تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خجف]:

صفحة 156 - الجزء 12

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: أي ضَرَبَهُ فَقَطَعَهُ، يُقَال: خَتْرَفَهُ بالسَّيْفِ: إذا قَطَعَ أَعْضَاءَهُ.

  [خنتف]: الخُنْتُفُ، كقُنْفُذٍ، هكذا في سائرِ النُّسَخِ، وَهو غَلَطٌ، وقد أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والصَّوابُ: الخُتْفُ بالضَّمِّ وسُكُونِ التَّاءِ الفَوْقِيَّةِ⁣(⁣١)، قال ابنُ دُرَيْدٍ في الجَمْهَرَةِ: هو السَّذَابُ، فيما زَعَمُوا، لُغَةٌ يَمَانِيّةٌ، وهكذا ضَبَطَهُ بالضَّمِّ، ومِثْلُه في العُبَابِ، واللِّسَانِ، والتَّكْمِلَةِ، والذي ذَكَرَهُ الأَزْهَرِيُّ في تركيب «خ ف ت»⁣(⁣٢)، ما نَصُّه: ثَعْلَبٌ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ: الخُفْتُ، بضَمِّ الخاءِ وسُكُونِ الفاءِ: السَّذَابُ وهو الفَيْجَلُ، والفَيْجَنُ⁣(⁣٣)، ولم يَذْكُرْهُ الدِّينَوَرِيُّ في كتابِ النَّبَاتِ.

  [خجف]: الْخَجْفُ بالفَتْحِ، والْخَجِيفُ، كأَمِيرٍ، أَهْمَلَهُمَا الجَوْهَرِيُّ، وقال اللَّيْثُ: هما لُغَتَانِ في الجَخْفِ وَالجَخِيفِ، بتَقْدِيمِ الجيمِ على الخاءِ، وهما: الْخِفَّةُ وَالطَّيشُ مع الكِبْرِ، قال: والخَجِيفُ أَيضاً: الْقَضِيفُ، وهي بِهَاءٍ، ج، أي جَمْعُ الخَجِيفَةِ: خِجَافُ، كصِحَافٍ وَصَحِيفَةٍ، أَو الصَّوَابُ تَقْدِيمُ الْجِيمِ، قال الأَزْهَرِيُّ: لمْ أَسْمَعْ الخَجِيفَ - الخاءُ قبلَ الجيمِ - في شيْءٍ مِن كلامِ العَرَبِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وفي العُبَابِ: الذي ذَكَرَهُ الأَزْهَرِيُّ عن اللَّيْثِ هو في تركيب «ج خ ف» الجيمُ قبلَ الخاءِ⁣(⁣٤). انتهى.

  وَلم يذْكُرِ اللَّيْثُ في هذا التركيب شَيْئا، ولم يذكرِ اللُّغَتَيْنِ، والذي في التَّكْمِلَةِ ما نَصُّه: وحكَى الأَزْهَرِيُّ في هذا التركيب حِكَايةً عن اللَّيْثِ، قال: والخَجِيفَةُ: المَرْأَةُ القَضِيفَةُ⁣(⁣٥)، وهُنَّ الخجَافُ، ورَجُل خَجِيفٌ: قَضِيفٌ⁣(⁣٥)، وَوَجَدْتُه في كتابِ اللَّيْث في تركيب «ج خ ف»، الجِيمُ قبلَ الخَاءِ. انتهى.

  ففي العِبَارَتَيْن مُخَالَفَةٌ ظاهِرَةٌ، فتَأَمَّلْ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه: الخَجِيفَةُ: التَّكَبُّرُ، يُقَال: ما يَدَعُ فُلانٌ خَجِيفَتَهُ، كما في العُبَابِ، وغُلامٌ خُجَافٌ: صَاحِبُ تَكَبُّرٍ وضَجَرٍ⁣(⁣٦)، كما حَكَاهُ يعقوبُ، كما في اللِّسَانِ.

