تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الزاي

صفحة 49 - الجزء 2

  والزُّبُّ: تَمْرٌ من تُمُورِ⁣(⁣١) البَصْرة، ذكره المَيْدَانِيُّ.

  وزُبُّ رُبَاحٍ، ورَدَ في قَوْل [أَبي] الشَّمَقْمَقِ:

  شَفِيعِي إِلى مُوسَى سَمَاحُ يَمِينِه ... وحَسْبُ امِرِئٍ من شَافِع بِسَمَاحِ

  وشِعْرِيَ شِعْرٌ يَشْتَهِي الناسُ أَكْلَه ... كَما يُشْتَهَى زُبْدُ بِزُبِّ رُبَاحِ

  وقِصَّتُه في كِتَابِ الأَمثَالِ.

  والزَّبيبُ: ذَاوِي العِنَب أَي يابِسه، مَعْرُوفٌ. واحِدَتُه زَبِيبَة. وقال أَبو حنيفة: واستَعْمَل أَعْرابيُّ مِن أَعْرَاب السَّرَاةِ الزَّبِيبَ في التِّين، فقال: الفَيْلَحَانِيّ: تين⁣(⁣٢) شديدُ السَّوَادِ جَيِّد للزَّبيب⁣(⁣٣) يعني يَابِسَه. وقد زَبَّبَ التينُ، عن أَبي حنيفة أَيضاً. وبهذا سقط قَوْلُ شَيْخنا؛ لأَنَّ الزَّبِيبَ إِنَّما يُعْرَف من العِنَبِ فَقَط، وقد أَزَبَّهُ أَي العنبَ والتِّين وَزَبَّبَه تَزْبِيباً فَتَزَبَّبَ. ومن المجاز قَوْلُهُم: تَزَبَّبَ قَبْلَ أَن يَتَحَصْرَم.

  وإِلى بَيْعِه أَي الزَّبيب نُسِبَ إِبراهيم بْنُ عَبْدِ اللهِ العَسْكِريُّ أَبُو الحُسَيْن، يَرْوِي عن مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ. وعبْدُ اللهِ بنُ إِبراهيمَ بْنِ جَعْفَر بنِ بيَّانٍ البَغْدَادِيّ البزَّار، سَمِع الحَسَنَ بْنَ عَلَوَيْهِ والفِرْيَابِيّ، وعنه البَرْمَكِيّ.

  وأَبُو نُعَيْم الرَّاوِي عن مُحَمّد بْنِ شَرِيك، وعنه سَهْلُ بنُ مُحَمَّد السُّكَّرِيّ وعَلِيُّ بن عُمَرَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، المُحَدِّثُونَ الزَّبِيبِيُّون، الأَخِيرُ عن المُسْتَغْفِريّ. وفَاتَه الحَسَنُ بنُ مُحَمَّد بنِ الفَضْلِ الطَّلْحِيُّ الزَّبِيبِيُّ أَخُو إِسماعيلَ، سمع ابنَ مَنْدَه، نقله السَّمْعَانِيّ.

  والزّبِيبُ: زَبَدُ المَاءِ. ومنه قَوْلُه:

  حَتَّى إِذا تَكَشَّف الزَّبِيبُ

  والزَّبيبُ: السُّمُّ في فم الحيَّة نقله الصّاغَانِيّ.

  ومن المجاز: خرجَت على يدِه زَبِيبَةٌ، بهاءٍ وهي قَرْحَةٌ تخرجُ في اليَدِ كالعَرْفَة. وَزَبَدَةٌ تخرج في فَم⁣(⁣٤) مُكْثِرِ الكَلَام. ومن المجاز: غَضِبَ فَثَار له زَبِيبَتَانِ: زَبَدَتان في شِدْقيه. وقَدْ زَبَّبَ فَمُ الرَّجُل، وتكَلَّم فُلانٌ حَتَّى زَبَّبَ شِدْقاه أَي خرج الزَّبَدُ عليهما.

