تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جفف]:

صفحة 115 - الجزء 12

  قلتُ: أَعْقَبَ جُعْفيٌّ مِن وَلَدَيْه: مَرَّانُ وصُرَيْمٌ⁣(⁣١)، فمِن وَلَدِ مَرَّانَ: جابِرُ بنُ يزيدَ الفَقِيهُ، ومن صُرَيْمٍ⁣(⁣١): عُبَيْدُ الله بن الحَذَّاءِ، والْفَاتِكُ⁣(⁣٢)، وغيرُهما.

  وقال ابنُ عَبَّادٍ. الْجُعْفيّ في قَوْلِ ابنِ أَحْمَرَ الْبَاهِلِيِّ:

  وبَذَّ الرَّخَاخِيلَ جُعْفِيُّهَا

  هو السَّاقِي، قال: والرَّخَاخِيلُ: أَنْبِذَةُ التَّمْرِ، كذا في العُبَابِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  الجُعْفَةُ، بالضَّمِّ: مَوْضِعٌ.

  وَالمَجْعُوفُ، والمُنْجَعِفُ: المَصْرُوعُ.

  وَالمَجْعَفُ: مَوْضِعُهُ.

  [جفف]: الْجَفُّ والْجَفَّةُ، بفَتْحِهِما، ويُضَمَّانِ، وَاقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ علَى الجَفَّةِ، بالفَتْحِ، والجُفّ، بالضَّمِّ، وقالَ الصَّاغَانِيُّ: الجُفَّةُ، بالضَّمِّ: قليلةٌ: جَمَاعَةُ النَّاسِ، أَو العَدَدُ الْكَثِيرُ منهم، ويُقَال: دُعِيتُ في جَفَّةِ الناسِ، وجَاءُوا جَفَّةً واحِدَةً: أي جُمْلَةً وجَمِيعاً، قال الكِسَائِيُّ: الجَفَّةُ، والضَّفَّةُ، والقَمَّةُ: جَماعةُ القومِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ شاهداً على الجُفِّ، بالضَّمِّ، قَوْلَ النَّابِغَةِ يُخَاطِبُ عمرَو بنَ هِنْدٍ المَلِكَ:

  مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ آيَةً ... وَمِنَ النَّصِيحَةِ كَثْرَةُ الْإِنْذَارِ

  لَا أَعْرِفَنَّكَ عَارِضاً لِرِمَاحِنَا ... في جُفِّ تَغْلِبَ وَارِدِي الْأَمْرَارِ

  يعني: جَمَاعَتَهم: قال: وكان أَبو عُبَيْدَةَ⁣(⁣٣) يَرْوِيهِ «في جُفِّ ثَعْلَبَ» قال: يُرِيدُ ثَعْلَبَةَ بنَ عَوْفِ بن سَعْدِ بن ذُبْيَانَ، قال ابنُ سِيدَه: وَرَوَاهُ الكوفيُّون: «في جَوْفِ ثَعْلَبَ»⁣(⁣٤)، قال: وقال ابنُ دُرَيْدٍ: هذا خَطَأٌ⁣(⁣٥).

  وجَفُّوا أَمْوَالَهُمْ، أي: جَمَعُوهَا، وذَهَبُوا بها، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، والمرادُ بالأَمْوَالِ الْأَبَاعِر.

  وجَفَّةُ الْمَوْكِبِ: هَزِيزُهُ، كَجَفْجَفَتِه كما في اللِّسَانِ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: سَمِعْتُ جَفْجَفَةَ المَوْكِبِ: إذا سَمِعْتَ حَفِيفَهم في السَّيْرِ⁣(⁣٦).

  والجُفُّ، بِالضَّمِّ: وِعَاءُ الطَّلْعِ، كما في الصِّحاحِ، وَخَصَّ بعضُهم، فقَالَ: هو غِشَاءُ الطَّلْعِ إذا جَفَّ، أَو هو قِيقاءَتُهُ، قال اللَّيْثُ: وهو الْغِشَاءُ الذي يكُونُ مع الْوَلِيعِ، وَأَنْشَدَ في صِفَةِ ثَغْرِ امْرَأَةٍ:

  وَتَبْسِمُ عَنْ نَيِّرٍ⁣(⁣٧) كَالْوَلِي ... عِ شَقَّقَ عَنْهُ الرُّقَاةُ الْجُفُوفَا

  الوَلِيعُ: الطَّلْعُ، والرُّقَاةُ: الذين يَرْقَوْنَ إِلَى النَّخْلِ.

  وَقال أَبو عمرٍو: جُفٌّ وجُبٌّ لِوِعَاءِ الطَّلْعِ، وفي الحَدِيثِ: «جُعِلَ سِحْرُهُ في جُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ، ودُفِنَ تَحْتَ رَاعُوفَةِ الْبِئْرِ» رَوَاهُ ابنُ دُرَيْدٍ بِإِضَافَةِ طَلْعَةٍ إلى ذَكَرٍ ونَحْوِهِ.

  وَقال أَبو عُبَيْدٍ: جُفُّ الطَّلْعَةِ: وِعَاؤُهَا الذي تكُونُ فيه، وَالجَمْعُ الجُفُوفُ، ويُرْوَى «في جُبِّ» بالبَاءِ، وقد ذُكِر هناك، وفي «طبب».

  والجُفُّ: الوِعَاءُ من الْجُلُودِ لا يُوكَى، أي لا يُشَدُّ، وبه فُسِّرَ حديثُ أَبي سَعِيدٍ، وقد سُئِلَ عن النَّبِيذِ في الْجُفِّ، فقَال: أَخْبَثُ وأَخْبَثُ.

  وجُفُّ: جَدُّ الْإِخْشِيدِ مُحَمَّدِ بنِ طُغُجَ الفَرْغَانِيِّ، أَمِيرِ مِصْرَ، أَوْرَدَهُ هنا تَبَعاً للصَّاغَانِيِّ، قال شيخُنَا: ذكَر هذا اللَّفْظ، أي طُغُجَ، هنا اسْتِطْرَادًا، ولم يذْكُرْهُ في الجِيمِ،


(١) في جمهرة ابن حزم ص ٤٠٩ «حَرِيم» ومثلها في المعارف لابن قتيبة وَأنشد للبيد:

وَلقد نأت يوم النخيل وقبله ... مران من أيامنا وحريم

(٢) كذا بالأصل وجعلهما رجلين، والذي في جمهرة ابن حزم: عبيد الله بن الحر ... بن حريم بن جعفي، الشاعر الفاتك.

(٣) الأصل واللسان، وفي الصحاح المطبوع: أبو عبيد.

(٤) في اللسان: في جوف تغلب.

(٥) انظر الجمهرة: ١/ ٥٣.

(٦) بعد قوله كجفجفته في نسخة الشارح نقص في نقله عن القاموس نبه عليه بهامش المطبوعة المصرية وعبارة الهامش: «هنا زيادة في المتن بعد قوله كجفجفته نصها: وبالضم الدلوُ العظيمةُ، ولا نَفَلَ في غنيمةٍ حتى تُقسَّمَ جُفَّةً، أي كلها، ويروى: على جُفَّتِهِ، أي على جماعَةِ الجيش أولاً».

(٧) قوله: نيِّر أي عن ثغر مضيءٍ حسنٍ.