تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سغب]:

صفحة 77 - الجزء 2

  كالخُيُوط، وقيل: جَرَى منه مَاءٌ صَافٍ فيه تَمَدُّد، وَاحِدُها سُعْبُوبُ. وقال ابن شُمَيْل: السَّعَابِيبُ: ما أَتْبَعَ يَدَكَ [من اللبن]⁣(⁣١) عند الحَلْب مثل النُّخَاعةِ يَتَمَطَّط، والواحد سُعْبُوبَةٌ.

  وتَسَعَّبَ الشيءُ: تَمَطَّطَ وكذلك تَسَعْبَبَ، عَنِ الصَّاغَانِيّ.

  والسَّعْبُ: كُلّ ما تَسَعَّبَ⁣(⁣٢) من شَرَابٍ وغَيْرِه وفي نسخة: أَو غيره.

  وانْسَعَبَ الماءُ وانثعب إذا سَالَ.

  وفي نَوَادِرِ الأَعْرَاب: هو مُسَعَّبٌ له كَذَا وكذا ومُسَغَّب ومُسَوَّغ ومُزَعَّبٌ⁣(⁣٣) كل ذلك بمَعْنًى واحِد.

  [سغب]: سَغِبَ الرجلُ كفَرِحَ يَسْغَبُ وسَغَب مِثْلُ نَصَر* يَسْغُب سَغْباً وسَغَباً المضبوط عندنا مَصْدَرُ الثَّاني أَولا والأَوَّل ثَانِيا، فَفِيهِ لَفُّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّب وسَغَابَةً وسُغُوباً بالضم في الأَخير عَنِ الصَّاغَانِيّ ومَسْغَبَةً: جَاعَ. والسَّغْبَةُ: الجُوعُ أَو لا يكُونُ ذلِك إلا مَعَ تَعَب نقله ابن دُرَيْد عن بَعْضِ أَهْلِ اللُّغَة، فهو سَاغبٌ لَاغبٌ ذُو مَسْغَبَة وسَغْبَانُ لَغْبَانُ وسَغِبٌ كَكَتِفٍ أَي جَوْعَانُ أَو عَطْشَان، وَهِي أَي الأُنثى سَغْبَى وجَمْعُهَا سِغَابٌ.

  وقال الفَرَّاءُ في قَوْلِهِ تَعَالَى: {فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ}⁣(⁣٤) أَي مَجَاعَةٍ.

  والسَّغَبُ مُحَرّكَةً أَيْضاً: العَطَشُ رُبَّما سُمِّي بِذَلك ولَيْسَ بمُسْتَعْمَلٍ قَالَه ابنُ دُرَيْد.

  وأَسْغَبَ الرجلُ فهو مُسْغِبٌ إِذا دَخَلَ في المَجَاعَة كما تقول: أَقْحَطَ إِذا دَخَل في القَحْطِ. وفي الحَدِيث «أَنَّهُ قَدِم خَيْبَر⁣(⁣٥) وهم مُسْغِبُون» أَي جِيَاعٌ، هكذا فُسِّر.

  وَهُوَ مُسَغَّبٌ لَهُ كَذَا ومُسَعَّبٌ أَي مُسَوَّغٌ، وقد تَقَدَّمَ النَّقْلُ عن النوادر آنِفاً⁣(⁣٦).

  [سقب]: السَّقْبُ: وَلَد النَّاقَة أَو سَاعَةَ ما يُولَدُ أَوْ خاصُّ بالذَّكَر بالسِّين لا غَيْر.

  قال الأَصْمَعِيّ: إذَا وَضَعَتِ النَّاقَةُ ولدَها، فَوَلدُها سَاعَةَ تضعُه سَلِيلٌ قَبْل أَن يُعْلَم أَذكرٌ هُوَ أَم أَنثى. فإذا عُلِمَ فإن كَانَ ذَكَرَاً فهو سَقْبٌ. قال الجوهَرِيّ: ولا يُقَالُ لَهَا أَي الأُنْثَى سَقْبَةٌ ولكن حَائِل أَو يُقَال سَقْبَة. وقد رَدَّه غيرُ وَاحِدٍ من اللُّغَوِيِّين. ج أَسْقُبٌ وسِقَابٌ وسُقُوبٌ وسُقْبَانٌ بالضَّمِّ في الأَخِيرَيْن.

  وفي الأَمْثَالِ: «أَذَلُّ من السُّقْبَانِ بين الحَلَائب».

  وأُمُّها مِسْقَبٌ، ومِسْقَابٌ بالكَسْر فيهما. وناقَةٌ مِسْقَابٌ إذَا كان عَادَتُها أَنْ تَلِد الذُّكُورَ، وقد أَسْقَبَتِ النَّاقَةُ إذَا وَضَعَت أَكثَر ما⁣(⁣٧) تَضَع الذُّكُورَ. قال رُؤْبَةُ يَصِف أَبَوي رَجُل مُمْدُوح:

  وكَانَتِ العِرْسُ الَّتي تَنَخَّبَا ... غَرَّاءَ مِسْقَاباً لِفَحْلٍ أَسْقَبَا

  أَسْقَبَا فِعْلٌ مَاضٍ لا نَعْتٌ لِفَحْل.

  والسَّقْبُ: الطَّوِيلُ من كُلِّ شَيْءٍ مَعَ تَرَارَة.

  والسَّوْقَبُ كَجَوْهَرٍ: الطويلُ من الرِّجَالِ مَعَ الرقّة! ذكرَه السُّهَيْليّ.

  وقال الأَزْهَرِيّ في ترجمه «صَقَبَ»: يقال للغُصْنِ الرَّيَّان الغَلِيظِ الطَّوِيل سَقْب.

  قال ذو الرُّمَّة:

  سَقْبَانِ لم يَتَقَشَّر⁣(⁣٨) عنهما النَّجَبُ

  قال: وسُئل أَبو الدُّقَيْش عنه فقال: هُوَ الَّذِي قد امْتَلأَ وتَمَّ، عَامُّ في كُلِّ شَيْء من نحوه⁣(⁣٩).

  وعن شَمِر في عقوْل الشَّاعِر، وقد أَنْشَدَه سِيبَوَيْه:


(١) زيادة عن اللسان.

(٢) في المطبوعة الكويتيه: تَثَعَّبَ تصحيف.

(٣) اللسان: ومُرَغَّبٌ.

(*) عن القاموس: كنصر.

(٤) سورة البلد الآية ١٤.

(٥) في النهاية، وزيد فيه: بأصحابه.

(٦) في الأساس: وتقول: لو بقي الليث في الغابه لمات من السَّغابه.

(٧) «ما» عن اللسان، وبالأصل «مما».

(٨) بالأصل «لم تنقشر»، وما أثبت عن اللسان.

(٩) قوله من نحوه، الضمير يعود إلى الغصن في عبارة الأزهري التي تقدمت.