تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طرهف]:

صفحة 356 - الجزء 12

  وطَفَّ الشَّيءُ منه: إذا دَنَا ومنه سُمِّي الطَّفّ، كما تَقدّم.

  وطَفَّ النّاقَةَ يَطُفُّها طَفًّا: شَدَّ قَوائِمَها نقله الصّاغانِيُّ.

  وقولُهم: خُذْ ما طَفَّ لَكَ، وَأَطَفَّ لكَ، واسْتَطَفَّ لك: أي خُذْ ما ارْتَفَعَ لَكَ، وأَمْكَنَ كما في الصِّحاحِ.

  وزادَ غيرُه: دَنَا مِنْكَ وتهَيَّأَ، وقِيل: أَشْرَفَ وبَدا لِيُؤْخَذَ، وَالمَعْنَيان، متَجاوِرانِ، ومثلُه: خُذْ ما دَقَّ لك واسْتَدَقَّ: أي ما تَهَيّأَ⁣(⁣١)، قال الكِسائِيُّ، - في بابِ قَناعَةِ الرَّجُلِ ببعضِ حاجَتِه، يَحْكِي عنهم -: خُذْ ما طَفَّ لكَ ودَعْ ما اسْتَطَفَّ لَكَ: أي ارْضَ بما يُمْكِنُكَ منه.

  وقال ابنُ عبّادٍ: الطَّافَّةُ: ما بينَ الجِبالِ والقِيعانِ، ومن البُسْتانِ: ما حَوالَيْهِ والجمعُ طَوَافَّ.

  والطَّفْطَفَة بالفتح ويُكْسَرُ وكذا: الخَوْشُ، والصُّقْلُ، وَالسَّوْلاءُ⁣(⁣٢)، والأَفَقَةُ كُلُّه: الخاصِرَةُ نَقَله أَبو عَمْرٍو، ونُقِلَ الكسرُ عن أَبِي زَيْدٍ أَيضاً، واقتصر الجوهرِيُّ على الفَتْحِ.

  أَو هي: أَطْرافُ الجَنْبِ المُتَّصَلةُ بالأَضْلاعِ.

  أو كُلُّ، لَحْمٍ مُضْطَّرِبٍ طَفْطَفَةٌ، نقله الأَزْهَرِيُّ عن بعضِ العَربِ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ:

  قَلِيلٌ لَحْمُها إلّا بَقايَا ... طَفاطِفِ لَحْمِ مَنْحُوضٍ مَشِيقِ⁣(⁣٣)

  أَو هي: الرَّخْصُ مِنْ مَراقِّ البَطْنِ نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ، وَأَنْشَد:

  مُعاوِدُ قَتْلِ الهادِياتِ شواؤه كبِرْطِيلٍ ... من الوَحْشِ قُصْرَى رَخْصَةٌ وطَفاطِفُ⁣(⁣٤)

  وَفي اللّسانِ: وقيل: هي ما رَقَّ من طَرَفِ الكَبِدِ، قال ذُو الرُّمَّةِ:

  وَسَوْداءَ مثلِ التُّرْسِ نازَعْتُ صُحْبَتِي ... طَفاطِفَها لَم تَسْتَطِعْ دُونَها صَبْرَا

  ج: طَفاطِفُ وقد تقدّم شاهدُه.

  والطَّفْطافُ: أَطْرافُ الشَّجَرِ نقله الجوهريُّ، وأَنْشَدَ للكُمَيْتِ يَصفُ فِراخَ النَّعامِ:

  أَوَيْنَ إلى مُلاطِفَةٍ خَضُودٍ ... مآكِلُهُنَّ طَفْطافُ الرُّبُولِ

  وَقال غَيْرُه: الطَّفْطافُ هنا: النّاعِمُ الرَّطْبُ من النّباتِ، وَقال المُفَضَّل: ورَقُ الغُصونِ.

  وفَرَسٌ طَفّافٌ، كشَدّادٍ، وكذلك طَفٌّ، وخَفٌّ، ودَفٌّ أَخَواتٌ بمَعْنًى واحدٍ، وقد تَقَدَّم الأَخيرانِ، كما في العُبابِ.

  وأَطَفَّ عَلَيهِ، وأَطَلَّ عَلَيه: أي أَشْرَفَ عليه.

  وأَطَفَّ الكَيْلَ: أَبْلَغَه طَفافَهُ نقله الجوهريُّ، وقيل: أَخَذَ ما عَلَيهِ.

  وأَطَفَّت النّاقَةُ: وَلَدَتْ لغيرِ تَمامٍ نقله ابنُ عبّادٍ، ونَصُّه في المُحِيطِ: أَلْقَتْ وَلَدَها لغَيْرِ تَمامٍ.

  وقال اللَّيْثُ: أَطَفَّ فُلانٌ للأَمْرِ: إذا طَبَنَ لهُ وأَرادَ خَتْلَه، وأَنْشَدَ:

  أَطَفَّ لها شَثْنُ البَنانِ جُنادِفُ

  وأَطَفَّ عليهِ بحَجَرٍ: تَناوَلَه بِهِ عن ابنِ عَبّادٍ.

  وأَطَفَّ له: إذا أَرادَ خَتْلَه هو مَأْخُوذٌ منْ قَوْلِ اللَّيْثِ الّذِي تَقدَّم.

  وأَطَفَّ عليهِ ونصُّ أَبِي زَيْدٍ في النَّوادِر: أَطَلَّ على مالِه، وَأَطَفَّ عَلَيه: مَعْناه: أَنّه اشْتَمَلَ عليه، فذَهَب به.

  وطَفَّفَ تَطْفِيفاً: بَخَس في الكَيْلِ والوَزْنِ، ونَقَصَ المِكْيالَ وهو أَنْ لا يَمْلَأَه إلى أَصْبارِه، ومنه قوله تَعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}⁣(⁣٥) فالتَّطْفِيفُ: نَقْصٌ يَخُونُ به صاحبُه في كَيْلٍ إلى مِقدارِ الحَقِّ فلا يُسَمَّى تَطْفِيفاً، ولا يُسَمّى بالشيءِ اليسيرِ مُطَفِّفاً على إِطْلاقِ الصِّفَةِ حتّى يَصِيرَ إلى حالٍ تَتَفاحَشُ، وقال أَبو إِسحاقَ: المُطَفِّفُونَ: الذين يَنْقُصُونَ المِكْيالَ والمِيزانَ، قال: وإِنما قِيلَ للفاعِلِ: مُطَفِّفٌ؛ لأَنّه لا يكادُ يَسْرِقُ في المِكْيالِ والميزانِ إلّا الشيءَ الخَفِيفَ الطَّفِيفَ، وإِنّما أُخِذَ من طَفِّ الشَّيْءِ، وهو جانِبُه، وقد


(١) نقله الأزهري عن أبي زيد.

(٢) في اللسان: السُّولا» ومثله في التهذيب ولم يضبطها.

(٣) ديوان الهذليين ١/ ٨٧ برواية: «قليل لحمه» «وممحوص» بدل «منحوض» وَمؤدى الروايتين واحد. وهو الذي قد ذهب لحمه.

(٤) البيت لأوس بن حجر كما في الجمهرة ١/ ١٠٧ وهو في ديوانه باختلاف الرواية.

(٥) الآية الأولى من المطففين.