تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جحف]:

صفحة 106 - الجزء 12

  وجَبَلُ جِحَافٍ، ككِتَابٍ، باليَمَنِ، هكَذا ضَبَطَهُ الصَّاغَانِيُّ في العُبَابِ، ووَقَعَ في التَّكْمِلَةِ ضَبْطُهُ بالضَّمِّ، ومثلُه في التَّبْصِيرِ للحافظِ، وهو الصَّوابُ⁣(⁣١)، ومنه الفَقِيهُ إِسماعِيلُ الجُحَافِيُّ، قال الحافِظُ: شاعِرٌ مُعَاصِرٌ، من أَهْل تَعِزَّ طَارَحَنِي بأَبياتٍ⁣(⁣٢) لَمَّا قَدِمْتُهَا، فَأَجَبْتُهُ.

  والجُحَافُ كغُرابٍ: المَوْتُ عن أبي عمرٍو: نَقَلَه الجوهري، جعَلَه اسماً له.

  والجُحاف: مَشْيُ البَطْنِ عَن تُخَمَةٍ، والرَّجُلُ مَجْحُوفٌ، كذا في الصِّحاحِ والتَّهْذِيبِ، وأَنْشَدَ قَوْلَ الرَّاجِزِ:

  أَرْفَقَةٌ تَشْكُو الجُحَافَ الْقَبَصْ ... جُلُودُهُمْ أَلْيَنُ مِنْ مَسِّ الْقُمُصْ

  وَقيلَ: الجُحَافُ: وَجَعٌ يأْخُذ عن أَكْلِ اللَّحْمِ بَحْتاً، وَالقَبَصُ: عن أَكْلِ التَّمْرِ، وقد جُحِفَ الرَّجُلُ، كَعُنِيَ.

  وسَيْلٌ جُحافٌ: يَجْحَفُ كُلَّ شيْءٍ ويَجْرُفُه ويَقْشِرُه، وَكذلِك جُرَافٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قال امْرُؤُ القَيْسِ:

  لَهَا كَفَلٌ كَصَفَاةِ الْمَسِي ... لِ أَبْرَزَ عنها جُحَافٌ مُضِرْ

  ومَوْتٌ جُحَافٌ: شَدِيدٌ يَذْهَبُ بكلِّ شَيْءٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَد لذِي الرُّمَّةِ:

  وكَائِنْ تَخَطَّتْ نَاقَتِي مِنْ مَفازَةٍ ... وَكَمْ زَلَّ عنها مِنْ جُحَافِ المَقَادِرِ

  وأَجْحَفَ بِهِ: ذَهَبَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَجْحَفَتْ بِهِ الْفَاقَةُ: أَذْهَبَتْ مَالَهُ، وأَفْقَرَتْهُ الْحَاجَةُ، وَمنه حديثُ عُمَرَ: قَال لِعَدِيٍّ: «إِنَّمَا فَرَضْتُ لِقَوْمٍ أَجْحَفَتْ بهمُ الْفَاقَةُ».

  وَقال بعضُ الحُكَماءِ، مَن آثَرَ الدنيا أَجْحَفَ بآخِرَتِهِ.

  وأَجْحَفَ بِهِ أَيْضاً: قَارَبَهُ، ودَنَا مِنْهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  يُقَال: مَرَّ الشَّيْءُ مُضِرًّا، ومُجْحِفاً، أي: مُقَارِباً، ويُقَال: أَجْحَفَ بالطَّرِيقِ: دَنَا منه، ولم يُخَالِطْهُ.

  والمُجْحِفَةُ، كمُحْسِنَةٍ: الدَّاهِيَةُ؛ لأَنَّهَا تُجْحِفُ بالقَوْمِ، أي: تَسْتَأْصِلُهم. واجْتَحَفَهُ اجْتِحَافاً: اسْتَلَبَهُ، وَمنه حديثُ عَمَّارٍ: «أَنَّهُ دخَل علَى أُمِّ سَلَمَةَ - وكان أَخَاهَا مِن الرَّضاعَةِ - فاجْتَحَفَ ابْنَتَهَا زَيْنَبَ مِن حِجْرِهَا».

  واجْتَحَفَ الثَّرِيدَ: حَمَلَهُ بِالأَصَابِعِ الثَّلَاثِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.

  واجْتَحَفَ مَاءَ الْبِئْرِ: نَزَحَهُ ونَزَفَهُ بالكَفِّ، أو بالإِناءِ، وما بَقِيَ منه هِيَ الجُحْفَةُ التي ذَكَرَهَا المُصَنِّفُ آنِفاً.

  وتَجَاحَفُوا في القتالِ: تَنَاوَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِالْعِصِيِّ، وَوَقَعَ في العُبابِ: بِالْقِسِيِّ، والسُّيُوفِ ومنه الحَدِيث: «خذُوا الْعَطَاءَ مَا كَانَ عَطَاءً، فإِذَا تَجَاحَفَتْ قُرَيْشٌ الْمُلْكَ بَيْنَهُمْ فارْفُضُوهُ»، يُرِيدُ: إذا تَقاتَلُوا عَلَى المُلْكِ.

  وتَجَاحَفُوا الْكُرَةَ بينهُمْ: دَحْرَجُوهَا، وتَخَاطَفُوهَا بِالصَّوَالِجِ⁣(⁣٣).

  ويُقَال: جَاحَفَهُ مُجَاحَفَةً: إذا زَاحَمَهُ، وَكذا جَاحَفَ به، وَمنه قَوْلُ الْأَحْنَفِ: «إِنَّمَا أَنا لِبَنِي تَمِيمٍ كعُلْبَةِ الرَّاعِي يُجَاحِفُونَ بها يَوْمَ الوِرْدِ».

  وقال ابنُ فارِسٍ: جَاحَف الذَّنْبَ: دَانَاهُ.

  والجِحَافُ، كَكِتَابٍ: الْقِتَالُ.

  قال العَجّاجُ:

  وكَانَ مَا اهْتَضَّ الْجِحَافُ بَهْرَجَا

  يعْنِي ما كَسَرَهُ التَّجاحُفُ بَيْنَهُم، يُرِيدُ به القَتْلَ.

  وفي الصِّحاحِ: الجِحَافُ: أَنْ تُصِيبَ الدَّلْوُ فَمَ الْبِئْرِ فَيَنْصَبَّ مَاؤُهَا، ورُبَّمَا تَخَرَّقَتْ، قال الرَّاجِزُ:

  قد عَلِمَتْ دَلْوُ بَنِي مَنَافِ ... تقوِيمَ فَرْغَيْهَا عَنِ الجِحَافِ

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  المُجَاحَفَةُ: أَخْذُ الشَّيْءِ واجْتِرَافُهُ، واجْتَحَفَ السَّيْلُ الوَادِيَ: قَشَرَهُ.

  وَاجْتَحَفَ الْكُرَةَ: خَطَفَها.

  وَالجَحْفُ، بالفَتْحِ: أَكْلُ الثَّرِيدِ.


(١) وقيده ياقوت بالضم والتخفيف، أيضا.

(٢) عن المطبوعة الكويتية، والعبارة بالأصل «من أهل نهر طاب حياتي بأبيات».

(٣) في التهذيب واللسان والتكملة: بالصوالجة.