تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زعب]:

صفحة 54 - الجزء 2

  والزَّرْنَبُ: بَقَرُ الوَحْش⁣(⁣١) نقله الصاغانيّ.

  والزَّرْنَبُ: الحِرُ بالكَسْرِ أَي فَرْجُ المَرْأَةِ، أَو عَظِيمُه، أَوْ ظَاهِرُه، أَقْوَالٌ. أَو لَحْمَةٌ دَاخِل الزَّرَدَانِ خَلْفَ الكَيْنَةِ؛ وَهِيَ غُدَدٌ فِيهِ كما يَأْتِي للمُؤَلِّف، والزَّرْنَبَةُ خَلْفَها لَحْمَةٌ أُخْرَى، عن ابن الأَعرابيّ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: زَرْنَبُ بْنُ أَبِي جُرْثُوم: شَاعِرٌ جَاهِلِيّ، ذَكَرَه المَرْزُبَانِيّ.

  [زعب]: زَعَبَ الإِنَاءَ، كَمنَعَ يَزْعَبُه زَعْباً: مَلأَه وزَعَبَ له مِن المَالِ قَلِيلاً: قَطَعَ. وأَصْلُ الزَّعْبِ: الدَّفْعُ والقَسْمُ. يقال: أَعْطَاهُ زِعْباً من مَالِه

  وزِهْباً مِنْ مَالِه أَي قَطَعَه كازْدَعَبه وازْدَهَبَه.

  ومَطرٌ زَاعِبٌ: يزْعَبُ كُلَّ شَيْء أَي يَمْلَؤُه، وأَنشَد يَصِفُ سَيْلاً:

  ما جَازَتِ العُفْرُ مِنْ ثُعَالَةَ فالرَّ ... وحاء منه مَزْعُوبةُ المُسُلِ⁣(⁣٢)

  أَي مَمْلُوءَة. وزَعَبَ السَّيْلُ الوَادِيَ يَزْعَبُه زَعْباً: مَلأَه.

  وزَعَب الوَادِي نَفْسُه: تَمَلَّأَ فدَفَع بعضُه بَعْضاً. وسَيْلٌ زَعُوبٌ: زَاعِبٌ. وجاءَنَا سَيْلٌ يَزْعَبُ زَعْباً أَي يَتَدافَعُ في الوادِي ويَجْرِي، وإِذا قلت: يَرْعَبُ بالرَّاء تَعْني يَمْلأُ الوَادِيَ. وزَعَبَ القِرْبَةَ: مَلَأَها احْتَمَلَهَا وهي مُمْتَلِئَةٌ.

  يقال: جَاءَ فلانٌ يَزْعَبُها ويَزْأَبُها أَي يَحْمِلُها مَمْلُوءَة. وزَعَبَتِ القِرْبَةُ: دَفَعَتْ مَاءَهَا. وقِرْبَةٌ مَزْعُوبَةٌ ومَمْزُورَةٌ أَي مَمْلُوءَةٌ.

  وفي حديث أَبِي الهَيْثَم «فلم يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ بِقِرْبَةٍ يَزْعَبها» أَي يَتَدَافَعُ بِهَا ويَحْمِلُها لِثِقَلِها.

  ومن المَجَازِ: زَعَبَ المَرْأَةَ يَزْعَبُها⁣(⁣٣) زَعْباً: جَامَعَها فملأَ فَرْجَهَا بفَرْجِهِ، أَو مَلأَ ها أَي فَرْجَهَا مَاءً أَي مَنِيًّا، وهَذِه عَنِ ابْنِ دُرَيْد. وقيل: لا يَكُونُ الزَّعْبُ إِلَّا من ضِخَمٍ.

  وزَعَب البَعِيرُ بحِمْلِه إِذا اسْتَقَام، أَو مَرَّ بِهِ مُثْقَلاً، أَو مَرَّ يَزْعَبُ بِهِ أَي مرًّا سرِيعاً، أَو زَعَبَ بِحِمْلِه يَزْعَب: تَدافَع، كَازْدَعَب فِيهِما. يقال: ازْدَعَبْتُ الشيءَ إِذا حَمَلْتَه. يقال: مر بِهِ فازْدَعَبَه. وزَعَبْتُه عَنِّي زَعْباً: دَفَعْتُه.

