تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لوغ]:

صفحة 58 - الجزء 12

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: المَرْغُ: الرَّوْضَةُ، أَو هِيَ: الكَثِيرَةُ النَّبَاتِ، كالمَرْغَةِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو، وابنِ الأَعْرَابِيِّ أَيضاً.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: مَرَغَ، كَمَنَعَ: أَكَلَ العُشْبَ، قال أَبو حَنِيفَةَ: مَرَغَتِ السّائِمَةُ والإِبِلُ العُشْبَ تَمْرَغُه مَرْغًا: أَكَلَتْهُ.

  وقال أَبُو عَمْرٍو: مَرَغَ العَيْرُ في العُشْبِ: أَقامَ فِيه يَرْعَى، وَأَنْشَدَ:

  إِنِّي رَأَيْتُ العَيْرَ بالعُشْبِ مَرَغْ ... فجِئْتُ أَمْشِي مُسْتَطارًا في الرَّزَغْ

  قُلْتُ: هُوَ لِرِبْعِيٍّ الدُّبَيْرِيِّ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: مَرَغَ البَعِيرُ مَرْغًا: كأَنَّهُ رَمَى باللُّغَامِ.

  قال: وبِكَارٌ مُرَّغٌ، كسُكَّرٍ: يَسِيلُ لُغامُهَا، وهو في قَوْلِ رُؤْبَةَ:

  أَعْلُو وعِرْضِي لَيْسَ بالمُمَشَّغِ ... بالهَدْرِ تَكْشَاشَ البِكَارِ المُرَّغِ

  ولا واحِدَ لَها وقالَ أَبُو عَمْرٍو: المُرَّغُ: مُرَّغٌ في التُّرَابِ.

  وَقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: المُرَّغُ: الَّتِي تَمَرَّغُهَا الفُحُولُ.

  والمَرَاغَةُ، كسَحَابَةٍ: مُتَمَرَّغُ الدّابَّةِ، كالمَراغِ، أي: مَوْضِعُ تَمَرُّغِها، وفي صِفَةِ الجَنَّةِ: «مَرَاغُ دَوَابِّها المِسْكُ».

  وَقال أَبُو النَّجْمِ - يَصِفُ نَاقَةً⁣(⁣١) -:

  يَجْفِلُهَا كُلُّ سَنَامٍ مُجْفِلِ ... لأْيًا بَلأْيٍ في المَراغِ المُسْهِلِ

  وقال ابنُ عَبّادٍ: المَرَاغَةُ: الأَتَانُ لا تَمْنَعُ الفُحُولَةَ، وَعِبَارَةُ اللَّيْثِ: لا تَمْتَنِعُ مِنَ الفُحُولِ.

  والمَرَاغَةُ: أُمُّ جَرِيرٍ الشّاعِرِ، لَقَّبَهَا الفَرَزْدَقُ لا الأَخْطَلُ، وَوَهِمَ الجَوْهَرِيُّ، أيْ: مَرَاغَةٌ لِلرِّجالِ، أي يَتَمَرَّغُ عليها الرِّجالُ أَوْ لُقِّبَتُ لأَنَّ أُمَّهُ وُلِدَتْ في مَرَاغَةِ الإِبِلِ، وَهذا قَوْلُ الغُورِيِّ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: «فأَمّا قَوْلُ الفَرَزْدَقِ لِجَرِيرٍ: يابْنَ المَرَاغَةِ، فإِنَّمَا يُعَيِّرُه ببَنِي كُلَيْبٍ؛ لأَنَّهُمْ أَصْحابُ حَمِيرٍ» وقالَ ابنُ عَبّادٍ: وقِيلَ: هي مَشْرَبُ⁣(⁣٢) النّاقَةِ الَّتِي أَرْسَلَهَا جَرِيرٌ فَجَعَلَ لَهَا قِسْماً مِنَ الماءِ، ولأَهْلِ الماءِ قِسْمًا⁣(⁣٣)، قال الفَرَزْدَقُ يَهْجُو جَرِيرًا:

  يابْنَ المَرَاغَةِ أَيْنَ خالُكَ إِنَّنِي ... خالِي حُبَيْشٌ ذُو الفَعالِ الأَفْضَلُ

  وَقالَ الجَوْهَريُّ: المَرَاغَةُ: أُمُّ جَرِيرٍ، لَقَّبَهَا بِه الأَخْطَلُ حَيْثُ يَقُولُ:

  وابْنُ المَرَاغَةِ حابِسٌ أَعْيَارَهُ ... قَذْفَ الغَرِيبَةِ ما تَذُوقُ مِلَالا

  أَرادَ أُمَّهُ كانَتْ مَرَاغَةً للرِّجالِ، ويُرْوَى «رَمْيَ الغَرِيبَةِ» ونَقَلَ الصّاغَانِيُّ هذا القَوْلَ في التَّكْمِلَةِ، ثُمّ قالَ: والَّذِي قالَهُ الجَوْهَرِيُّ حَزْرٌ، وقِياسٌ، والقَوْلُ ما قَالَتْ حَذَامِ.

  ومَراغَةُ: د، بأَذْرَبِيجَانَ مِنْ أَشْهَرِ مُدُنِهَا.

  والمَرَاغَةُ: د، لِبَنِي يَرْبُوع بنِ حَنْظَلَةَ، قال أَبُو البِلادِ الطُّهَوِيُّ، وكانَ خَطَبَ امْرَأَةً، فزُوِّجَتْ مِنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بنِ تَمِيمٍ، فَقَتَلَها⁣(⁣٤)

  أَلَا أَيُّهَا الظَّبْيُ الَّذِي لَيْسَ بارِحًا ... جَنُوبَ المَلأ بَيْنَ المَرَاغَةِ والكُدْرِ⁣(⁣٥)

  سُقِيتَ بِعَذْبِ الماءِ، هَلْ أَنْتَ ذاكِرٌ ... لَنَا مِنْ سُلَيْمَى إِذْ نَشَدْنَاكَ بالذِّكْر؟

  وبَنُو المَرَاغَةِ: بُطَيْنٌ⁣(⁣٦) مِنَ العَرَبِ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، قال شَيْخُنَا: يُقَالُ: إِنَّهُ مِنَ الأَزْدِ.

  ويُقَال: هُوَ مَرَاغَةُ مالٍ، كما يُقَال: إِزاؤُهُ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

  قال: ورَجُلٌ مَرّاغَةٌ بالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ: المَتَمَرِّغُ.

  والمَرَائِغُ⁣(⁣٧): كُورَةٌ بصَعِيدِ مِصْرَ غَرْبِيَّ النِّيلِ، كَذا في العُبَاب.

  قُلتُ: أَمّا الكُورَةُ فهِيَ المَعْرُوفَةُ الآنَ بجَزِيرَةِ شَنْدَوِيلِ، وَإذا أُطْلِقَت الجَزِيرَةُ في الصَّعِيدِ فالمُرَادُ بِهَا هِيَ، وأَما


(١) في التهذيب: يصف الإبل.

(٢) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «شرب الناقة».

(٣) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «قسمين».

(٤) في معجم البلدان «مراغة» فقتلها وهرب ثم قال:

(٥) في معجم البلدان: أيها الرّبع.

(٦) في التكملة، عن ابن دريد، بطن.

(٧) في معجم البلدان: المرايغ، بدون همز.