تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زعنف]:

صفحة 250 - الجزء 12

  وقال أَبو عَمْرٍو: الْمِزْعَافَةُ، والْمِزْعَامَةُ: مِن أَسْمَاءِ الْحَيَّة، وَمنه قَوْلُ الشَّاعِرِ:

  فَلَا تَتَعَرَّضْ أَنْ تُشَاكَ ولَا تَطَأْ ... بِرِجْلِكَ مِنْ مِزْعَافَةِ الرِّيقِ مُعْضِلِ

  أَراد: من حَيَّةٍ ذَاتَ رِيقٍ مُزْعِفٍ، وزادَ «مِن» في الواجِب، كما ذَهَبَ إِليه أَبو الحَسَن.

  وقال ابنُ عَبَّادٍ حِسْيٌ مُزْعَفٌ⁣(⁣١)، كَمُكْرَمٍ: أي لَيْسَ بِعَذْبٍ.

  وقال الخَارْزَنْجِيُّ في تَكْمِلَةِ العَيْنِ: أَزْعَفَ عَلَيْهِ: أي أَجْهَزَ عليه، قال: ومَوْتٌ مُزْعِفٌ، كَمُحْسِنٍ: أي قاتِلٌ، وَقيل: وَحِيُّ، كما ذكَره السُّكَّرِيُّ في شَرْحِ قَوْلِ أُمَيَّةَ بن أَبي عَائِذٍ:

  فَعَمَّا قَلِيلٍ سَقَاهَا مَعاً ... بمُزْعِفٍ ذِيفانِ قِشْبٍ ثُمَالِ⁣(⁣٢)

  وسَيْفٌ مَزْعِفٌ: لا يُطْنِي، أي لا يُبْقِي، قَالَه الأَصْمَعِيُّ، والْمُزْعِفُ: سَيْفٌ كان لعبدِ الله بنِ سَبْرَةَ أَحَدِ فُتَّاكِ الإسْلامِ، وفيه يقولُ:

  عَلَوْتُ بِالْمُزْعِفِ الْمَأْثُورِ هَامَتَهُ ... فَمَا اسْتَجَابَ لِدَاعِيهِ وقد سَمِعَا

  هكذا ضَبَطَهُ الأَزْهَرِيُّ، أَو هو بِالرَّاءِ، قال الصَّاغَانِيُّ: وَهكذا قَرَأْتُهُ في كتابِ [السيوف]⁣(⁣٣) لابْنِ الكَلْبِيِّ، بخَطِّ محمدِ بنِ العباسِ اليَزِيدِيِّ، وتحت الرَّاءِ عَلامةُ نُقطَةٍ، احْتِرازاً مِن الزَّايِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  زَعَفَ في حَدِيثهِ، أي زَادَ عليْه. أَو كَذَبَ فيه، كذا في اللِّسَانِ، والمُجْمَلِ.

  وَمَوْتٌ زُعَافٌ: وَحِيٌّ، وزَعَفَهُ، يَزْعَفُه، زَعْفاً: أَجْهَزَ عليْه.

  [زعنف]: الزِّعْنِفَةُ، بِالْكَسْرِ، والْفَتْحِ: الْقَصِيرُ، وَالْقَصِيرَةُ، وَاقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ علَى الكَسْرِ، وفَسَّرَه بالقَصِيرِ، وَفي المُحْكَمِ: وكُلُّ شَيْءٍ قَصِيرٍ: زِعْنِفَةٌ [وزَعْنَفَةٌ]⁣(⁣٤).

  والزَّعْنِفَةُ: طَائِفَةٌ مِن كُلِّ شَيْءٍ.

  والزِّعْنِفَةُ: طَرَفُ الْأَدِيمِ، كَاليَدَيْنَ، والرِّجْلَيْنِ، وَفي الصِّحاحِ: وأَصْلُ الزَّعَانِفِ أَطْرَافُ الأَدِيمِ وأَكارِعُهُ، قال أَوْسٌ:

  فَمَا زَالَ يَفْرِي الْبِيدَ حَتَّى كَأَنَّمَا ... قَوَائِمُهُ في جَانِبَيْهِ الزَّعَانِفُ

  أي: كأَنَّها مُعَلَّقَةٌ لا تَمَسُّ الأَرْضَ مِن سُرْعَتِهِ.

  قلتُ: وهو قَوْلُ ثَعْلَبٍ، وقال غيرُه: زَعَانِفُ الأَدِيمِ: أَطْرَافُه⁣(⁣٥) التي تُشَدُّ فيها الأَوْتَادُ، إذا مُدَّ في الدِّبَاغِ.

  والزَّعْنَفَةُ مِن كلِّ شَيْءٍ: الرَّذْلُ الرَّدِيءُ، علَى التَّشْبِيهِ بالْأَكَارِعِ.

  والزِّعْنِفَةُ: الْقِطْعَةُ مِن الْقَبِيلَةِ، تَشِذُّ وتَنْفَرِدُ، كَما في المُحْكَمِ.

  أَو هي الْقَبِيلَةُ الْقَلِيلَةُ، تَنْضَمُّ إِلَى غَيْرِهَا مِنْ الأَحْيَاءِ الكثيرَةِ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه أَيضاً.

  وقال أَيضاً: الزِّعْنِفَةُ: الْقِطْعَةُ مِن الثَّوبِ، أو أَسْفَلُهُ الْمُتَخَرِّقُ، وَقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: هو ما تَخَرَّقَ مِن أَسْفَلِ القَمِيصِ، يُشَبَّهُ به رُذَالُ النَّاسِ.

  والزِّعْنِفَةُ: الدَّاهِيَةُ، كأَنَّه مَأْخُوذٌ من معنَى القِصَرِ.

  ج، أي جَمْعُ الكُلِّ: زَعَانِفُ.

  وهي أي: الزَّعَانِفُ: أَجْنِحَةُ السَّمَكِ، قال المُبَرِّدُ: وبها شُبِّهَتِ الأَدْعِيَاءُ؛ لأَنَّهُمْ الْتَصَقُوا بالصَّمِيمِ، كما الْتَصَقَتْ تلك الأَجْنِحَةُ بعَظْمِ السَّمَكِ، وأَنْشَدَ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ:

  فَمَا زَالَ يَفْرِي الْبِيدَ حَتَّى كَأَنَّمَا ... قَوَائِمُه في جانِبَيْهِ الزَّعَانِفُ

  وقال الأَزْهَرِيُّ: كُلُّ جَمَاعَةٍ لَيْس أَصْلُهُمْ وَاحِداً زَعَانِفُ،


(١) ضبطت في التكملة بالقلم: مِزْعَف بكسر الميم فسكون ففتح.

(٢) ديوان الهذليين ٢/ ١٨٦ وعجزه بالأصل:

وَمزعفِ زيفان قِشبٍ شمال

وَالمثبت عن الديوان، وفسر الذيفان بالسم، وثمال: منقع.

(٣) زيادة عن التكملة.

(٤) زيادة عن اللسان.

(٥) اللسان: «نواحيه» وفي موضع آخر «أطرافه» كالأصل.