تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رزغ]:

صفحة 21 - الجزء 12

  قال ابنُ شُمَيْلٍ: إذا شَبِعَ⁣(⁣١) البَعِيرُ كانَتْ لَهُ مُرادِغُ في بَطْنِه، وَعَلَى فُرُوعِ كَتِفَيْهِ، وذلِكَ لِأنَّ الشَّحْمَ يَتَرَاكَبُ عَلَيْهَا كالأَرَانِبِ الجُثُومِ، وإِذَا لَم تَكُنْ سَمِينَةً فلا مَرْدَغَةَ هُنَاك.

  والمَرادِغُ: جَمْعُ مَرْدَغَةٍ، وهِيَ ما بَيْنَ العُنُقِ إلى التَّرْقُوَةِ وَمِنْهُ حَدِيثُ الشَّعْبِيِّ: «دَخَلْتُ عَلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُبَيْرِ، فدَنَوْتُ مِنْهُ حَتّى وَقَعَتْ يَدِي عَلَى مَرادِغِهِ».

  والمَرْدَغَةُ: الرَّوْضَةُ [البَهِيَّةُ] *، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، وَكَذلِكَ المَرْغَدَةُ.

  قال: والمَرْدَغَةُ: اللَّحْمَةُ الّتِي بَيْنَ وابِلَةِ الكَتِفِ وَجَنَاجِنِ الصَّدْرِ.

  وَقيل: المَرادِغُ: أَسْفَلُ التَّرْقُوَتَيْنِ في جانِبَي الصَّدْرِ.

  وارْتَدَغَ الرَّجُلُ: وَقَعَ في رِداغٍ، أَو رَدْغَةٍ، أو رَدِغٍ، ككَتِفٍ، الأَخِيرُ من الأَسَاسِ.

  وأَرْدَغَت الأَرْضُ، كَثُرَ رِداغُهَا، وَالعَيْنُ لُغَةٌ فِيهِ.

  وَقَالَ الصّاغَانِيُّ: التَّرْكِيبُ يَدُلُّ عَلَى اسْتِرْخَاءِ وَاضْطِرَابٍ، وقَدْ شَذَّ عَنْهُ المَرادِغُ بوُجُوهِها.

  قُلْتُ: وقَوْلُه: بَوُجُوهِها، فيهِ نَظَرٌ، فإِنَّ المَرْدَغَةَ بمَعْنَى الرَّوْضَةِ البَهِيَّةِ لَيْسَ بشاذٍّ عَن التَّرْكِيبِ، فَتَأَمَّلْ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  الرَّدْغُ، بالفَتْحِ: الوَحَلُ عَنْ كُرَاعٍ، كالرِّداغِ، ككِتَابٍ، وَهُمَا مُفْرَدانِ.

  وَرَدَغَتِ السَّمَاءُ: مِثْلُ رَزَغَتْ.

  وَالرَّدِيغُ: الضَّعِيفُ.

  وَمَرْدَغَةُ العُنُقِ: لَحْمَةٌ تَلِي مُؤَخَّرَ النّاهِضِ مِنْ وَسَطِ العَضُدِ إلى المِرْفَقِ، وقِيلَ: هُوَ لَحْمُ الصَّدْرِ، وبِه فُسِّرَ حَدِيثُ الشَّعْبِيِّ.

  وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: مَرَادِغُ السَّنَامِ: ما لَحِقَ بالمَأْنَةِ مِنْ شَحْمٍ⁣(⁣٢).

  وَماءٌ رَدَغَةٌ، ورَدَعَةٌ. مُحَرَّكَةٌ؛ بمَعْنًى. وأَخَذَ فُلانًا فَرَدَغَ بِهِ الأَرْضَ: إذا ضَرَبَهُ بِهَا.

  [رزغ]: الرَّزَغَةُ، مُحَرَّكَةً: الطِّينُ الرَّقِيقُ، والوَحَلُ الكَثِيرُ، ج: رَزَغٌ، ورِزَاغٌ كخَدَمٍ، وجِبَالٍ.

  وَفي المُحْكَمِ: الرَّزَغَةُ: أقَلُّ مِنَ الرَّدَغَةِ، وفي التَّهْذِيبِ: أَشَدُّ مِنَ الرَّدَغَةِ.

  والرَّزِغُ، كَكَتِفٍ: المُرْتَطِمٌ فِيهِ أي: في الوَحَلِ، وفي اللِّسَانِ: فِيهَا: وأَرْزَغَ المَطّرُ الأَرْضَ: إذا بَلَّهَا وبالَغَ ولَم تَسِلْ، أي الأَرْضُ، وفي الأُصُولِ الصَّحِيحَةِ ولَم يَسِلْ، أي المَطَرُ، قال طَرَفَةٌ يَهْجُو، كما في الصِّحاحِ، وفي التَّهْذِيبِ: يَمْدَحُ رَجُلاً، وفي العُبَابِ: يَهْجُو عَبْدَ عَمْرِو بنَ بِشْرِ بنِ عَمْرِو بنِ مَرْثَدٍ.

  وَأَنْتَ⁣(⁣٣) عَلَى الأَدْنَى شَمالٌ عَرِيَّةٌ ... شَآمِيَةٌ تَزْوِي الوُجُوهَ بَلِيلٌ

  وَأَنْتَ عَلَى الأَقْصَى صَباً غَيْرُ قَرَّةٍ ... تَذَاءَبُ مِنْهَا مُرْزِغٌ ومُسِيلُ⁣(⁣٤)

  يَقُولُ: أَنْتَ لِلْبُعَداءِ كالصَّبَا، تَسُوقُ السِّحَابَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، فيَكُونُ مِنْهَا مَطَرٌ مُرْزغٌ، ومِنْهَا مَطَرٌ مَسِيلٌ، وهُوَ الَّذِي يُسِيلُ الأَوْدِيَةَ والتِّلاعَ.

  وأَرْزَغَ الماءُ: قَلَّ عن ابْنِ عَبّادٍ.

  وقال أَبُو زَيْدٍ: أَرْزَغَ في فُلانٍ: إِذَا أَكْثَرَ مِنْ أَذاهُ وهو ساكِتٌ، وقِيلَ: أَرزَغَ فِيه: إِذَا احْتَقَرَهُ.

  وقال ابنُ عَبّاد: أَرْزَغَهُ: إذا عَابَهُ وطَعَنَ فِيه، وفي اللِّسَانِ: أَرْزَغَهُ: إِذَا لَطَّخَهُ بغَيْبٍ.

  أَو أَرْزَغَ في فُلانٍ: إذا طَمِعَ فِيهِ، نَقَلَهُ ابْنُ عَبّادٍ أَيْضاً.

  و* أَرزَغَ فيه إِرْزاغًا، وأَغْمَزَ فِيه إِغْمازًا: اسْتَضْعَفَهُ واحْتَقَرَهُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لرُؤْبَةَ:

  وأُعْطِيَ الذِّلَّةَ كَفُّ المُرْزِغِ

  قال ابن بَرِّيّ: صَوَابُه:

  ثُمَّتَ أَعْطَى الذُّلَّ كَفَّ المُرْزِغِ


(١) في التهذيب واللسان: إذا سمن.

(*) ساقطة من الكويتية.

(٢) المأنة: باطن الكركرة.

(٣) في الديوان: فأنت.

(٤) قوله: تذاءب من رواه بالفتح جعله للمرزغ، ومن رفع جعله للصبا.

(*) بالكويتية: وردت «أو» بدل «و».