تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وشغ]:

صفحة 71 - الجزء 12

  عَبّادٍ، كأَوْزَغَتْ بِه إِيزاغًا، وكَذلِكَ أَزْغَلَتْ بِه، قال ذُو الرُّمَّةِ:

  إِذَا ما دَعَاهَا أَوْزَغَتْ بَكَراتُهَا ... كإِيزاغِ آثارِ المُدَى في التَّرائِبِ

  والحَوَامِلُ مِنَ الإِبِلِ تُوزِغُ بأَبْوالِهَا، قال مالِكُ بنُ زُغْبَةَ الباهِلِيُّ:

  بضرْبٍ كآذانِ الفِرَاءِ فُضُولُهُ ... وطَعْنٍ كإِيْزَاغِ المَخاضِ تَبُورُهَا

  تَبُورُهَا: تَخْتَبِرُهَا.

  ووُزِّغَ الجَنِينُ تَوْزِيغًا: صُوِّرَ في البَطْنِ، فَتَبَيَّنَتْ صُورَتُه وتَحَرَّكَ، وقال أَبُو عُبَيْدَةَ: إِذَا تَبَيَّنَتْ صُورَةُ المُهْرِ في بَطْنِ أُمِّهِ فَقَدْ وُزِّغَ تَوْزِيغًا.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  أَوْزَغَتِ الفَرَسُ إِيزاغًا كإِيزاغِ الإِبِلِ، وكَذلِكَ إِيزاغُ الدَّلْوِ، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:

  قد أَنْزِغُ⁣(⁣١) الدَّلْوَ تَقَطَّى بالمَرَسْ ... تُوزِغُ مِنْ مَلْءٍ⁣(⁣٢) فَيَجْرِي ذلِكَ الماءُ.

  والطَّعْنَةُ تُوزِغُ بالدَّمِ.

  [وشغ]: الوَشْغُ: الشَّيْءُ القَلِيلُ، يُقَالُ: شَيْءٌ وَشْغٌ، أي: قَلِيلٌ وَتِحٌ.

  والوَشُوغُ، كصَبُورٍ: ما يُوجَرُ في الفَمِ مِنَ الدَّوَاءِ.

  ووَشَغَ بِبَوْلِه، كوَعَدَ وَشْغًا: رَمَىَ بِه، كأَوْشَغَ بهِ، مِثْلُ: وَزَغَ بِه، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أَوْشَغَتِ النّاقَةُ، وأَوْزَغَتْ، وأَغَلَتْ بمَعْنَى واحِدٍ⁣(⁣٣).

  قال: وأَوْشَغَهُ مِثْلُ: أَوْجَرَهُ.

  وقال غَيْرُه: أَوْشَغَ العَطِيَّةَ: إذا أَوْتَحَها، وقَلَّلَها، قال رُؤْبَةُ:

  لَيْسَ كإِيْشَاغِ القَلِيلِ المُوْشَغِ

  بمِدْفَقِ الغَرْبِ رَحِيبِ المَفْرَغِ

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: التَّوْشِيغُ: تَلْطِيخُ الثَّوْبِ بالدَّمِ حَتَّى يَصِيرَ عَلَيْهِ طَرَائِقُ.

  وقال اللَّيْثُ: تَوَشَّغَ فُلانٌ بالسُّوءِ: إِذَا تَلَطَّخَ بِهِ، وَوَقَعَ في نُسْخَةِ اللِّسَانِ⁣(⁣٤): بالسَّوَادِ: تَلَطَّخَ بِه، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ للقُلَاخِ:

  إِنّي امْرُؤٌ لَم أَتَوَشَّغْ بالكَذِبْ

  وقال ابنُ شُمَيْلٍ: اسْتَوْشَغَ فُلانٌ: اسْتَقَى بدَلْوٍ واهِيَةٍ، وهُوَ الاسْتِنْشَاغُ، كما مَرَّ⁣(⁣٥).

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  الوَشِيغُ، كأَمِيرٍ: الشَّيْءُ القَلِيلُ.

  والوَشْغُ، بالفَتْحِ: الكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، عَنْ كُرَاع، وجَمْعُه: وشُوغٌ، قُلْتُ: فَهُوَ ضِدٌّ.

  [ولغ]: وَلَغَ السَّبُعُ، والكَلْبُ، وَكُلُّ ذِي خَطْمٍ في الإِنَاءِ وقالَ أَبُو زَيْدٍ: وَلَغَ في الشَّرَابِ، ومِنْهُ، وبِه، يَلَغُ، كيَهَبُ، وقال ابْنُ دُرَيْدٍ: يَالَغُ فِيهِ: لُغَةٌ، ونَسَبَهُ اللَّيْثُ لِبَعْضِ العَرَبِ، قال: أَرادُوا بَيان الواوِ فجَعَلُوا مَكَانَهَا أَلِفًا، وأَنْشَدَ عَلَى هذِه اللُّغَةِ لعُبَيْدِ اللهِ بنِ قَيْسِ الرُّقَيّاتِ:

  ما مَرَّ يَوْمٌ إلّا وعِنْدَهُمَا ... لَحْمُ رِجَالٍ أَوْ يالغَانِ دَمَا

  قُلْتُ: ويُرْوَى «أَوْ يَوْلَغانِ» وهِيَ لُغَةٌ أَيْضًا، كما سَيَأْتِي للمُصَنِّفِ، وقَدْ نَسَبَهُ الجَوْهَرِيُّ لأَبِي زُبَيْدٍ الطّائِيِّ، وأَوَّلُهُ:

  مُرْضِعُ شِبْلَيْنِ في مَغَارِهِمَا ... قَدْ نَهَزَا لِلْفِطَامِ أَوْ فُطِمَا

  وقالَ ابنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لابْنِ هَرْمَةَ، وصَوَّبَ الصَّاغَانِيُّ قَوْلَ اللَّيْثِ. قلتُ: ومِثْلُه قَرَأْتُ في كِتَابِ الأَغَانِيِّ لأَبِي الفَرَجِ، قال: وكَانَ في قَصِيدَتِهِ هذِهِ «أَوْ يالَغَانِ» بالأَلِفِ، وكَذلِكَ رُوِيَ عَنْهُ، ثُمَّ غَيَّرَتْهُ الرُّوَاةُ، سَمِعْتُ ابنَ الأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: سُئِلَ يُونُسُ عَنْ قَوْلِ ابْنِ الرُّقيّاتِ: «أَو يالَغَانِ دَمَا» فقَالَ يُونُسُ: يَجُوزُ يَوْلَغَانِ، ولا يَجُوزُ يالَغَانِ، فقِيلَ لَهُ: قَدْ قالَ


(١) في اللسان: «أنْزع» بالعين المهملة.

(٢) عن اللسان وبالأصل «من الماء».

(٣) زيد في التهذيب واللسان: إذا قطعته فرمت به زُغلة زُغلة.

(٤) في التهذيب واللسان (ط دار المعارف) والتكملة: «بالسوء» كالأصل.

(٥) كذا بالأصل والتهذيب واللسان والتكملة وقد مرّ في نشغ عنه: واستنشغ الرجل: استقى بدلوٍ واهية.