تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أسف]:

صفحة 82 - الجزء 12

  جَزَعاً⁣(⁣١)، وقال قَتَادَةُ: {أَسِفاً}، أي غَضَباً، وقَوْلُه ø: {يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ}⁣(⁣٢) أي: يا جَزَعَاه.

  والأَسِيفُ، كأَمِيرٍ: الأَجِيرُ لِذُلِّهِ، قاله المُبَرِّدُ، وهو قَوْلُ ابنِ السِّكِّيتِ أَيضاً.

  والأَسِيفُ الحَزِينُ المُتَلَهِّفُ عَلَى مَا فَاتَ، وقال ابنُ السِّكِّيتِ: الأَسِيفُ: الْعَبْدُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والجَمْعُ: الأَسَفاءُ، قال اللَّيْثُ: لأَنَّه مَقْهُورٌ مَحْزُونٌ، وأَنْشَدَ:

  كَثُرَ⁣(⁣٣) الآنَاسُ فيما بَيْنَهُمْ ... مِنْ أَسِيفٍ يَبْتَغِي الْخَيْرَ وصر

  والاسْمُ الأَسَافَةُ، كسَحَابَةٍ. والأَسِيفُ أَيضاً: الشَّيْخُ الْفَانِي والجَمْعُ الأَسَفَاءُ، ومنه الحديثُ: «فنَهَى عن قَتْلِ الأُسَفَاءِ» ويُرْوَى: العُسَفَآء والوُصَفَاء، وفي حَدِيثٍ آخَرَ: «لا تَقْتُلُوا عَسِيفاً ولَا أَسِيفاً».

  والأَسْيفُ أَيضاً: الرجلُ السَّرِيعُ الْحُزْنِ، والرَّقِيقُ الْقَلْبِ، كالأَسُوفِ، كصَبُورٍ، ومنه قول عائِشَةَ ^: «إنَّ أَبا بكرٍ رَجلٌ أَسِيفٌ، إذا قَامَ لَم يُسْمَعْ مِن البُكَاءِ».

  والأَسِيفُ أَيضاً: مَنْ لا يَكَادُ يَسْمَنُ.

  ومن المَجَاز: أَرْضٌ أَسِفَةٌ، بَيِّنَةُ الأَسافَةِ: لا تكادُ تُنْبِتُ شَيْئاً، كما في الصِّحاح، وفي الأَساس لا تَمْرَحُ⁣(⁣٤) بالنَّباتِ.

  وأُسَافَةٌ، ككُنَاسَةٍ، وسَحَابَةٍ: رَقِيقَةٌ، أَوْ لا تُنْبِتُ، أو أَرْضٌ أَسِفَةٌ بَيِّنَةُ الأَسَافَةِ: لا تَكَادُ تُنْبِتُ.

  وكسَحَابَةٍ: قَبيلَةٌ من العرب، قال جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّى الطُّهَوِيّ:

  تَحُفُّهَا أَسَافَةٌ وجَمْعَرُ ... وخَلَّةٌ قِرْدَانُها تَنَشَّرُ

  جَمْعَر أَيضاً: قَبِيلَة، وقد ذُكِرَ في مَحَلِّه، وقال الفَرَّاءُ: أَسَافَةُ هنا مَصْدَرُ أَسِفَتِ الأَرْضُ، إذا قَلَّ نَبْتُهَا، والجَمْعَرُ: الحِجَارَةُ المَجْمُوعَة. وأَسَفٌ كأَسَدٍ: ة بالنَّهْرَوَانِ مِن أَعْمَالِ بَغْدَاد بقُرْبِ إسْكَاف، يُنْسَب إليها مسعودُ بنُ جامِع، أَبو الحَسَن البَصْرِيُّ الأَسَفيُّ، حَدَّث ببغداد عن الحُسَيْن بن طَلْحَةَ النِّعالِيِّ⁣(⁣٥)، وَعنه أبو محمد عبدُ الله بنُ أحمد بن محمد الخَشَّاب، المُتَوَفَّى سنة ٥٤٠.

