تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هرنع]:

صفحة 541 - الجزء 11

  كَمَا في العُبَابِ⁣(⁣١)، وفي اللِّسَانِ: انْهَمَلَ فيهِ.

  وِقال ابنُ دُرَيْدٍ: رَجُلٌ مُهْرَمِّعٌ في مَنْطِقِهِ: إِذا أَسْرَعَ وأَكْثَرَ.

  وِقالَ غَيْرُه: اهْرَمَّعَ إِلَيْهِ: تَبَاكَى.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  اهْرَمَّعَتِ العَيْنُ بالدُّمُوعِ: إِذا أَذْرَتْهُ سَرِيعاً.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: نَشَأَتْ سَحَابَةٌ، فاهْرَمَّعَ قَطْرُهَا: إِذا كانَ جَوْدًا.

  وقالَ ابنُ فارِسٍ: هذِه مَنْحُوتَةٌ مِنْ «هرع» و «همع» وكِلاهُمَا بمَعْنَى: سالَ، وكَذلِكَ اهْرَمَّ: إِذا أَسْرَعَ.

  [هرنع]: الهُرْنُعُ، والهُرْنُوعُ، كعُصْفُرٍ، وعُصْفُورٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: هِيَ القَمْلَةُ الصَّغِيرَةُ، قالَ شَيْخُنَا: ونُونُه زَائِدَةٌ اتِّفاقاً: أَو الهِرْنِعَةُ، بالكَسْرِ: القَمْلَةُ الكَبِيرَةُ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وقالَ غَيْرُه: هِيَ القَمْلُ عامَّةً، كالهُرْنُوعِ، بالضَّمِّ، عن اللَّيْثِ، والجَمْعُ الهَرانِعُ، وأَنْشَدَ لِلْفَرَزْدَقِ:

  يَهِزُ⁣(⁣٢) الهَرَانِعَ عَقْدُهُ عِنْدَ الخَصَا ... بأَذَلَّ حَيْثُ يَكُونُ مَنْ يَتَذَلَّلُ

  وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ:

  في رَأْسِه هَرانِعٌ كالجِعْلانْ

  وِقالَ الأَزْهَرِيُّ: الهَرانِعُ: أُصُولُ نَبَاتٍ كالطُّرْثُوثِ. قُلْتُ: ويُرْوَى بالزّايِ، كما سَيَأْتِي، وبالغَيْنِ أَيْضاً.

  [هزع]: هَزِيعٌ مِنَ اللَّيْلِ، كأَمِيرٍ: طائِفَةٌ مِنْهُ، أَوْ وفي الصِّحاحِ: وَهُوَ نَحْو مِنْ ثُلُثِه أَو رُبُعِه، وفِي الحَدِيثِ: «حَتَّى مَضَى هَزِيعٌ مِنَ اللَّيْلِ» أَي: صَدْرٌ منه، وهُوَ كَقَوْلِكَ: مَضَى جَرْسٌ، وجَوْشٌ⁣(⁣٣)، وهَدِئُ، وهَجِيعٌ، كُلُّه بِمعْنًى واحِدٍ.

  وِالهَزِيعُ: الأَحْمَقُ.

  وِالهُزَعُ، كصُرَدٍ، وشَدّادٍ، ومِنْبَرٍ: الأَسَدُ الَّذِي يُكْثِرُ كَسْرَ الفَرَائِسِ، قالَ المُعَطَّلُ الهُذَلِيُّ، يَصِفُ أَسَدًا:

  كَأَنَّهُمُ يَخْشَوْنَ مِنْكَ مُدَرَّباً ... بِحَلْيَةَ مَشْبُوحَ الذِّرَاعَيْنِ مِهْزَعَا⁣(⁣٤)

  وِهَزَّعَهُ تَهْزِيعاً: كَسَرَهُ ودَقَّه، فانْهَزَعَ: انْكَسَرَ، وانْدَقَّ.

  وِالمِهْزَعُ كمِنْبَرٍ: مَنْ يَهْزَعُ كُلَّ شَجَرَةٍ، أَي: يَكْسِرُهَا، وقَدْ هَزَعَ الشَّيْءَ هَزْعاً: إِذا كَسَرَه.

  وِالمِهْزَعُ: المِدَقُّ، نَقَلَه الجَوهَرِيُّ، وأَنْشَدَ قَوْلَ المُعَطَّلِ الهُذَلِيِّ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ قَرِيباً.

  وِاهْتَزَعَ اهْتِزاعاً: أَسْرَعَ.

  وِاهْتَزَعَ السَّيْفُ، ونَحْوُه كالقَنَاةِ: إِذا هُزَّ اهْتَزَّ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، زادَ غَيْرُه: واضْطَرَبَ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ⁣(⁣٥) لأَبِي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيِّ:

  إِنّا إِذا قَلَّتْ طَخارِيرُ القَزَعْ ... نَفْحَلُهَا البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ

  مِنْ كُلِّ عَرّاصٍ إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ⁣(⁣٦)

  وِالهَيْزَعَةُ: الخَوْفُ والجَلَبَةُ فِي القِتَالِ، وهِيَ الخَيْضَعَةُ، ويُرْوَى بالرّاءِ أَيْضاً، كما تَقَدَّمَ.

  وِهَزَعَ، كمَنَعَ: أَسْرَعَ، يُقَال: مَرَّ يَهْزَعُ ويَمْزَعُ⁣(⁣٧): إِذا كانَ يُسْرِعُ.

  وِيُقَال: ما بَقِيَ فِي الجَعْبَةِ إِلّا سَهْمٌ هِزاعٌ، ككِتَابٍ، أَي: وَحْدَهُ وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  وِبَقِيتُ بَعْدَهُمُ كسَهْمِ هِزاعِ

  وِالأَهْزَعُ: آخِرُ سَهْمٍ يَبْقَى في الكِنَانَةِ، رَدِيئاً كانَ أَوْ جَيِّدًا، يُقَالُ: ما فِي الكِنَانَةِ أَهْزَعُ، قالَ ابنُ السِّكِّيتِ: يُتَكَلَّمُ بهِ مَعَ الجَحْدِ، إِلّا أَنَّ النَّمِرَ بنَ تَوْلَبٍ ¥ أَتَى بِهِ مَعَ غَيْرِ الجَحْدِ، فقَالَ:


(١) ومثله في التكملة والتهذيب أيضاً.

(٢) عن التهذيب وبالأصل «يهر».

(٣) في التهذيب: «وجرش» وهما بمعنى واحد.

(٤) ديوان الهذليين ٣/ ٤٢ برواية محرّباً.

(٥) الأصل واللسان وفي التهذيب: ابن السكيت.

(٦) زيد في اللسان بعد الأول:

وِصدر الشارب منها عن جرع

وبعد الشطر الأخير:

مثل قدامى النسر ما مسّ بضع

أراد بالعراص السيف البراق المضطرب.

(٧) بالأصل: ويهزع، والمثبت «ويمزع» أثبتت عن التهذيب.