تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صلف]:

صفحة 328 - الجزء 12

  الصَّلَفُ» قال ابنُ الأَثِيرِ: هو الغُلُوُّ في الظَّرْفِ، والزِّيادَةُ على المِقْدارِ مع تَكَبُّرٍ، وقال ابنُ الأَعرَابِيّ: الصَّلَفُ مَأْخُوذٌ من الإِناءِ القَلِيلِ الأَخْذِ للماءِ، فهو قَلِيلُ الخَيْرِ، وقالَ قَومٌ: هو من قَوْلِهم: إِناءٌ صَلِفٌ: إذا كانَ ثَخِينًا ثَقِيلاً، فالصَّلَفُ بهذا المَعْنَى، وهذا الاختِبَارُ، والعامَّة وَضَعَتْ الصَّلَفَ في غيرِ مَوْضِعِه.

  والصَّلِفُ ككَتِفٍ الإِناءُ الثَّقِيلُ الثَّخِينُ.

  والطَّعامُ الصَّلِفُ: هو المَسِيخُ الَّذِي لا طَعْمَ لَهُ وقِيلَ: هو الَّذِي لا نَزَلَ لهُ ولا رَيْعَ، وهو مَجازٌ.

  وإِناءٌ صَلِفٌ: قَلِيلُ الأَخْذِ للماءِ وقالَ ابنُ الأَعرَابِيِّ: الصَّلِفُ: الإِناءُ الصَّغِيرُ.

  وَالصَّلِفُ: الإِناءُالسائِلُ الَّذِي لا يَكادُ يُمْسِكُ الماءَ، وهو مَجازٌ.

  وسَحابٌ صَلِفٌ: كَثِيرُ الرَّعْدِ، قَلِيلُ الماءِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهو مَجازٌ، وفي الأَساس: صَلِفَت السَّحابَةُ: إذا قَلَّ مَطَرُها.

  قال الجَوْهَرِيُّ: وفي المَثَلِ: «رُبَّ صَلَفٍ ضُبِط بكَسْرِ اللامِ وفَتْحِها تَحْتَ الرّاعِدَةِ» يُضْرَبُ لمَنْ يَتَوَعَّدُ كما في العُبابِ وفي الصِّحاح يَتَواعَدُ⁣(⁣١) ثُمَّ لا يَقُومُ بِهِ وعلى هذا اقْتَصَرَ الجوهَرِيُّ، أَو يُضْرَبُ للبَخِيلِ المُتَمَوِّلِ أي: هذا مع كَثْرَة ما عِنْدَه من المالِ - مع المَنْعِ - كالغَمامَةِ الكَثِيرَةِ الرَّعْدِ مع قِلَّةِ مَطَرِها، قالَهُ أَبو عُبَيْدٍ: أَو يُضْرَبُ للمُكْثِرِ مَدْحَ نَفْسِه ولا خَيْرَ عِنْدَهُ وهذا قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ.

  وفي المَثَلِ هكذا هو في الصِّحاحِ والعُبابِ، وذكَرَه ابنُ الأَثِيرِ حَدِيثاً: «مَنْ يَبْغِ في الدِّينِ يَصْلَفْ» قال الصّاغانِيُّ: أي مَنْ يُنْكِرْ في الدِّينِ عَلَى الناسِ ويَرَ له عليهِمْ فَضْلاً يَقِلَّ خيرُه عِنْدَهُم، ولم يَحْظَ مِنْهُمْ، يُضْرَبُ في الحَثِّ على المُخالَطَةِ مع التَّمَسُّكِ بالدِّينِ ونَصُّ الصِّحاحِ: هو من أَمثالِهِم في التَّمَسُّكِ بالدِّينِ، أي: لا يَحْظَى عِنْدَ الناسِ، وَلا يُرزَقُ منهم المَحَبَّةَ، قال ابنُ بَرِّيّ: وأَنْشَدَهُ ابنُ السِّكِّيتِ مُطْلِقًا:

  ومَنْ يَبْغِ في الدِّينِ يَصْلفْ

  قال ابنُ الأَثِيرِ: مَعْناه: أي مَنْ يَطْلُبْ في الدِّينِ أَكْثَرَ مما وَقَفَ عَلَيهِ يَقِلُّ حَظُّه.

  والصَّلْفاءُ، وبهاءٍ، ويُكْسَرانِ اقْتَصَرَ الجوهَرِيُّ على الأُولى، وقال: هي الأَرْضُ الصُّلْبَةُ، ونصُّ الأَصْمَعِيِّ في النوادِرِ: هي الغَلِيظَةُ الشِّدِيدَةُ من الأَرْضِ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الصِّلْفاءُ: المَكانُ الغَلِيظُ الجَلْدُ.

  أَو الصِّلْفاءُ: صَفاةٌ قد اسْتَوَتْ في الأَرْضِ ويُقالُ: صِلْفاءَةٌ⁣(⁣٢): كحِرْباءَةٍ، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ.

  أَو الأَصْلَفُ والصَّلْفاءُ: ما صَلُبَ من الأَرْضِ فيه حِجارَةٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ج: أَصالِفُ، وصَلافي، بكسرِ الفاءِ؛ لأَنه غَلَبَ غَلَبَةَ الأَسْماءِ، فأَجْرَوْهُ في التَّكْسِيرِ مجْرَى صَحَراءَ، ولم يُجْرُوه مُجْرَى وَرْقاءَ قبلَ التَّسْمِيَةِ قال أَوْسُ ابنُ حَجَرٍ:

  وَخَبَّ سَفا قُرْيانِه وتَوَقَّدَتْ ... عليهِ من الصَّمّانَتَيْنِ الأَصالِفُ

  والصَّلِيفُ كأَمِيرٍ: عُرْضُ العُنُقِ، وهُما صَلِيفانِ من الجانِبَيْنِ، يُقالُ: ضَرَبَه على صَلِيفَيْهِ، أي: على صَحِيفَتَيْ⁣(⁣٣) عُنُقِه، قال جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّى:

  يَنْحَطُّ من قُنْفُذِ ذِفْراهُ الذَّفِرُ ... عَلَى صَلِيفَيْ عُنُقٍ لَأْمِ الفِقَرْ

  أَو هُمَا رَأْسُ هكذا في سائرِ النُّسَخِ، ونَصُّ أَبي زَيْدٍ في النوادِرِ: رَأْسَا الفَقْرَةِ التي تَلِي الرَّأْسَ من شِقَّيْها⁣(⁣٤) أي: العُنُقِ، وقِيلَ: هُما ما بَيْنَ اللَّبَّةِ والقَصَرَةِ.

  والصَّلِيفانِ: عُودانِ يَعْتَرِضانِ كما في العُبَابِ، وفي اللِّسانِ: يُعَرَّضانِ عَلَى الغَبِيطِ، تُشَدُّ بهِما المَحامِلُ ومنه قَولُ الْشاعِرِ:

  وَيَحْمِلُ بِزَّةً في كُلِّ هَيْجَا ... أَقَبُّ كأَنَّ هادِيَهُ الصَّلِيفُ

  وفي حَدِيث ضُمَيْرَةَ قال: «يا رَسُولَ الله إِنِّي أُحالِفُ ما


(١) الصحاح: يتوعّد.

(٢) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «صلفاء».

(٣) الأساس: صُفْقَيْ.

(٤) الذي في التهذيب المطبوع عن أبي زيد: الصليفان: رأسا الفهقة من شقيها.