  وياسُوفُ: ة، قُرْبَ نَابُلُسَ.

  وأَسَفَى: بفَتْحَتَيْنِ هكذا في سائِر النُّسَخ، والصوابُ في ضَبْطِه بكَسْرِ الفاءِ، كما في المُعْجم لياقوت: د، بأَقْصَى الْمَغْرِبِ بالعُدْوَةِ، على ساحِلِ البحرِ المُحِيطِ.

  وأُسْفُونَا، بالضَّمِّ، وضَبَطَه ياقُوتُ بالفَتْح: ة، قُرْبَ الْمَعَرَّةِ وهو حِصْنٌ افْتَتَحَه محمودُ بنُ نصرِ بنِ صالحِ بنِ مِرْدَاسٍ الكِلَابِيُّ، فقَالَ أَبو يَعْلَى عبدُ الباقي بنُ أَبِي حُصَيْن⁣(⁣٦) يَمْدَحُه ويذْكُره:

  عِدَاتُكَ مِنْكَ في وَجَلٍ⁣(⁣٧) وخَوْفٍ ... يُرِيدُونَ المَعَاقِلَ أَنْ تَصُونَا

  فَظَلُّوا حَوْلَ أُسْفُونَا كَقَوْمٍ ... أَتَى فِيهِمْ فَظَلُّوا آسِفِينَا

  وَهو خَرَابٌ اليَوْمَ.

  وإسَافٌ، ككِتَابٍ هكذا ضَبَطَهُ الجَوْهَرِيُّ، والصَّاغَانِيُّ، وَياقُوتُ، زاد ابنُ الأَثِيرِ: وأَسَافٌ، مثلُ سَحَابٍ: صَنَمٌ وَضَعَهُ عَمْرُو بن لُحَيٍّ الخُزَاعِيُّ عَلَى الصَّفَا، ونَائِلَةُ عَلَى الْمَرْوَةِ، وَكانَا لقُرَيْشٍ وكانَ يُذْبَحُ عليْهِمَا تُجَاهَ الْكَعْبَةِ كما في الصِّحاح أَوْ هُمَا رَجُلان مِن جُرْهُمَ⁣(⁣٨): إسَافُ بنُ عَمْرٍو: وَنَائِلُةُ بِنْتُ سَهْلٍ، فَجَرَا في الكَعْبَةِ وقِيل: أَحْدَثَا فيها فمُسِخَا حَجَرَيْنِ، فعَبَدْتُهمَا قُرَيْشٌ هكذا زَعَمَ بَعْضُهُم، كما في الصِّحاح.

  قلتُ: وهو قَوْلُ ابنِ إسْحَاق، قال: وقيل: هما إسافُ بنُ يَعْلَى⁣(⁣٩)، ونَائِلَةُ بنتُ ذِئْبٍ⁣(⁣١٠)، وقيل: بنتُ زقيل، وإنَّهُمَا


(١) هذا قول مجاهد كما في اللسان، والذي فيه عن الضحاك: حزنًا.

(٢) سورة يوسف الآية ٨٤.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: كثّر، هكذا في الأصل، ولم يوجد بمواد اللغة التي بأيدينا».

(٤) في الأساس: لا تموج.

(٥) عن معجم البلدان وبالأصل «الثعالبي».

(٦) معجم البلدان: حصن.

(٧) عن معجم البلدان «أسفونا» وبالأصل «حل».

(٨) في الصحاح: «أنهما كانا من جرهم» بحذف لفظة: «رجلان».

(٩) في سيرة ابن هشام ١/ ٨٤ «بَغْى» وفي معجم البلدان عن ابن اسحاق «بُغاء».

(١٠) الأصل ومعجم البلدان وفي السيرة «بنت ديك» وقيل «نائلة بنت سهيل».