تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شوف]:

صفحة 314 - الجزء 12

  قال الأَزْهَرِيُّ: ولا أَدْرِي كيف يكونُ الفَاعلُ عِبَارَةً عن المَفْعُولِ، وقَولُ لَبِيدٍ:

  بِخَطِيرَةٍ تَوفي الجَدِيلَ سَرِيحَةٍ ... مِثْلِ الْمَشُوفِ هَنَأْتَه بعَصِيمِ

  يَحْتَمِلُ المَعْنَيَيْن، قال أَبو عمرٍو: ويُرْوَى: «المَسُوفِ» بالسِّينِ، يَعْنِي المَشْمُومَ، إذا جَرِبَ البَعِيرُ فطُلِيَ بالقَطِرَانِ شَمَّتْهُ الإِبِلُ.

  وقيل: المَشُوفُ: الْمُزَيَّنُ بالْعُهُونِ، وغَيرِهَا.

  والخَطِيرَةُ: التي تَخْطِرُ بذَنَبِهَا نشاطاً، والسَّرِيحَةُ: السَّرِيعَةُ، السَّهْلَةُ السَّيْرِ.

  والشَّيِّفَةُ، كَكَيِّسَةٍ، والشَّيِّفَانُ⁣(⁣١)، بِشَدِّ يَائِهِمَا الْمَكْسُورَةِ: الطَّلِيعَةُ الذي⁣(⁣٢) يَشْتَافُ لَهُمْ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، يُقَال: بَعَثَ القَوْمُ شَيَّفَةً لهم، أي: طَلِيعَةً، وقال أَعْرَابِيٌّ: تَبَصَّرُوا الشَّيِّفَانَ، فإِنَّه يَصُوكُ علَى شَعَفَةِ المَصَادِ، أي يَلْزَمُهَا، وقد تقدَّم ذِكْرُه في «ش ع ف» وقال قَيْسُ بنُ عَيْزَارَةَ:

  وَرَدْنَا الْفُضَاضَ قَبْلَنَا شَيِّفَاتُنَا ... بِأَرْعَنَ يَنْفي الطَّيْرَ عَنْ كُلِّ مَوْقِعِ⁣(⁣٣)

  وقال العُزَيْزِيُّ: الشِّيَافُ، كَكِتَابٍ: أَدْوِيَةٌ لِلْعَيْنِ، وَنَحْوِهَا، وهو مِن قَوْلِهم: شُفْتُ الشَّيْءَ: إذا جَلَوْتَه، وأَصْلُه الوَاوُ.

  وشَيَّفَ الدَّواءَ: جَعَلَهُ شِيَافاً، عن ابنِ عَبَّادٍ.

  وأَشَافَ عَلَيْهِ، وَأَشْفَى أَشْرَفَ عليه، وفي الصِّحاحِ: هو قَلْبُ أَشْفَى عَلَيه، وفي حديثِ عُمَرَ ¥: «ولكنْ انْظُرُا إِلَى وَرَعِهِ إذا أَشَافَ» أي: أَشْرَفَ، وهو بمَعْنَى أَشْفَى، وقال طُفَيْلٌ:

  مُشِيفٌ علَى إِحْدَى اثْنَتَيْنِ بِنَفْسِهِ ... فُوَيْتَ الْعَوَالِي بَيْنَ أَسْرٍ ومَقْتَلِ⁣(⁣٤)

  وقال ابنُ عَبَّادٍ: أَشَافَ منه: أي خَافَ.

  واشْتَافَ الرَّجُلُ: تَطَاوَلَ ونَظَرَ، وَكذا الخَيْلُ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ، يَصِفُ خَيْلاً نَشِيطَةً:

  يَشْتَفْنَ للِنَّظَرِ الْبَعِيدِ كأَنَّمَا ... إِرْنَانُهَا بِبَوَائِنِ الْأَشْطَانِ⁣(⁣٥)

  وَذَكَرْتُ بقِيَّةَ الرِّواياتِ في «ش ن ف» أي: إذا رَأَتْ شَخْصاً بَعِيداً، طَمَحَتْ إِليْه، ثم صَهَلَتْ.

  واشْتَافَ الْبَرْقَ: شَامَهُ، قال العَجَّاجُ:

  واشْتَافَ مِنْ نَحْوِ سُهَيْلٍ بَرْقَا

  وقال أَبو زَيْدٍ: اشْتَافَ الْجُرْحُ: أي غَلُظَ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: تَشَوَّفَ: تَزَيَّنَ.

  وَفي حديثِ سُبَيْعَةَ: «أَنَّهَا تَشَوَّفَتْ للخُطَّابِ» أي: طَمَحَتْ، وتَشَرَّفَتْ.

  وتَشَوَّفَ إِلَى الْخَبَرِ، وغيره: تَطَلَّعَ إِليه.

  وتَشَوَّفَ مِن السَّطْحِ: تَطَاوَلَ، ونَظَرَ، وأَشْرَفَ⁣(⁣٦)، يُقَالُ: رَأَيْتُ نِسَاءً يَتَشَوَّفْنَ مِن السُّطُوحِ: أي يَنْظُرْنَ، وَيَتَطَاوَلْنَ.

  وَقال اللَّيْثُ: تَشَوَّفَتِ الأَوْعَالُ: إذا ارْتَفَعَتْ علَى مَعَاقِلِ الجِبَالِ فأَشْرَفَتْ، وقال كُثَيِّرُ عَزَّةَ:

  تَشَوَّفُ مِنْ صَوْتِ الصَّدَى كُلَّمَا دَعَا ... تَشَوُّفَ جَيْدَاءِ المُقَلَّدِ مُغْيِبِ

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  المُشَوَّفَةُ، كمُعَظَّمَةٍ، مِن النِّسَاءِ: التي تُظْهِرُ نَفْسَهَا لِيَرَاهَا النَّاسُ، عن أَبي عليٍّ.

  وَشَوَّفَهَا، تَشْوِيفاً: زَيَّنَهَا، ومنه حدِيثُ عائشةَ ^: «أَنَّها شَوَّفَتْ جَارِيَةً، فطافَتْ بها، وقالتْ: لَعَلَّنَا نَصِيدُ بها بَعْضَ فِتْيَانِ قُرَيْشِ».

  وَتَشَوَّفَ الشَّيْءُ، وأَشافَ: ارْتَفَعَ.


(١) كذا ضبطت بالقاموس واللسان والتهذيب، وبالقلم في التكملة بفتح الياء المشددة.

(٢) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «التي تشتاف» والمثبت كاللسان والصحاح.

(٣) شَرح أشعار الهذليين ٢/ ٦٠٣ ولم يرد في شعره في ديوان الهذليين.

(٤) اللسان برواية: إحدى ابنتين.

(٥) البيت للفرزدق وقد تقدم في مادة شنف برواية: «يشنفن».

(٦) في التهذيب واللسان: «واشتاف فلان يشتاف اشتيافاً إذا تطاول ونظر» زيد في اللسان: وتشوّفت إلى الشيء أي تطلّعت.