تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خيف]:

صفحة 209 - الجزء 12

  وخَيْفُ الْجَبَلِ⁣(⁣١): ع آخَرُ، كلُّ ذلك سُمِّيَ به؛ لأَنَّه في سَفْحِ الجَبَلِ.

  وأَخَافَ الرَّجُلُ إخَافَةً، أيْ أَتَى إلى خَيْف مِنًى فَنَزَلَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، كأَخْيَفَ، كما في المُحْكَمِ، وهو علَى الأَصْلِ.

  وقال يُونُس: اخْتَافَ: أَتَى خَيْفَ مِنًى، كامْتَنَى: إذا أَتَى مِنًى.

  وأَخافَ السَّيْلُ الْقَوْمَ: أَنْزَلَهُمْ الْخَيْفَ، قَالَهُ ابنُ عَبّاد.

  وقال أَبو عمرٍو: الْخَيْفَةُ: السِّكِّينُ، وَهي الرَّمِيضُ.

  والخَيْفَةُ: عَرِينُ الْأَسَدِ، هكذا ذكَره ابنُ عَبَّادٍ في هذا التَّرْكيبِ، قال الصَّاغَانِيُّ: فإِن اشْتُقَّتْ من الخَوْفِ، فمَوْضِعُ ذِكْرِها «خ وف».

  والْخَيَفُ، مُحَرَّكَةً، في الْفَرَسِ وغيرِهِ: زُرْقَةُ إِحْدَى الْعَيْنَيْنِ وسَوَادُ الْأُخْرَى، جَمَلٌ أَخْيَفُ، ونَاقَةٌ خَيْفاءُ، وكذلك هو مِن كُلِّ شَيءٍ إِحْدَى عَيْنَيْهِ زَرْقاءُ والأُخْرَى سَوْداءُ، وفي الجَمْهَرِةِ: والأُخْرَى كَحْلاءُ، بَدَل سَوْدَاءَ، وَجَمَعَ بينهما في اللِّسَانِ، فقَالَ: سَوْداءَ كَحْلاءَ، وفي الحديثِ، في صِفَةِ أَبي بكرٍ ¥: «أَخْيَفُ بَنِي تَيْمٍ».

  والخَيْفُ في الْإِبِلِ: سَعَةُ الثَّيْلِ، يُقَال: نَاقَةٌ خَيْفَاءُ، وَجَمَلٌ أَخْيَفُ، بالمَعْنَيَيْن، بَيِّنَا الخَيَفِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقال الْفَقْعَسِيُّ⁣(⁣٢):

  صَوَّى لَهَا ذَاكِدْنَةٍ جُلْذِيَّا ... أَخْيَفَ كانتْ أُمُّهُ صَفِيَّا

  أَو الْخَيفْاءُ مِن النُّوقِ: الْوَاسِعَةُ الضَّرْعِ، وقيل: الْواسِعَةُ جِلْدِهِ، أو لا تَكُونُ خَيْفَاءَ حتى تَخْلُوَ مِن اللَّبَنِ، وَتَسْتَرْخِيَ، هكذا في النُّسَخِ، والصَّوابُ: يَخْلُوَ ويَسْتَرْخِيَ، أي: الضَّرْعُ، ج: خَيْفَاوَاتٌ، نَادِرَةٌ، لأَنَّ فَعْلاواتِ إِنَّمَا هي لِلاسمِ، أو لِلصَّفَةِ الغَالِبَةِ غَلَبَةَ الاسْمِ، كقَوْلِه : «لَيْسَ في الخَضْرَاوَاتِ صَدَقَةٌ».

  وجَمْعُ الْأَخْيَفِ: خِيفٌ، وخُوفٌ، بالكَسْرِ والضَّمِّ.

  ومِن المَجَازِ: هُم أَخْيَافٌ، أي مُخْتَلِفُونَ، كما في الأَسَاسِ، زَادَ الصَّاغَانِيُّ: في أَشْكَالِهم، وهَيْآتِهِم، وفي اللِّسَانِ: الأَخْيَافُ: الضُّروبُ المُخْتَلِفةُ في الأَخْلاقِ وَالأَشْكَالِ.

  ويُقَال: إِخْوَةٌ أَخْيَافٌ، إِذا كانَتْ أُمُّهُمْ وَاحِدَةٌ والْآبَاءُ شَتَّى، وَمنه قَوْلُهُم: «النَّاسُ أَخْيَافٌ»، إذا كانوا لا يَسْتَوُونَ، وَهو مَجَازٌ، قال الشَّاعِرُ:

  النَّاسُ أَخْيَافٌ وشَتَّى في الشِّيَمْ ... وكُلُّهم يَجْمَعُه بَيْتُ الأَدَمْ

  وَمعنى بَيْت الأَدَم، أي: أَدِيمُ الأَرْضِ يَجْمَعُهم، كلُّ ذلك نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ.

  وقال ابنُ عَبَّادٍ: خَيَّفَ، إِذا نَزَلَ مَنْزِلاً، وَكذلك خَيَّمَ.

  قال: وخَيَّفَ عَنِ الْقِتَالِ: إذا نَكَصَ.

  وقال اللَّيْثُ: خُيِّفَ الْأمْرُ بَيْنَهم، بِالضَّمِّ، تَخْيِيفاً وُزِّعَ، وَنَصُّ الأَسَاسِ: خُيِّفَ المالُ، وهو مَجازٌ.

  وخُيِّفَ عُمُورُ اللِّثَةِ بَيْنَ الْأَسْنَانِ: أي تَفَرَّقَتْ، قَالَهُ اللَّيْثُ، وهو مَجَازٌ، وقول رَبِيعَةَ بنِ مَقْرُومٍ الضَّبِّيّ:

  وَبَارِداً طَيِّباً عَذْباً مُقَبَّلُهُ ... مُخَيَّفاً نَبْتُهُ بالظَّلْمِ مَشْهُودَا

  المُخَيَّفُ: مِثْلُ المُخْلَّلِ، أي قد خُيِّفَ بالظَّلْمِ.

  وتَخَيَّفَ فُلانٌ أَلْوَانًا: إذا تَغَيَّرَ أَلْوَانًا، قال الكُمَيْتُ:

  وَمَا تَخَيَّفَ أَلْوَانًا مُفَنَّنَةً ... عَنِ الْمَحَاسِنِ مِنْ أَخْلَاقِهِ الوُظُبِ⁣(⁣٣)

  وسَمَّوْا أَخْيَفَ، كَأَحْمَدَ، وَيُقَال: أُخَيْفٌ، كزُبَيْرٍ، وقد تقدَّم في «أ خ ف» الاخْتِلافُ في اسْمِ المُجْفِرِ بنِ كَعْبٍ التمِيمِيِّ، فرَاجِعْهُ.


(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «الخيل» ومثلها في معجم البلدان وقال: موضع جاء في شعر سويد بن جدعة القسري فقَالَ:

وَنحن نفينا خثعماً عن بلادها ... تقتل حتى عاد مولى سنيدها

فريقين: فرق باليمامة منهم، ... وَفرق بخيف الخيل تبرى حدودها

(٢) عن اللسان «صوى» وبالأصل «وقال المعني» والشطران وردا في اللسان هنا وفي «جلذ» بدون نسبة.

(٣) عن التكملة وبالأصل «الوصب».