  وزَعَبَ لَهُ من المَالِ زَعْبَةً، ويُضَمُّ، وزِعْباً بالكَسْرِ أَي دفَع لَهُ قِطْعَةً مِنْه. والزُّعْبَةُ كالزُّهْبَةِ: الدُّفْعَةُ الوَافِرَةُ مِنَ المَالِ، وقد وَرَدَت هذه اللفظةُ في حديثِ عَمْرو بْنِ العَاصِ⁣(⁣٤)، وفي حديثِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ «أَنَّهُ كانَ يَزْعَبُ لِقَوْم ويُخَوِّضُ لآخَرِين»⁣(⁣٥) الزَّعْبُ: الكَثْرَةُ. وزَعَبَ الرجلُ في قَيْئِه إِذا أَكْثَر حَتَّى يَدْفَعَ بَعْضُه بَعْضاً.

  وزَعَبَ الغُرَابُ زَعِيباً: نَعَب أَي صَوَّتَ. وقد زَعَبَ ونَعَب، وهُمَا بِمَعْنًى. والزَّعِيبُ: النَّعِيبُ⁣(⁣٦). وقال شَمِر في قَوْله:

  زَعَبَ الغُرَابُ ولَيْتَه لَمْ يَزْعَبِ

  يكون زَعَبَ بمَعْنَى زَعَمَ، أَبْدَلَ الميمَ بَاءً مِثْلَ عَجْب الذَّنَبِ وعَجْمِه. وزَاعِب: د. وفي أُخرى علامة موضع. أَو رَجُلٌ من الخَزْرَج، كان يَعْمَلُ الأَسِنَّةَ، قاله المبرد، ومِثْلُه في الأَسَاس ومنه: سِنَانٌ زَاعِبِيٌّ. ويقال: الرِّمَاحُ الزَّاعِبيَّةُ: الرِّمَاحُ كُلُّها. قَال الطِّرِمَّاحُ⁣(⁣٧):

  وأَجْوِبَةٌ كالزَّاعِبيّةِ وَخْزُها ... يُبَادِهُهَا شَيْخُ العِرَاقَيْنِ أَمْرَدَا

  أَو هِي الَّتِي إِذَا هُزَّت كَأَن كُعُوبَها يَجْرِي بَعْضُها في بَعْض لِلِينه، قاله الاصمعيّ، وهو مَجَازٌ لانه من قَوْلِك: مَرَّ يَزْعَبُ بحِمْله، إِذَا مَرَّ مرًّا سَهْلاً، وأَنشد:

  ونَصْلٍ كنَصْلِ الزَّاعِبِيِّ فَنِيقِ⁣(⁣٨)


(١) في القاموس: «وبعر الوحش».

(٢) «الروحاء» عن اللسان، وبالأصل «الدوحاء».

(٣) كذا باللسان، وبهامشه: قوله «يزعبها» وقع في مادتي قرن وجمل برعبها بالراء.

(٤) في النهاية أنه قال لعمرو بن العاص: إني أرسلت إليك لأبعثك في وجه يسلمك الله ويغنمك، وأزعب لك زعبة من المال».

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: قوله ويخوص أي يقلل كما في النهاية.

قال الجوهري: وقولهم تخوص منه أي خذ منه الشيء بعد الشيء وخُصْ ما أعطاك أي خذه وإن قلّ.

(٦) في اللسان: والزعيب والنعيب: صوت الغراب. وزعب النحل يزعب زعباً: صوّت.

(٧) بهامش المطبوعة المصرية «قال في التكملة البيت ليس لطرماح بن حكيم» وبالأصل «الزاحبية» وما أثبتناه «الزاعبية» عن اللسان.

(٨) اللسان: فتيق.