تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سلب]

صفحة 81 - الجزء 2

  وأسْكِبُون بالفَتْح ثُمَّ السُّكُون وكَسْرِ الكَافِ والبَاءِ مُوَحَّدَة: إحْدَى قِلَاع فَارِس المَنيعَة [من رستاق مائين]⁣(⁣١) صَعْبَةُ المُرْتَقَى جِدًّا، ليسَت مِمَّا يُمْكن فَتْحُها عَنْوَةً، وبها عَيْنٌ من المَاءِ حَارَّة، كذا في المعجم.

  [سلب] سَلَبَه الشيءَ يَسْلُبُه سَلْباً: اخْتَلَسه، كاسْتَلَبَه إيَّاهُ. ومِنَ المَجَازِ: سَلَبه فُؤَادَه وعَقْلَه وأَسْلَبَه.

  ورَجُلٌ وامرأَةٌ سَلَبُوتٌ محرّكَةً عَلَى فَعَلُوت، مِنْهُ.

  وكِذلِك رَجُلٌ سَلَّابَةٌ بالهَاءِ والأُنْثَى سَلَّابَةٌ أَيْضاً⁣(⁣٢).

  ومن المَجَازِ: السَّلِيبُ: المَسْلُوبُ كالسَّلَبِ. والمُسْتَلَبُ العَقْلِ ج سَلْبَى.

  وناقَةٌ وامرأَةٌ سالِبٌ، وسَلُوبٌ، وسَلِيبٌ ومُسَلِّبٌ مَضْبُوطٌ عِنْدَنَا. كمحَدِّث، وَهُو الصَّوَابُ وسُلُبٌ بضَم الأَوَّل والثَّانِي، إِذَا مَاتَ وَلَدُهَا أَو أَلْقَتْه لِغَيْرِ تَمَامٍ.

  وقال اللِّحْيَانِيُّ: امرأَةٌ سَلُوبٌ وسَلِيبٌ ومُسَلِّبٌ، وهي التي يَمُوتُ زَوجُها أَو حَمِيمُها فَتَسَلَّبُ عليه ج سُلُبٌ كَكُتُبٍ وسَلَائِبُ. وفي لسان العرب: ورُبَّمَا قَالوا امْرَأَةٌ سُلُب.

  قال الرَّاجِزُ:

  مَا بَالُ أَصْحَابِكَ يُنْذِرُونَكَا ... أَأَنْ رَأَوْكَ سُلُباً يَرْمُونَكَا

  وهذا كَقَوْلِهم: نَاقَةٌ عُلُطٌ: بلا خِطَامٍ، وفَرَسٌ فُرُطٌ: مُتَقَدِّمَة، وقد عَمِل أَبو عُبَيْد في هذا بَاباً فأَكْثَرَ فيه مِنْ فُعُل بِغَيْرِ هَاءِ للمُؤَنَّثِ.

  والسَّلُوبُ من النُّوقِ: الَّتِي تَرْمي وَلَدَهَا⁣(⁣٣)، وهو مَجَازٌ، وَقَدْ أَسْلَبَت الناقةُ فهي مُسْلِبٌ: ألْقَتْ وَلَدَهَا من غَيْرِ أَنْ يَتِمَّ، والجَمْعُ السَّلَائِب.

  وقيل: أَسْلَبَتْ: سُلِبَتْ وَلَدَها بمَوْتٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ.

  وظَبْيَةٌ سَلُوبٌ وسَالِبٌ: سُلِبَتْ وَلَدَها.

  ومن المَجَازِ شَجَرَةٌ سَلِيبٌ: سُلِبَتْ وَرَقَهَا وأَغْصَانَهَا⁣(⁣٤) جَمْعُه سُلُبٌ. وعن الأَزهَرِيّ: شَجَرَةٌ سُلُبٌ إذَا تَنَاثَر وَرَقُهَا، والنَّخْلُ سُلُبٌ أَي لا حَمْل عَلَيْهَا.

  وفَرَسٌ سَلْبُ⁣(⁣٥) القَوائِم أَي خَفِيفُها في النَّقْلِ. وَقِيل: فَرسٌ سَلِبُ القَوَائِم كَكَتِفٍ أَي طَوِيلُها. قال الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا صَحِيح.

  والسَّلْبُ: السَّيْرُ الخَفِيفُ السَّرِيعُ. قَالَ رُؤْبَةُ.

  قد قَدَحَتْ مِنْ سَلْبِهِنّ سَلْبَا ... قَارُورَةُ العَيْن فَصَارَت وَقْبَا

  والسِّلْبُ بالكَسْر: أَطْوَلُ أَدَاةِ الفَدَّان قاله أَبُو حَنِيفَة، وأَنشد:

  يا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَتَى الحِسَانَا ... أَنَّى اتَّخَذْتُ اليَفَنَيْنِ شَانَا

  السِّلْبَ واللُّؤمَةَ والعِيَانَا

  أَو السِّلْبُ: خَشَبةٌ تُجْمَعُ إلَى وفي نُسْخَةٍ عَلَى أَصْلِ اللُّؤَمَةِ، طرفُها في ثَقْبِ اللُّؤمَةِ.

  والسَّلِبُ كَكَتِفٍ: الطَّوِيلُ. قال ذو الرُّمَّة يَصِفُ فِرَاخَ النَّعَامَة:

  كأَنَّ أَعْنَاقَها كُرَّاتُ سَائِفَةٍ ... طَارَتْ لَفَائِفُه أَو هَيْشَرٌ سَلِبُ⁣(⁣٦)

  ويروى سُلُب بالضَّمِّ، وقد تَقَدَّم.

  ويقال: رُمْخٌ سَلِبٌ أَي طَوِيلٌ، وكَذلِكَ الرَّجُلُ، والجمعُ سُلُبٌ. قال:

  وَمَنْ رَبَطَ الجِحَاشَ فإنَّ فِينَا ... قَناً سُلُباً وأفْرَاساً حِسَانَا

  والسَّلِبُ أيضاً: الخَفِيفُ السَّريعُ. يقال: ثَوْرٌ سَلِبُ الطَّعْنِ بالقَرْن. ورجل سَلِبُ اليَدَيْنِ بالضَّرْبِ والطَّعْنِ: خَفِيِفُهُما.

  والسَّلَبُ بالتَّحْرِيكِ: ما يُسْلَبُ أَي الشيءُ الَّذِي يَسْلُبُه


(١) زيادة عن معجم البلدان.

(٢) كلا هما عن اللحياني كما في اللسان.

(٣) في الأساس: وناقة سلوب: أخذ ولدها.

(٤) في الأساس: أخذ ورقها وثمرها.

(٥) في المحلم سلب في المحكم بفتح اللام.

(٦) في الصحاح «سائغة» بدل «سائفة» والسائفة ما استرق من أسافل الرمل. والهيشر: شجر. والكراث: بقل.