  والزَّبِيبَةُ؛ اجتماعُ الرِّيقِ في الصَّامِغَيْنِ، وزَبَّبَ شِدْقَاهُ: اجتمع الرِّيق في صامِغَيْهِما، واسمُ ذلك الرِّيقِ الزَّبِيبَتَان، وقَدْ زَبَّبَ فَمُه [عند الغَيْظِ]⁣(⁣٥) إِذا رَأَيْتَ له زَبِيبَتَين عند مُلْتَقَى شَفَتَيْه مما يَلِي اللِّسانَ، يَعْنِي رِيقاً يابِساً.

  وهما أَيضاً أَي الزِّبِيبَتَان نُقْطَتَان سَوْدَاوَان فَوْقَ عَيْنَيِ الحَيَّة، ومنه الحَيَّةُ ذو الزَّبِيتَيْن. وفي الحَدِيث «يَجِيءُ كَنْزُ أَحَدِكم⁣(⁣٦) يَوْمَ القِيَامَة شُجَاعاً أَقْرَعَ له زَبِيبَتَان» قال أَبو عُبَيْد: وهو أَوْحَشُ ما يكون من الحَيَّاتِ وأَخْبَثُه. قال ابن الأَثِيرِ: الزَّبِيبَةُ: نُكْتَةٌ سوداءُ فوق عَيْنِ الحَيَّة، و [قيل]:⁣(⁣٧) هما نُقْطَتَان تَكْتَنِفَانِ فَاهَا، وقِيل: هما زَبَدَتان في شِدْقَيْها.

  والزَّبِيبَتَان فوق عَيْنَيِ الكَلْب كَزَنَمَتَيِ البَعِيرِ أَو لَحْمَتَان في الرَّأْس كالقَرْنَيْنِ، وقيل: نَابَانِ يَخْرُجَان من الفَم، وقيل غيرُ ذلك كما نَقَلَه أَهْلُ الغَرِيب وأَورده شيخنا في الحية.

  والتَّزَبُّبُ: التَّزَبُّدُ في الكلام، وتَزَبَّبَ الرجلُ إِذا امْتَلأَ غَيْظاً، قاله شَمِر.

  ورُوِي عن أُمِّ غَيْلانَ ابْنَةِ جَرِيرٍ أَنَّها قالت: رُبَّما أَنشدتُ أَبِي حَتَّى تَزبَّبَ⁣(⁣٨) شِدْقايَ، قال الراجز:

  إِنِّي إِذا ما زَبَّبَ الأَشْدَاقُ ... وكَثُر الضِّجَاجُ واللَّقْلَاقُ

  ثَبْتُ الجَنَانِ مِرْجَمٌ ودَّاقُ

  والزَّبَابُ كسَحَاب: فأْرٌ عَظِيمٌ أَصَمُّ⁣(⁣٩) قال الحارثُ بن حِلِّزَةَ:

  وهُمُ زَبَابٌ حائِرٌ ... لا تَسْمَعُ الآذَانُ رَعْدا

  أَي لا تسمَعْ آذانُهم صوتَ الرَّعْد؛ لأَنَّهُم صُمٌّ طُرْشٌ. أَو هو فأْرٌ أَحْمَرُ حَسَن الشَّعَر أَو هو بِلَا شَعَر.


(١) بالأصل: ثمر من ثمور وما أثبتناه عن أمثال الميداني.

(٢) بالأصل: «الفيجلاني بين» وما أثبتناه عن اللسان.

(٣) اللسان: الزبيب.

(٤) في القاموس: شدق.

(٥) زيادة عن اللسان.

(٦) كذا بالأصل والنهاية، وفي اللسان: أحدهم.

(٧) زيادة عن النهاية.

(٨) اللسان: يتزبب.

(٩) في اللسان: «فأر أصم» وفي الصحاح: زبابة: «فأرة صماء» وفي اللسان: «فأر عظيم أحمر».