تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ظفف]:

صفحة 365 - الجزء 12

  أَو الظَّرْفُ: الحِذْقُ بالشَّيْءِ، هكذا يُسمُّونه⁣(⁣١) أَهلُ اليَمَنِ.

  أَو لا يُوصَف به إلّا الفِتْيانُ الأَزْوالُ والفَتَياتُ الزَّوْلاتُ وَالزَّوْلُ: الخَفِيفُ لا الشُّيُوخُ ولا السّادَةُ قالَهُ اللَّيْثُ.

  وَقال المُبَرِّدُ: الظَّرِيفُ: مُشْتَقٌّ من الظَّرْفِ، وهو الوِعاءُ، كأَنَّه جعَل الظَّرِيفَ وِعاءً للأَدَبِ ومَكارِمِ الأَخْلاقِ.

  ويُقالُ: تَظَرَّفَ فلانٌ وليسَ بظَرِيفٍ: إِذا تَكَلَّفَه.

  وَقال الرّاغبُ: الظَّرْفُ بالفَتْحِ: اسمٌ لحالَةٍ تَجْمَعُ عامَّةَ الفَضائِل النَّفْسِيَّة والبَدَنِّيَةِ والخارِجيَّةِ؛ تَشْبيهاً بالظَّرْفِ الَّذِي هو الوِعاءُ، ولِكَوْنِه واقِعاً على ذلِك، قِيلَ لمن حَصَلَ له عِلْمٌ وشَجاعةٌ: ظَرِيفٌ، ولمن حَسُنَ لِباسُه ورِياشُه: ظَريفٌ، فالظَّرْفُ أَعَمُّ من الحُرِّيّةِ والكَرمِ، والصَّلَفُ، مُحَرَّكَةً: مُجاوَزَةُ الحَدِّ في الظَّرْفِ، والادِّعاءُ فوقَ ذلِك تَكَبُّرًا، قالَه الخَلِيلُ، وفي الحَدِيث: «آفَةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ» نَقَلَهُ شَيْخُنا.

  والظُّرافُ كغُرابٍ، ورُمّانٍ: الظَّرِيفُ إِلّا أنَّ الثانِيَ أَكثَرُ من الأَوّلِ، كالطُّوَالِ والطُوَّالِ جمعُ الأَوَّلِ ظُرَفاء عن اللِّحيانِيِّ وجمعُ الثاني ظُرّافُونَ بالواو والنون.

  ويُقالُ: هو نَقِيُّ الظَّرْفِ: أي أَمِينٌ غيرُ خائِنٍ وهو مَجازٌ.

  ورَأَيْتُه بظَرْفِه: أي بنَفْسِه وفي الأَساس: بعَيْنِه، قال: وَهو تَمْثِيلٌ، من قَوْلِكَ: أَخَذْتُ المَتاعَ بظَرْفِه.

  ويُقال: أَظْرَفَ الرَّجُلُ: إذا وَلَدَ بَنِينَ ظُرَفاءَ نَقَله الجَوْهِريُّ.

  وأَظْرَف فُلانًا هكذا في سائِرِ النُّسَخِ، وهو غلَطٌ، وَالصَّوابُ مَتاعاً: إذا جَعَلَ له ظَرْفاً كما هو نَصُّ العُبابِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  امرأَةٌ ظَرِيفَةٌ، من نِسْوةٍ ظَرائِفَ، وظِرافٍ، قال سِيبَوَيْه: وافَقَ مُذَكَّرَه في التَّكْسِيرِ، يَعْنِي في ظِرافٍ.

  وَحكى اللِّحْيانِيُّ: اظْرُفْ إِن كنتَ ظارِفاً، وقالُوا في الحالِ: إِنّه لظرِيفٌ. وأَظْرَفَ بالرَّجُلِ: ذكَرهُ بظَرْفٍ.

  وَقيْنَةٌ ظَرُوفٌ، كصَبُورٍ⁣(⁣٢).

  وَاسْتَظْرَفَه: وَجَدَهُ ظَرِيفاً.

  وَتَظارَفَ: تَكَلَّفَ الظَّرْفَ.

  وَيا مَظْرَفانُ، كيامَلْكَعانُ، كما في الأَساسِ.

  وَأَظْرَفَ الرَّجُلُ: كَثُرَت أَوْعِيَتُه.

  وَظارَفَنِي فَظَرفْتُه: كنتُ أَظْرَفَ منه، عن ابنِ القَطّاعِ.

  [ظفف]: ظَفَّ قَوائِمَ البعِيرِ يَظُفُّها ظَفًّا، أَهْمله الجَوْهَرِيُّ، وقالَ الكِسائِيُّ: أي شَدَّها كُلَّها وجَمَعَها وكذلِكَ قوائمُ غيرِ البَعِيرِ.

  وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ: الظَّفُّ: العَيْشُ النَّكِدُ، والغَلاءُ الدّائِمُ.

  قال: والظَّفَفُ مُحَرَّكةً: الضَّفَفُ وقد تَقَدَّم معناه.

  والمَظْفُوفُ: المَضْفُوفُ يُقالُ: ماءٌ مَظْفُوفٌ: إذا كَثُرَ عَلَيه النّاسُ، قال الشّاعِرُ:

  لا يَسْتَقِي في النَّزَحِ المَظْفُوفِ⁣(⁣٣)

  قال ابنُ بَرِّيّ: هكَذا أَنْشَدَه أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبانِيُّ بالظّاء، وَقد تَقَدَّم في «ضفف».

  وَقالَ أَيْضاً: المَظْفُوف: المُقارَب بينَ اليَدَيْنِ في القَيْدِ، وَأَنْشَد:

  زَحْف الكَسِيرِ وقد تَهَيَّضَ عَظْمُه ... أو زَحْف مَظْفُوفِ اليَدَيْنِ مُقَيَّدِ

  وَابنُ فارسٍ ذَكَرَه بالضّادِ لا غيرُ، وكذلك حكاه اللَّيْثُ.

  واسْتَظَفَّ آثارَهُم: تَتَبَّعَها نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

  قلتُ: ولعَلَّه اسْتَظْلَفَ، كما سَيَأْتي.

  [ظلف]: الظَّلْفُ: الباطِلُ عن أَبي عَمْرٍو، ويُرْوَى بالطاء أَيضاً، كما تقدّم، وسيأْتِي أَيضاً.

  والظَّلْفُ: المُباحُ الهَدَرُ.


(١) كذا بالأصل، والأفصح: يسميه.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وقينة ظروف كصبور، الذي في الأساس: وفتية ظروف ٥١ ولم يقل كصبور فافهم اهـ مصححه».

(٣) بعده في اللسان «ضفف»:

إلّا مدارات الغروب الجوف