تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زغغ]:

صفحة 28 - الجزء 12

  تُوضَعُ تَحْتَ الصُّدْغِ لُغَةٌ في المِصْدَغِ بالصّادِ.

  ويُقَالُ: تَزَدَّغَ بِها، وَأَوْرَدَهُ صاحِبُ اللِّسانِ في «ص د غ» اسْتِطْرَادًا، فقَالَ: والمِصْدَغَةُ: المِخَدَّةُ، وَقالوا: مِزْدَغَةٌ بالزّايِ، ولو قالَ المُصَنِّفُ: «المِزْدَغَةُ: المِخَدَّةُ، لُغَةٌ في المِصْدَغَةِ» لأَصَابَ، فإِنَّ المِخَدَّةَ هِيَ المِزْدَغَةُ والمِصْدَغَةُ، كما في العُبَابِ والصِّحاحِ والتَّكْمِلَةِ وَاللِّسَانِ، فَتَأَمَّلْ.

  [زغغ]: الزُّغُّ، بالضَّم: صُنانُ الحَبَشِ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: الزُّغْزُغُ كهُدْهُدٍ: طائِرٌ، زَعَمُوا، ولا أَعْرِفُ ما صِحَّتُه.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: الزُّغْزُغُ: القَصِيرُ الصَّغِيرُ⁣(⁣١).

  قال: والزُّغْزُغُ أَيْضاً: الوَلَدُ الصَّغِيرُ جَمْعُه الزَّغازِغُ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: الزَّغْزَغُ بالفَتْحِ: الخَفِيفُ النَّزِقُ مِنّا.

  وقال ابنُ بَرِّيٍّ: الزَّغْزَغُ: ع، بالشّامِ هكَذا أَوْرَدَهُ مُعَرَّفاً بالأَلِفِ واللّامِ، وهُوَ في المُحِيطِ واللِّسَانِ والعَيْنِ: «زَغْزَغٌ» بلا لامٍ.

  والزَّغْزَغَةُ: ضَعْفُ الكلامِ عَن ابْنِ عَبّادٍ، وفي الأَسَاسِ: زَغْزَغَ كلامَهُ: لَم يُلحصْ مَعْنَاهُ، ويُقَالُ: لا تُزَغْزِغِ الكَلامَ، وبَيِّنِ الحَقَّ.

  وقال المُفَضَّلُ: الزَّغْزَغَةُ: إِخْفَاءُ الشَّيْءِ وخَبْؤُهُ، وَكَذلِكَ الرَّغْرَغَةُ بالرّاءِ، كما تقَدَّمَ.

  والزَّغْزَغَةُ: السُّخْرِيَةُ عن الخَلِيلِ، يُقَالُ: زَغْزَغَ بالرَّجلِ: إذا هَزِءَ بِهِ، وسَخِرَ مِنْهُ، ومِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ:

  عَلَيَّ إِنِّي لَسْتُ بالمُزَغْزَغِ

  أي: لَسْتُ مِمَّنْ يُسْخَرُ مِنْهُ ويُهْزَأُ. ويُرْوَى: «بالمُدَغْدَغِ» وَقَدْ تَقَدَّمَ.

  وفي المُحِيطِ: الزَّغْزَغَةُ: أَنْ تَرُومَ حَلَّ رَأْسِ السِّقَاءِ، وَقَدْ زَغْزَغَهُ.

  والزَّغْزَغِيَّةُ: الكَبُولاءُ⁣(⁣٢). ويُقَالُ: كَلَّمْتُه بالزُّغْزُغِيَّةِ بالضَّمِّ، وهِيَ لُغَةٌ لبَعْضِ العَجَمِ، كَما في اللِّسَانِ، والعُبَابِ.

  وَقال ابنُ فارِسٍ: الزّايُ والغَيْنُ لَيْسَ بشَيْءٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  زَغْزَغَ الرَّجُلُ فَما أَحْجَمَ، أيْ حَمَلَ فَلَم يَنْكُصْ، وَلَقِيتُه فما زَغْزَغَ، أي: فَمَا أَحْجَمَ، وقَالَ الأَزْهَرِيُّ: ولا أَدْرِي أَصَحِيحٌ [هو]⁣(⁣٣) أَمْ لَا.

  وَالزَّغْزَغُ، كجَعْفَرٍ: اللَّئِيمُ.

  وَقالَ ابنُ بَرِّيٍّ: الزَّغْزَغُ: المَغْمُوزُ في حَسَبِهِ ونَسَبهِ.

  وَقالَ غَيْرُه: هُوَ المُزَغْزَغُ، وبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَةَ السابِقُ، وَقَوْلُه أَيْضاً:

  فلا تَقِسْنِي بِامْرِئٍ مُسْتَوْلِغِ ... أَحْمَقَ أَوْ ساقِطَةٍ مُزَغْزَغِ

  وَكَذا قوله:

  والعَبْدُ عَبْدُ الخُلُقِ المُزَغْزَغِ

  وَيُرْوَى أَيْضاً: «المُدَغْدَغِ» كما سَبَقَ⁣(⁣٤).

  وَتَزَغْزَغَ الرَّجُلُ: خَفَّ ونَزِقَ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ.

  [زلغ]: زَلَغَتِ الشَّمْسُ زُلُوغًا، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابْنُ عَبّادٍ: أي طَلَعَتْ.

  وكذا: زَلَغَتِ النّارُ أي: ارْتَفَعَتْ.

  وقال اللَّيْثُ: تَزَلَّغَتْ رِجْلُه، أي: تَشَقَّقَتْ، أَو الصَّوابُ بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ في الكُلِّ قال الأَزْهَرِيُّ: أَمَّا زَلَغ فَهُوَ عِنْدِي مُهْمَلٌ، قال: وذَكَرَ اللَّيْثُ، أَنَّهُ مُسْتَعْمَلٌ، وقالَ: تَزَلَّغَتْ رِجْلِي: إذا تَشَقِّقَتْ والتَّزَلُّغُ: الشُّقَ⁣(⁣٥)،⁣(⁣١)، قال الأَزْهَرِيُّ: والمَعْرُوفُ تَزَلَّعَتْ يَدَهُ ورِجْلُه: إِذَا تَشَقَّقَتْ، بالعَيْنِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، ومَنْ قالَ: تَزَلَّغَتْ، بالغَيْنِ المُعْجَمَةِ، فقَدْ صَحَّفَ، ونَقَلَ الصّاغَانِيُّ كَلامَ الأَزْهَرِيِّ هذا، وقالَ: لَم أَجِدْ هذا التَّرْكِيبَ في كِتَابِ اللَّيْثِ، انْتَهَى.


(١) في التكملة: الزغزغ: اللئيم والصغير والقصير.

(٢) الكبولاء: العصيدة.

(٣) زيادة عن التهذيب ١٦/ ٤٧ «ز غ».

(٤) وهي رواية الديوان ص ٩٩.

(٥) الأصل والتهذيب واللسان وبهامشه «كذا بالأصل ولعله الانشقاق أو التشقق».