[جحف]:
  وجَبَلُ جِحَافٍ، ككِتَابٍ، باليَمَنِ، هكَذا ضَبَطَهُ الصَّاغَانِيُّ في العُبَابِ، ووَقَعَ في التَّكْمِلَةِ ضَبْطُهُ بالضَّمِّ، ومثلُه في التَّبْصِيرِ للحافظِ، وهو الصَّوابُ(١)، ومنه الفَقِيهُ إِسماعِيلُ الجُحَافِيُّ، قال الحافِظُ: شاعِرٌ مُعَاصِرٌ، من أَهْل تَعِزَّ طَارَحَنِي بأَبياتٍ(٢) لَمَّا قَدِمْتُهَا، فَأَجَبْتُهُ.
  والجُحَافُ كغُرابٍ: المَوْتُ عن أبي عمرٍو: نَقَلَه الجوهري، جعَلَه اسماً له.
  والجُحاف: مَشْيُ البَطْنِ عَن تُخَمَةٍ، والرَّجُلُ مَجْحُوفٌ، كذا في الصِّحاحِ والتَّهْذِيبِ، وأَنْشَدَ قَوْلَ الرَّاجِزِ:
  أَرْفَقَةٌ تَشْكُو الجُحَافَ الْقَبَصْ ... جُلُودُهُمْ أَلْيَنُ مِنْ مَسِّ الْقُمُصْ
  وَقيلَ: الجُحَافُ: وَجَعٌ يأْخُذ عن أَكْلِ اللَّحْمِ بَحْتاً، وَالقَبَصُ: عن أَكْلِ التَّمْرِ، وقد جُحِفَ الرَّجُلُ، كَعُنِيَ.
  وسَيْلٌ جُحافٌ: يَجْحَفُ كُلَّ شيْءٍ ويَجْرُفُه ويَقْشِرُه، وَكذلِك جُرَافٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قال امْرُؤُ القَيْسِ:
  لَهَا كَفَلٌ كَصَفَاةِ الْمَسِي ... لِ أَبْرَزَ عنها جُحَافٌ مُضِرْ
  ومَوْتٌ جُحَافٌ: شَدِيدٌ يَذْهَبُ بكلِّ شَيْءٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَد لذِي الرُّمَّةِ:
  وكَائِنْ تَخَطَّتْ نَاقَتِي مِنْ مَفازَةٍ ... وَكَمْ زَلَّ عنها مِنْ جُحَافِ المَقَادِرِ
  وأَجْحَفَ بِهِ: ذَهَبَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَجْحَفَتْ بِهِ الْفَاقَةُ: أَذْهَبَتْ مَالَهُ، وأَفْقَرَتْهُ الْحَاجَةُ، وَمنه حديثُ عُمَرَ: قَال لِعَدِيٍّ: «إِنَّمَا فَرَضْتُ لِقَوْمٍ أَجْحَفَتْ بهمُ الْفَاقَةُ».
  وَقال بعضُ الحُكَماءِ، مَن آثَرَ الدنيا أَجْحَفَ بآخِرَتِهِ.
  وأَجْحَفَ بِهِ أَيْضاً: قَارَبَهُ، ودَنَا مِنْهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
  يُقَال: مَرَّ الشَّيْءُ مُضِرًّا، ومُجْحِفاً، أي: مُقَارِباً، ويُقَال: أَجْحَفَ بالطَّرِيقِ: دَنَا منه، ولم يُخَالِطْهُ.
  والمُجْحِفَةُ، كمُحْسِنَةٍ: الدَّاهِيَةُ؛ لأَنَّهَا تُجْحِفُ بالقَوْمِ، أي: تَسْتَأْصِلُهم. واجْتَحَفَهُ اجْتِحَافاً: اسْتَلَبَهُ، وَمنه حديثُ عَمَّارٍ: «أَنَّهُ دخَل علَى أُمِّ سَلَمَةَ - وكان أَخَاهَا مِن الرَّضاعَةِ - فاجْتَحَفَ ابْنَتَهَا زَيْنَبَ مِن حِجْرِهَا».
  واجْتَحَفَ الثَّرِيدَ: حَمَلَهُ بِالأَصَابِعِ الثَّلَاثِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.
  واجْتَحَفَ مَاءَ الْبِئْرِ: نَزَحَهُ ونَزَفَهُ بالكَفِّ، أو بالإِناءِ، وما بَقِيَ منه هِيَ الجُحْفَةُ التي ذَكَرَهَا المُصَنِّفُ آنِفاً.
  وتَجَاحَفُوا في القتالِ: تَنَاوَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِالْعِصِيِّ، وَوَقَعَ في العُبابِ: بِالْقِسِيِّ، والسُّيُوفِ ومنه الحَدِيث: «خذُوا الْعَطَاءَ مَا كَانَ عَطَاءً، فإِذَا تَجَاحَفَتْ قُرَيْشٌ الْمُلْكَ بَيْنَهُمْ فارْفُضُوهُ»، يُرِيدُ: إذا تَقاتَلُوا عَلَى المُلْكِ.
  وتَجَاحَفُوا الْكُرَةَ بينهُمْ: دَحْرَجُوهَا، وتَخَاطَفُوهَا بِالصَّوَالِجِ(٣).
  ويُقَال: جَاحَفَهُ مُجَاحَفَةً: إذا زَاحَمَهُ، وَكذا جَاحَفَ به، وَمنه قَوْلُ الْأَحْنَفِ: «إِنَّمَا أَنا لِبَنِي تَمِيمٍ كعُلْبَةِ الرَّاعِي يُجَاحِفُونَ بها يَوْمَ الوِرْدِ».
  وقال ابنُ فارِسٍ: جَاحَف الذَّنْبَ: دَانَاهُ.
  والجِحَافُ، كَكِتَابٍ: الْقِتَالُ.
  قال العَجّاجُ:
  وكَانَ مَا اهْتَضَّ الْجِحَافُ بَهْرَجَا
  يعْنِي ما كَسَرَهُ التَّجاحُفُ بَيْنَهُم، يُرِيدُ به القَتْلَ.
  وفي الصِّحاحِ: الجِحَافُ: أَنْ تُصِيبَ الدَّلْوُ فَمَ الْبِئْرِ فَيَنْصَبَّ مَاؤُهَا، ورُبَّمَا تَخَرَّقَتْ، قال الرَّاجِزُ:
  قد عَلِمَتْ دَلْوُ بَنِي مَنَافِ ... تقوِيمَ فَرْغَيْهَا عَنِ الجِحَافِ
  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:
  المُجَاحَفَةُ: أَخْذُ الشَّيْءِ واجْتِرَافُهُ، واجْتَحَفَ السَّيْلُ الوَادِيَ: قَشَرَهُ.
  وَاجْتَحَفَ الْكُرَةَ: خَطَفَها.
  وَالجَحْفُ، بالفَتْحِ: أَكْلُ الثَّرِيدِ.
(١) وقيده ياقوت بالضم والتخفيف، أيضا.
(٢) عن المطبوعة الكويتية، والعبارة بالأصل «من أهل نهر طاب حياتي بأبيات».
(٣) في التهذيب واللسان والتكملة: بالصوالجة.