوْ أَطْرَافِ أَصابِعِه يَسْأَلُ النّاسَ.

  وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الهَبَنْقَعُ: مَنْ إِذا قَعَدَ في مَكَانٍ لَمْ يَبْرَحْه، وصاحِبُ نِسْوَان، وأَنْشَدَ:

  أَرْسَلَها هَبَنْقَعٌ يَبْغِي الغَزَلْ

  أَخْبَرَ أَنَّه صاحِبُ نِساءٍ، وقال شَمِرٌ: هُوَ الَّذِي يَأْتِيكَ يَلْزَمُ بابَكَ فِي طَلَبِ ما عِنْدَكَ، ولا يَبْرَحُ.

  وِالهَبَنْقَعَةُ بهاءٍ: الهِدْلِقُ المُسْتَرْخِي المَشَافِرِ مِنَ الإِبِلِ، نَقَلَهُ ابنُ فارِسٍ.

  وِالهَبَنْقَعَةُ: قُعُودُكَ عَلَى عُرْقُوبَيْكَ قائِماً عَلَى أَطْرَافِ أَصابِعِكَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، أَو هِيَ: الإِقْعَاءُ مَع ضَمِّ الفَخِذَيْنِ وفَتْحِ الرِّجْلَيْنِ، ومِنْهُ قَوْلُ الزِّبْرِقَانِ بن بَدْرٍ: «أَبْغَضُ كَنَائِني إِلَيِّ الطُّلَعَةُ الخُبَأَةُ، الَّتِي تَمْشِي الدِّفِقَّى⁣(⁣٦)، وتَجْلِسُ الهَبَنْقَعَةُ»، وقِيلَ: هُوَ قُعُودُ الاسْتِلْقَاءِ إِلَى خَلْفٍ، وقِيلَ: هُوَ أَنْ يَتَرَبَّعَ، ثُمَّ يَمُدَّ رِجْلَه فِي تَرَبُّعِهِ.

  وِاهْبَنْقَعَ الرَّجُلُ: جَلَس الهَبَنْقَعَةَ، وهي جِلْسَةُ المَزْهُوِّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  رَجُلٌ هَبَنْقَعٌ: قَصِيرٌ مُلَزَّزٌ، والنُّونُ زائِدةٌ.

  وِالهَبَنْقَعُ: الذي لا يَسْتَقِيمُ في قَوْلٍ، أَو فِعْلٍ، ولا يُوثَقُ بهِ، وبهِ فُسِّرَ قَوْلُ الفَرَزْدَقِ الَّذِي أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِيُّ:

  وِمُهُورُ نِسْوَتِهِمْ إِذا ما أُنْكِحُوا ... غَدَوِيُّ كُلِّ هَبَنْقَعٍ تِنْبَالِ⁣(⁣٧)

  وامْرَأَةٌ هَبَنْقَعَةٌ: حَمْقَاءُ فِي جُلُوسِهَا وأُمُورِهَا.

  [هبلع]: الهَبَلَّعُ، كعَمَلَّسٍ، وقِرْطاسٍ، ودِرْهَمٍ، الأُولَى عَنِ اللَّيْثِ، والثّانِيَةُ عن ابْنِ دُرَيْدٍ، وعَلَى الثّالِثَةِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وقالَ: هو الأَكُولُ، وأَنْشَدَ لِجَرِيرٍ:

  وُضِعَ الخَزِيرُ فقِيلَ: أَيْنَ مُجاشِعٌ ... فَشَحا جَحافِلَهُ جُرافٌ هِبْلَعُ


(١) في اللسان ط دار المعارف: عمر بن جميل.

(٢) في اللسان «جرذ»، وبدون نسبة:

كأن أوب صنعةِ الملّاذ ... يستهيع المراهق المحاذي

(٣) كلمة الجرَّ الثانية سقطت من المطبوعة الكويتية.

(٤) الشطران في التكملة ونسبهما لرؤبة، وفي التكملة: «غوجاً» بدل «عوجاً».

(٥) الجمهرة ٣/ ٣١٣ وفي التكملة عنه: «هَبَنْقَع».

(٦) الدفقى: مشي واسع، عن اللسان.

(٧) في التهذيب «هبنقع» ٣/ ٣٦٥ إذا ما أنكحوا بفتح الهمزة والكاف.