تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الخاء مع الفاء

صفحة 163 - الجزء 12

  وخَرِف الرَّجُلُ، كَفَرِحَ: أُولِعَ بِأَكْلِ الْخُرْفَةِ، بالضَّمِّ، وَهي جَنَى النَّخْلَةِ.

  وأَخْرَفَهُ الدَّهْرُ: أَفْسَدَهُ، وَأَخْرَفَ النَّخْلُ: حَان لَهُ أَنْ يُخْرَفَ، أي يُجْنَى، كقولِك: أَحْصَدَ الزَّرْعُ، ولو قال: حَانَ خَرَافُهُ، كان أَخْصَرَ.

  وأَخْرَفَتِ الشَّاةُ: وَلَدَتْ في الخَرِيفِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَأَنْشَدَ للكُمَيْتِ:

  تَلْقَى الْأَمَانَ علَى حِيَاضِ مُحَمدٍ ... ثَوْلَاءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أَطْلَسُ

  قال الصّاغَانِيُّ: ولم أَجِدْهُ في شِعْرِهِ: قلتُ: ويُرْوَى بَعْدَهُ:

  لاذِي تَخافُ ولا لِذَلِكَ جُرْأَةٌ ... تُهْدَى الرَّعِيَّةُ مَا اسْتَقَامَ الرِّيِّسُ

  يَمْدَحُ محمدَ بنَ سليمانَ الهَاشِميَّ، وقد مَرَّ ذِكْرهُ في «حوض»⁣(⁣١) وفي «رأَس».

  وأَخْرَفَ الْقَوْمُ: دَخَلُوا فِيهِ، أي: في الخَرِيفِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وكذلك: أَصَافُوا، وأَشْتَوْا، إِذَا دَخُلوا في الصَّيْفِ والشِّتاءِ.

  وأَخْرَفَتِ الذُّرَةُ: طَالَتْ جِدًّا، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

  وقال اللَّيْثُ: أَخْرَفَ فُلانًا نَخْلَةً: إذا جَعَلَهَا له خُرْفَةً يَخْتَرِفُهَا.

  وفي الصِّحاحِ: قال الْأُمَوِيُّ: أَخْرَفَتِ النَّاقَةُ: وَلَدَتْ في مِثْلِ الْوَقْتِ الذِي حَمَلَتْ فيه من قابِلٍ، وهي مُخْرِفٌ، وَقال غيرُهُ: المُخْرِفُ: النَّاقَةُ التي تُنْتَجُ في الخَرِيفِ، وهذا أَصَحُّ⁣(⁣٢)؛ لأَنَّ الاشْتِقَاقَ يَمُدُّهُ، وكذلك الشَّاةُ.

  وخرَّفَهُ، تَخْرِيفاً نَسَبَهُ إلى الْخَرَفِ، أي: فَسَادِ العَقْلِ.

  وخَارَفَهُ، مُخَارَفَةً: عَامَلَهُ بالْخَرِيفِ، وَفي العُبَابِ: مِن الخَرِيفِ، كالمُشَاهَرَةِ، مِنَ الشَّهْرِ.

  ورَجُلٌ مُخَارَفٌ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، أي: مَحْرُومٌ مَحْدُودٌ، والجِيمُ والحاءُ لُغَتَانِ فيه.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  أَرْضٌ مَخْرُوفَةٌ: أَصابَهَا مَطَرُ الخَرِيفِ.

  وَخُرِفَتِ البَهائِمُ، بالضَّمِّ: أَصَابَهَا الخَرِيفُ، أو أَنْبَتَ لها ما تَرْعَاهُ، قال الطِّرِمَّاحُ:

  مِثْلَ مَا كَافَحَتْ مَخْرُوفَةً ... نَصَّهَا ذَاعِرُ رَوْعٍ مُؤَامْ

  يعْنِي الظَّبْيَةَ التي أَصابَهَا الخَرِيفُ.

  وَأَخْرَفُوا: أَقامُوا بالمَكانِ خَرِيفَهم.

  وَالمَخْرَفُ، كمَقْعَدٍ: مَوْضِعُ إِقَامَتِهم ذلكَ الزَّمَنَ، كأَنَّهُ على طَرْحِ الزَّائِدِ، قال قَيْسُ بنُ ذَرِيحٍ:

  فَغَيْقَةُ فَالْأَخْيَافُ أَخْيَافُ ظَبْيَةٍ ... بِهَا مِنْ لُبَيْنَى مَخْرَفٌ ومَرَابِعُ

  وَخَرَفُوا في حَائِطِهم: أَقَامُوا فيه وَقْتَ اخْتِرَافِ الثِّمَارِ، وَقد جاءَ ذلك في حَدِيثِ عُمَرَ ¥، كقَوْلِك: صَافُوا وشَتُوا، إذا أَقامُوا في الصَّيْفِ والشِّتَاءِ.

  وَعَامَلَهُ مُخَارَفَةً، وخِرَافاً: مِنَ الخَرِيفِ، الأَخِيرَةُ عن اللِّحْيَانِيِّ، وكذا اسْتَأْجَرَهُ مُخَارَفَةً وخِرَافاً، عنه أَيضاً.

  وَاللَّبَنُ الْخَرِيفُ: الطَّرِيُّ الحَدِيثُ العَهْدِ بالحَلْبِ، أُجْرِيَ مُجْرَى الثِّمَارِ التي تَخْتَرَفُ، علَى الاسْتِعَارةِ، وبه فَسَّرَ الهَرَوِيُّ رَجَزَ سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ:

  لم يَغْذُهَا مُدٌّ ولَا نَصِيفُ ... ولَا تُمَيْرَاتٌ ولَا رَغِيفٌ⁣(⁣٣)

  لكِنْ غَذَاهَا اللَّبَنُ الْخَرِيفُ

  وَرَوَاهُ الأَزْهَرِيُّ: «لَبَنُ الْخَرِيفِ» وقال: اللَّبَنُ يكونُ في الخَرِيفِ أَدْسَمَ.

  وَالمَخْرَفُ، كمَقْعَدٍ: النَّخْلَةُ نَفْسُهَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  وَخَرَفَ الرَّجُلُ، يَخْرُفُ، مِن حَدِّ نَصَرَ: أَخَذَ مِن طُرَفِ الفَوَاكِهِ.

  وَالمَخْرِفُ، كمَجْلِسٍ: لُغَةٌ في المَخْرَفِ، كمَقْعَدٍ،


(١) كذا، ولم يرد في «حوض».

(٢) يؤيده قول شمر - كما نقله في التهذيب - قال: ولا أعرف أخرفت بهذا المعنى إلا من الخريف، تحمل الناقة فيه وتضع فيه.

(٣) الصحاح «عجف» برواية: «ولا تعجيف» والتعجيف الأكل دون الشبع.