تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رحف]:

صفحة 222 - الجزء 12

  لمَطْرُودِ بنِ كَعْبٍ الخُزَاعِيُّ يَرْثِي عبدَ المُطَلِبِ بنِ هاشمٍ:

  الْمَطْعِمُونَ الشَّحْمَ كُلَّ عَشِيَّةٍ ... حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ في الرَّجَّافِ⁣(⁣١)

  وَقد رَجَفَ البَحْرُ: اضْطَرَبَ مَوْجُه.

  وقال شَمِرٌ: الرَّجَّافُ: يَوْمُ الْقِيَامَةِ.

  وقال ابنُ عَبَّادٍ: الرَّجَّافُ الجِسْرُ على الفُرَات، ووُجِدَ في النُّسَخِ هنا: الحَشْرُ⁣(⁣٢)، بالحاءِ والشَّيْنِ، وهو تَصْحِيفٌ.

  قال: والرَّجَّافُ: ضَرْبٌ مِن السَّيْرِ.

  قال: والرَّاجِفُ: الْحُمَّى ذَاتُ الرِّعْدَةِ، لأَنَّهَا تَرْجُفُ مَفَاصِلَ مَن هِيَ به.

  وأَرْجَفَتِ النَّاقَةُ: إذا جَاءَتْ مُعِييَةً مُسْتَرْخِيَةً أُذُنَاهَا تَرْجُفُ بِهِمَا.

  وقال اللَّيْثُ: أَرْجَفَ الْقَوْمُ: إذا خَاضُوا في أَخْبَارِ الْفِتَنِ، ونَحْوِهَا مِن الأَخْبَارِ السَّيِّئَةِ، قال: ومنه قَوْلُه تعالى: {وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ}⁣(⁣٣)، قال اللَّيْثُ: وهمُ الذين يُوَلِّدُونَ الأَخْبَارَ الكَاذِبَةَ، التي يكونُ مَعَها اضْطِرَابٌ في النَّاسِ، وقال الرَّاغِبُ: الإِرْجَافُ: إِيقاعُ الرَّجْفَةِ، إِمَّا بالقَوْلِ، وإِمَّا بالفِعْلِ. ويُقَال: أَرْجَفُوا في الشَّيْءِ، وبه: إذا خَاضُوا فيه.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: رَجَفَتِ الْأَرْضُ: زُلْزِلَتْ، كأُرْجِفَتْ أَيضاً بِالضَّمِّ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  أَرْجَفَتِ الرِّيحُ الشَّجَرَ: حَرَّكَتْهُ. وَرَجَفَتِ الأَسْنَانُ: تَساقَطَتْ.

  وَاسْتَرْجَفَت الإِبِلُ رُؤُوسَها في السَّيْرِ: حَرَّكَتْهَا، قال ذُو الرُّمَّةِ:

  إِذْ حَرَّكَ الْقَرَبُ الْقَعْقَاعُ أَلْحِيَهَا ... وَاسْتَرْجَفَتْ هَامَهَا الْهِيمُ الشَّغَامِيمُ

  وَالأَرْجَافُ: وَاحِدُ أَرَاجِيفِ الأَخْبَارِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَيُقَال: الأَرَاجِيفُ مَلَاقِيحُ الفِتِنِ، قَالَهُ الرَّاغِبُ، وفي الأَسَاسِ: الإرْجَافُ: مُقَدِّمَةُ الكَوْنِ، وإذا وَقَعَتِ المَخَاوِيفُ، كَثُرَت الْأَراجِيفُ.

  وَيُقَال: خَرَجُوا يَسْتَرْجِفُونَ الأَرْضَ نَجْدَةً، وهو مَجَازٌ كَمَا في الأَسَاسِ. وَالرَّجَفانُ، مُحَرَّكَةً: الإِسْرَاعُ، عن كُرَاعٍ.

  [رحف]: أَرْحَفَ الرَّجُلُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أي حَدَّدَ سِكِّينًا، ونَحْوَهُ يُقال: أَرْحَفَ شَفْرَتَهُ حتى قَعَدَتْ كَأَنَّهَا حَرْبَةٌ، ومعنى قَعَدَتْ: صارَتْ، قال الأَزْهَرِيُّ: كأَنَّ الْحَاءَ مُبْدَلَةٌ مِن الْهَاءِ، وَالأَصْلُ: أَرْهَفَ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  سَيْفٌ رَحِيفٌ: أي مُحَدَّدٌ.

  [رخف]: الرَّخْفُ: الزُّبْدُ الرَّقِيقُ، كما في الصِّحاحِ، أَو الْمُسْتَرْخِي، كما في المُحْكَمِ، كالرَّخْفَةِ، وَهي المُسْتَرْخِيَةُ الرَّقِيقَةُ مِن الزُّبْدِ، اسْمٌ لها، كما في المُحْكَمِ، وَأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لجَرِيرٍ:

  نُقَارِعُهُمْ وتَسْأَلُ بِنْتُ تَيْمٍ ... أَرَخْفٌ زَبْدُ أَيْسَرَ أَمْ نهِيدُ؟

  يقول: أَرَقِيقٌ هو أَم غَلِيظٌ؟.

  ج: رِخَافٌ، وَأَنْشَدَ اللَّيْثُ لحَفْصٍ الْأَمَوِيِّ:

  تَضْرِبُ ضَرَّاتِهَا إذا اشْتَكَرَتْ ... نَافِطُهَا والرِّخَافُ تَسْلَؤُهَا⁣(⁣٤)

  والرَّخْفُ: ضَرْبٌ مِن الصِّبْغِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  ورَخَفَ الْعَجِينُ، كَنَصَرَ، وفَرِحَ، وكَرُمَ، وَعلَى الثَّانِي اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ، رَخْفاً بالفَتْحِ، مَصْدَرُ الأَوَّلِ، ورَخَفاً مُحَرَّكَاً، مَصْدَرُ الثانِي، ورَخَافَةً ورُخُوفَةً، مَصْدَرُ الثالِث،


(١) البيت في سيرة ابن هشام على هامش الروض للسهيلي ١/ ٢٠٣ من أبيات لمطرود الخزاعي يرثي عبد المطلب مطلعها:

يا أيها الرجل المحوّل رحله ... هلّا سألت عن آل عبد منافِ

وَصدر البيت الشاهد:

وَالمنعمين إذا الرياح تناوحت

(٢) وهي رواية القاموس المطبوع، وفي التكملة: «الجسر» كالأصل.

(٣) سورة الأحزاب الآية ٦٠.

(٤) اللسان «شكر» بدون نسبة وروايته فيها:

نضرب دراتها إذا شكرت ... بأَقطها والرخاف نسلؤها

وَفسر الرَّخْفَة بالزبدة. والرواية المثبتة كاللسان «رخف».