تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طهف]:

صفحة 362 - الجزء 12

  وأَطافَ بِهِ: أي أَلَمَّ بِهِ وقارَبَه قال بِشْرُ بنُ أَبِي خازِمٍ:

  أَبو صِبْيَةٍ شُعْثٍ يَطِيفُ بشَخْصِهِ ... كوالِحُ أَمْثالُ اليَعاسِيبِ ضُمَّرُ

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  طَافَ بِهِ الخَيالُ طَوْفاً: أَلَمَّ به في النَّوْمِ، واوِيَّةٌ ويائِيَّة، وَسيأْتي للمُصَنِّف في «ط ى ف» اسْتِطْراداً، لأَنَّ الأصمَعِيَّ يقولُ: طافَ الخيالُ يَطِيفُ طَيْفاً، وغيرُه يَقولُ: يَطُوفُ طَوْفاً.

  وَطَافَ بالقَوْمِ يَطُوفُ طَوْفاً وطَوَفانًا، ومَطافاً.

  وَأَطافَ: اسْتَدارَ وجاءَ من نَواحِيه.

  وَأَطافَ بِهِ، وعَلَيهِ: طَرَقَه لَيْلاً، قال الفَرّاءُ: ولا يكونُ الطّائِفُ نَهارًا⁣(⁣١)، وقد يَتَكَلَّمُ به العَرَبُ، فيَقُولُون: أَطَفْتُ به نَهارًا، وليس مَوْضِعُه بالنَّهارِ، ولكِنَّه بمنزِلَةِ قولِكَ: لَوْ تُرِكَ القَطا لَيْلاً لَنامَ؛ لأَنَّ القَطَا لا يَسْرِي لَيْلاً، وأَنْشَدَ أَبو الجَرّاحِ:

  أَطَفْتُ بها نَهارًا غيرَ لَيْلٍ ... وَأَلْهَى رَبَّها طَلَبُ الرِّجالِ

  وَطافَ بالنِّساءِ لا غَيْرُ.

  وَأَطافَ عَلَيهِ: دارَ حَوْلَه، قال أَبو خِراشٍ:

  تُطِيفُ عَلَيهِ الطَّيْرُ وهو مُلَحَّبٌ ... خِلافَ البُيُوتِ عندَ مُحْتَمِلِ الصَّرْمِ

  وَاسْتَطافَه: طافَ بِهِ.

  وَاطَّوَّفَ اطِّوَّافاً، والأَصلُ تَطَوَّف تَطَوُّفاً، ومنه قَوْلُه تَعالَى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}⁣(⁣٢).

  وَالتَّطْوافُ: مصدرٌ، وبالكَسْرِ: اسمٌ للثَّوْبِ الذي يُطافُ به.

  وَالطّائِفيُّ: زَبِيبٌ عناقِيدهُ مُتراصِفَةُ الحَبِّ، كأَنّه مَنْسُوبٌ إلى الطّائِفِ، عن أبي حَنِيفَةَ.

  وَأصابَه من الشَّيْطانِ طَوْفٌ، أي: طائفٌ.

  وَطافَ في البِلاد طَوْفاً وتَطْوافاً، وطَوَّفَ: سار فِيها. وَطَّوف تَطْوِيفاً وتَطْوافاً.

  وَلأَقْطَعَنَّ منه طائفاً: أي بعضَ أَطْرافِه، هكذا جاءَ في حديثِ عِمْرانَ بنِ حُصَيْنٍ في العبدِ الآبِقِ، ويُرْوَى بالباءِ وَالقافِ، وقولُ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيَّ:

  تَقَعُ السُّيُوفُ على طَوائِفَ مِنْهُمُ ... فيُقامُ منهم مَيْلُ مَنْ لَم يُعْدَلِ⁣(⁣٣)

  قِيلَ: عَنَى بالطَّوائِف: النَّواحِيَ؛ الأَيْدِيَ والأَرْجُلَ.

  وَالطَّوّافُ: مَنْ يَعْمَلُ الطَّوْفَ، وهو ما يُضَمُّ من القِرَبِ فيُعْبَرُ علَيْها.

  وَالطَّوْفُ: القِلْدُ. وَطَوْفُ القَصَبِ: قَدْرُ ما يُسْقاهُ.

  وَالطَّوْفُ: الثورُ الذي يَدُورُ حولَهُ البَقَرُ في الدِّياسَةِ.

  وَالطُّوفان، بالضمِّ: البَلاءُ.

  وَيُقالُ لشِدَّةِ ظَلامِ اللَّيْلِ: طُوفانٌ، قال العَجّاجُ:

  حَتّى إذا ما يَوْمُها تَصَبْصَبَا ... وعَمَّ طُوفانُ الظَّلامِ الأَثْأَبَا

  وَطَوَّفَ النّاسُ والجَرادُ: إذا مَلأُوا الأَرْضَ، كالطُّوفانِ: قال الفَرَزْدَقُ:

  عَلَى مَنْ وَرَاءَ الرَّدْمِ لَوْ دُكَّ عَنْهُمُ ... لماجُوا كما ماجَ الجَرادُ وطَوَّفُوا

  [طهف]: الطَّهْفَةُ: أَعالِي الجَنْبَةِ الغَضَّةِ إذا كانت غيرَ مُتكاوِسَةٍ، قالَه أَبو حَنِيفَةَ، وفي الصِّحاحِ: أَعالِي الصِّلِّيَانِ.

  والطَّهْفُ بالفتحِ، نقَلَه الفَرّاءُ عن الثِّقاتِ سَماعاً ويُحَرَّكُ نَقَلَه أَبو حَنِيفَةَ عن بعضِ الأَعرابِ ذَوِي المَعْرِفَة، قال الفَرّاءُ: وأَظُنُّهُما لُغَتَيْنِ، قالَ أَبو حَنِيفَةَ: عُشْبٌ ضَعِيفٌ دُقاقٌ لا وَرَقَ له، وقال أَعْرابِيٌّ من رَبِيعةَ - وحَرَّكَ الهاءَ -: له حَبٌّ يُؤْكَلُ في المَجْهَدَةِ ضاوٍ دَقِيقٌ، قال أَبو حَنِيفَةَ: وهو مَرْعىً، وله ثَمَرةٌ⁣(⁣٤) حمراءُ إذا اجْتَمَعَتْ في مَكانٍ واحدٍ


(١) ورد قوله مفسرًا لقوله تعالى: {فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ}.

(٢) سورة الحج الآية ٢٩.

(٣) ديوان الهذليين في شعره ٢/ ٩٥ برواية:

نضع السيوف ... فنقيم منهم ميلَ ما لم يُعدلِ

وَفسر الطوائف بالنواحي، الأيدي والأرجل والرؤوس.

(٤) التكملة: ثُميرة حمراء.