  [خدف]: الْخَدْفُ، هكذا هو مَكْتُوبٌ بالأَحْمَرِ، مع أنَّ الجَوْهَرِيَّ ذكَرَه هنا، ولذا لم يَقُلْ صاحِبُ التَّكْمِلَةِ هنا: أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ علَى عَادتِهِ، وكأَنَّ الجَوْهَرِيَّ لمَّا لم يذْكُر في هذا التركيبِ غيرَ الخَنْدَفَةِ، وخِنْدِف، ولم يَذْكُرْ من مَعانِي الخَدْفِ شَيْئًا، جَعَلَهُ مُهْمَلاً عندَه، وجعَل نُونَ الخَنْدَفَةِ، وخِنْدَفَ، أَصْلِيَّةً، وهذا غريبٌ مِن المُصَنِّف، فإِنَّ ابنَ الأَعْرَابِي صَرَّح بأَنَّ الخنْدَفَةَ مُشْتَقٌّ مِن الخَدْفِ، وهو الاخْتِلاسُ، قال ابنُ سِيدَه: فإنْ صَحَّ ذلك فالخَنْدَفَةُ ثُلاثِيَّةٌ، فالأَوْلَى كَتْبُه بالسَّوادِ، فإِنَّهُ ليس بمُهْمَلٍ عندَ الجَوْهَرِي، وَسيأتي البحثُ فيما بَعْدُ.

  قال ابنُ دُرَيْدٍ: الخَدْفُ: سُرْعَةُ الْمَشْيِ وتَقَارُبُ الْخَطْوِ، وَفي اللسَانِ: الخُطَا⁣(⁣٧).

  قلتُ: ومنه قَوْلُهم: خَنْدَفَ الرَّجُلُ: إذا أَسْرَعَ، ومِن هنا قال الجَوْهَرِيُّ في هذا التَّرْكِيبِ: الخَنْدَفَةُ، كالهَرْوَلَةِ، ومنه سُمِّيَتْ - زعَمُوا - خِنْدِفَ، كما سيأْتِي.

  والخَدْفُ: سُكَّانُ السَّفِينَةِ، عن أَبي عَمْرٍو، هكذا في العُبَابِ، والذي في اللسَانِ، والتَّكْمِلَةِ: الذي للسَّفِينَةِ، فتأَمَّلْ.

  وخَدَفَ فُلانٌ في الخَصْبِ، يَخْدِفُ، خَدْفاً: إذا تَنَعَّمَ، وَتَوَسَّعَ.

  وخَدَفتِ السَّمَاءُ بِالثَّلْجِ: رَمَتْ بِه، هكذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، وقد تَقدَّم عن ابي المِقْدَامِ السُّلَمِي أَنَّه: جَدَفَتْ، بالجِيمِ والدَّالِ، والذَّالُ لُغَةٌ فيه، فإِذَنْ الخاءُ تصْحِيفٌ مِن الصَّاغَانِيِّ، فتَنَبَّهْ لذلك.

  وقال ابنُ الأعْرَابِيِّ: امْتَعَدَهُ، وامْتشَقَهُ، واخْتَدَفَهُ، وَاخْتَوَاهُ واخْتَاتَهُ، وتَخَوَّتَه، وامْتَشَنَهَ: إذا اخْتَطَفَه، وَنُقِلَ عن غيرِهِ: اخْتَدَفَه: اخْتَلَسَهُ، وَسيأْتِي أنَّ ابنَ الأَعْرَابِيِّ جَعَلَ خِنْدَفَةَ مُشْتَقًّا مِنْ خَدَفَ، وقال: هو الاخْتِلاس، فإِذَن


(١) كما في التكملة، نقلاً عن ابن دريد، واللسان.

(٢) انظر التهذيب ٧/ ٣٠٦.

(٣) في القاموس: والفيجن: السذاب وفي التاج وتبدل نونه لاماً، وقال ابن دريد: ولا أحسبها عربية صحيحة.

(٤) كذا بالأصل ولم يرد في التهذيب ٧/ ٦٧ «جخف» أي من هذه المعاني عن الليث والذي ذكره الأزهري عنه هو في مادة خجف ٧/ ٦٦.

(٥) الذي في التكملة بالصاد المهملة، والمثبت كرواية التهذيب.

(٦) في اللسان: وفخر.

(٧) في اللسان: مشي فيه سرعة وتقارب خُطًى.