تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سقف]:

صفحة 276 - الجزء 12

  تَرَى له حِينَ سَمَا فَاحْرَنْجَمَا ... لَحْيَيْنِ سَقْفَيْنِ وخَطْما سَلْجَمَا

  وسُقْفُ، بِالضَّمِّ، ويُفْتَحُ: ع، وفي العُبَابِ: مَوْضِعانِ، قال الشَّمَّاخُ:

  كَأَنَّ الشَّبَابَ كان رَوْحَةَ راكِبٍ ... قَضَى وطَرَاً مِنْ أَهْل سُقْفِ لِغَضْوَرا⁣(⁣١)

  والسَّقَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: طُولٌ في انْجِنَاءِ يُقَال: رَجُلٌ أَسْقَفُ بَيِّنُ السَّقَفِ، كذا في الصِّحاحِ، والمُجْمَلِ، يُوصَفُ به النَّعَامُ وغَيْرُهُ، وهو أَسْقَفُ وقد سَقِفَ، سَقَفاً، قال بِشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ:

  يَبْرِي لها ضَرْبَ المُشَاشِ مُصَلَّمٌ ... صَعْلٌ هِبِلٌّ ذو مَنَاسِمَ أَسْقفُ

  ويُضَمُّ فيُقَال: أُسْقُفُ، وهي، أي: الأُنْثَى مِن النَّعَامِ، وَغيره، سَقْفَاءُ، وَحكَى ابنُ بَرِّي: والسَّقْفَاءُ من⁣(⁣٢) صِفَةِ النَّعَامَةِ، وأَنْشَدَ:

  وَالبَهْوُ بَهْوُ نَعَامَةٍ سَقْفَاءَ

  وَقال ابنُ حِلِّزَةَ:

  بِزَفُوفٍ كأَنَّهَا هِقْلَةٌ أُمْ ... مُ رِئالٍ دَوِّيَّةٌ سَقْفَاءُ

  قال ابنُ السِّكِّيتِ: ومِنْهُ اشْتُقَّ أُسْقُفُّ النَّصَارَى، زَادَ غيرُه: وسُقْفُهُمْ، كَأُرْدُنٍّ، أي بضَمِّ الأَوَّلِ وتَشْدِيدِ الآخِرِ، وَعَلَيه اقْتَصَرَ ابنُ السِّكِّيتِ، فيما نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، ولا نَظِيرَ له سِوَى: أُسْرُبٍّ، ويُقَال: أُسْقُفٌ، بتَخْفِيفِ الفاءِ، مثال قُطْرُبٍ، والأخِيرُ مِثْلُ قُفْلٍ، وهذا الذي ذَهَبْنَا إِليه هو ما اسْتَظْهَرَه شَيْخُنَا، فإِنَّه قال: الظَّاهِرُ أَنَّه أَشار بالمِثالَيْنِ الأَوَّلَيْنِ لضبط المَزِيد، الذي هو أسقُف وأنَّه يُقَال بتَشْدِيدِ الفاءِ كأُرْدُنٍّ، وبِتَخْفِيفهَا كقُطْرُبٍ، وقوله: وقُفْلٍ، مِثَالٌ لِسُقْفٍ المُجَرَّد، قال: والقَوْلُ بأَنَّهُ أَشَارَ لِزِيَادَةِ الْهَمْزَةِ وأَصَالَتِها بَعِيدٌ جِدًّا: اسْمٌ لِرَئِيسٍ لَهُم في الدِّينِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عن ابنِ السِّكِّيتِ، وهو أَعْجَمِيٌّ تكلَّمتْ به العربُ، وقيل: سُمِّيَ به لِخُضُوعِهِ، انْحِنَائِهِ في عِبَادَتِهِ، أَو الْمَلِكُ الْمُتَخَاشِعُ في مِشْيَتِهِ، أَو هو الْعَالِمُ في دِينِهم، أو هو فَوْقَ الْقِسِّيسِ ودُونَ الْمُطْرَانِ: ج: أَسَاقِفَةٌ، وأَساقِفُ، وَالسِّقِّيفَى، كَخِلِّيفَى: مَصْدَرٌ مِنْهُ، وَمنه الحَدِيثُ في مُصَادَرَةِ أَهْلِ نَجْرَانَ: «وعَلَى أَنْ لَا يُغَيِّرُوا أُسْقُفًّا مِن سِقِّيفَاهُ، ولَا وَاقِفاً مِن وِقِّيفَاهُ»⁣(⁣٣).

