تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رسف]:

صفحة 228 - الجزء 12

  ورَزَّافَاتُ بَلَدِ كَذا بالتَّشْدِيدِ: مَا دَنَا مِنْهُ، وَمِنْه قَوْلُ لَبِيدٍ رَضِيَ الله تعالَى عنه:

  فالغُرَابَاتُ فَرَزَّافَاتُهَا ... فبِخِنْزِيرٍ فأَطْرَافِ حُبَلْ⁣(⁣١)

  وتَقْدِيمُ الزَّاي لُغَةٌ في الكُلِّ، كما سيأْتِي.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الرَّزْفُ، بالفَتْحِ: الإسْرَاعُ، عن كُرَاعٍ.

  وَأَرْزَفَ السَّحَابُ: صَوَّتَ، كأَرْزَمَ.

  وَقال ابنُ فارِسٍ: الرَّزَفُ، بالتَّحْرِيكِ: الهُزَالُ، قال: وَذُكِرَ فيه شِعْرٌ لا أَدْري كيفَ صِحَّتُه، وهو:

  يَا أَبا النَّضْرِ تَحَمَّلْ عَجَفي ... إنْ لَم تَحَمَّلْهُ فقَدْ جارَ زَفِي⁣(⁣٢)

  وَأُرْزِفُ به، بالضَّمِّ: أَوضِعَ به، عن ابنِ عَبَّادٍ.

  [رسف]: رَسَفَ، يَرْسُفُ، ويَرْسِفُ، مِن حَدَّيْ: ضَرَب، ونَصَر، كما في الصِّحاحِ، رَسْفاً، بالفَتْحِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، ورَسِيفاً، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، ورَسَفَانًا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، مَشى مَشْيَ الْمُقَيَّدِ إِذا جاءَ يَتَحَامَلُ بِرِجْلِهِ مَعَ القَيْدِ، فهو رَاسِفٌ، وفي حديثِ صُلْحِ الحُدَيْبِيَةِ: «فدَخَلَ أَبو جَنْدَلِ بنِ سُهَيْلٍ ¥ يَرْسُفُ في قُيُودِهِ» وَقال أَبو صَخْرٍ الهَذَلِيُّ يَصِفُ سَحَاباً:

  وَأَقْبَلَ مَرَّاً إِلَى مِجْدَلٍ ... سِيَاقَ الْمُقَيَّدِ يَمْشِي رَسِيفَا⁣(⁣٣)

  وقال غيرُه:

  يُنَهْنِهُنِي الْحُرَّاسُ عَنْهَا فَلَيْتَنِي ... قَطَعْتُ إِلَيْهَا اللَّيْلَ بِالرَّسَفَانِ⁣(⁣٤)

  وإِرْسَافُ الْإِبِلِ: طَرْدُها مُقَيَّدَةً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن أَبي زَيْدٍ.

  وأُرْسُوفُ، بِالضَّمِّ، هكذا في نُسَخ العُبَابِ، والتَّكْمِلَةِ، وَضَبَطَهُ ياقُوتُ بِالفَتْحِ، وقال: د، بِسَاحِلِ بَحْرِ الشَّأْمِ، بَيْنَ قَيْسَارِيَّةَ ويَافَا، كان بها خَلْقٌ مِن المُرَابِطِينَ، منهم أَبو يَحْيى زكريَّاءُ بنُ نافِعٍ الأُرْسُوفيُّ، وغيرهُ، ولم تَزَلْ بأَيْدِي المسلمين إلى أَن فَتَحَهَا كُنْدفرى صاحبُ القُدسِ سنة ٤٩٤، وهي في أَيْدِيهمِ إلى الآن.

  قلتُ: وقد فُتِحَتْ في زَمَنِ الناصِرِ صَلاحِ الدِّين يُوسُفَ، تَغَمَّدَهُ الله برَحْمَتِه، سنة ستِّمائةٍ وسبعين، فهي بأَيدِي المسلمينَ إِلَى الآن.

  وارتَسَفَّ الشَّيْءُ، ارتِسفَافاً⁣(⁣٥) كَاكْفَهَرَّ: ارتَفَعَ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  يُقَال للبَعِيرِ - إِذا قَارَبَ الخَطْوَ، وأَسْرَعَ الإِجَارَةَ⁣(⁣٦)، وهي رَفْعُ القَوائِمِ ووَضْعُها -: رَسَفَ، فإِذا زَادَ على ذلك فهو: الرَّتَكانُ، ثم الحَفْدُ بعدَ ذلك، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، وصاحبُ اللِّسَانِ.

  [رشف]: الرَّشَفُ، مُحَرَّكَةً: الْمَاءُ الْقَلِيلُ يَبْقَى في الْحَوضِ، وهو وَجهُ الْمَاءِ الذي تَرْشُفُهُ الْإِبِلُ بِأَفْوَاهِهَا نَقَلَهُ اللَّيْثُ، وكذلك الرَّشْفُ، بالفَتْحِ، كما في اللَسَانِ.

  قال: والرَّشِيفُ، كَأَمِيرٍ: تَنَاولُ الْمَاءِ بِالشَّفَتَيْنِ، قال الأَزْهَرِيُّ: وَسَمِعْتُ أَعْرَابيّاً يقول: «الجَرْعُ أرْوَى، والرَّشِيفُ أَشْرَبُ» قال: وذلك أنَّ الإِبِلَ إذا صَادَفَت الحوْضَ مَلآنَ جَرَعَتْ مَاءَهُ جَرْعاً يَمْلأُ أَفْواهَهَا، وذلك أَسْرَعُ لِرِيِّهَا، وإذا سُقِيَتْ عَلَى أَفْوَاهِهَا قَبْلَ مَلْءِ الحَوْضِ، تَرَشَّفَتْ الماءَ بمَشَافِرِهَا قَلِيلاً قَلِيلاً، ولا تكاد تَرْوَى منه، والسُّقاةُ إذا فَرَطُوا


(١) معجم البلدان «زرافات» و «حبل» برواية فزرافاتها، قال: وزرافات اسم موضع.

(٢) روايته بالأصل:

يا أبا النضر تحنا العجفى ... إن لم تحمله فقدحا رزفا

وَالرواية المثبتة للشعر عن ابن فارس، المقاييس ٢/ ٣٨٨.

(٣) البيت في ديوان الهذليين ٢/ ٧٠ في شعر صخر الغي، وليس لأبي صخر كما ورد بالأصل، وفسر الرسيف هو أن تقيد الدابة فتقارب الخطو، فيقال عند ذلك: مرّ يرسف في قيده. وَالذي بالأصل «وأقبل من إلى مجدل» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: من إلى، لعله، منه، أو بتشديد النون أو نحو ذلك» والمثبت عن ديوان الهذليين، وفيه: مرّ ومجدل: موضعان.

(٤) البيت في اللسان، ونسبه ابن بري للأخطل.

(٥) عن التكملة وبالأصل «ارتسافاً».

(٦) في التهذيب: الإحارة، بالحاء المهملة.