  وأُسْقُفَّةٌ أَيْضاً، أي بضَمِّ الأَوَّلِ وتَشْدِيدِ الفاءِ⁣(⁣٤): رُسْتَاقٌ بِالْأَنْدَلُسِ، نَزِهٌ نَضِرٌ شَجِرٌ، وقَصَبَتَهُ غَافِقٌ.

  والسَّقِيفَةُ: كَسَفِينَةٍ: الصُّفَّةُ أَو شِبْهُهَا مِمَّا يكونُ بَارِزاً، ومنها سَقِيفَةُ بَنِي سَاعِدَةَ، بالمدينةِ المُشْرَّفةِ، وهي صُفَّةٌ لها سَقْفٌ، فَعِيلَةٌ بمعنى مَفْعُولةٍ، جاءَ ذِكْرُهَا في حديثِ اجْتِمَاعِ المُهَاجِرِينَ والأَنْصَارِ.

  ومِن المَجَازِ: السَّقِيفَةُ: الْجِبَارَةُ مِن عِيدَانِ الْمُجَبِّرِ، جَمْعُهُ: سَقَائِفُ، قال الفَرَزْدَقُ:

  وَكنتُ كَذِي سَاقٍ تَهَيَّضَ كَسْرُهَا ... إذا انْقَطَعَتْ عنها سُيُورُ السَّقَائِفِ

  ومِن المَجَازِ أَيضا: السَّقِيفَةُ: كَالْقَبِيلَةِ مِن رَأْسِ الْبَعِيرِ، وَهي سَقَائِفُ الرَّأْسِ، قَالَهُ ابنُ عَبَّادٍ، ومنه قولُهُم: رأْسٌ عَظِيمُ⁣(⁣٥) السَّقَائِفِ، كما في الأَساسِ.

  ومِن المَجَازِ: السَّقِيفَةُ: لَوْح السَّفِينَةِ، يُقَال: سَفِينَةٌ مُحْكَمَةُ السَّقَائِفِ⁣(⁣٦)، أي: الأَلْوَاحِ، قال بِشْرٌ، يَصِفُ السَّفِينَةَ:

  مُعَبَّدَةِ السَّقَائِفِ ذَاتِ دُسْرٍ ... مُضَبَّرَةٍ جَوَانِبُهَا رَدَاحِ

  أَو كُلُّ خَشَبَةٍ عَريضَةٍ كَاللَّوْح، أو حَجَرٌ عَرِيضٌ يُسْتَطَاعُ أَنْ يُسَقَّفَ بِهِ نَامُوسُ الصَّائِدِ، وغيرُه: فهي سَقِيفَةٌ، قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

  فَلَاقَى عَلَيْهَا مِنْ صُبَاحَ مُدَمِّرًا ... لِنَامُوسِهِ من الصَّفِيحِ سَقَائِفُ


(١) بالأصل «لغفورا» والمثبت عن الديوان.

(٢) عن اللسان وبالأصل «في».

(٣) انظر الفائق ١/ ١٦١ فالحديث من كتاب النبي ص لأهل نجران حين صالحهم.

(٤) كذا وضبطت بالقلم في معجم البلدان بفتحة فوق الفاء دون تشديد، وَالأصل كالتكملة.

(٥) في الأساس: ورأس عريض السقائف وهي قبائله.

(٦) عن الأساس وبالأصل «السقاف».