تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع الفاء

صفحة 383 - الجزء 12

  يَقُول: حَبَسْتُ نَفْساً عارِفَةً، أي: صابرَةً.

  وَالعَوارِفُ: النُّوقُ الصُّبُرُ، وأَنشدَ ابنُ بَرِّيٍّ لمُزاحِمٍ العُقَيْلي:

  وقَفْتُ بها حَتّى تَعالَتْ بيَ الضُّحَى ... وَمَلَّ الوُقُوفَ المُبْرَياتُ العَوارِفُ

  المُبْرَياتُ: التي في أُنُوفِها البُرَةُ.

  وَالعُرُف، بضمَّتَيْنِ: الجُودُ، لغةٌ في العُرْفِ بالضم، قال الشّاعِرُ:

  إنَّ ابنَ زَيْدٍ لا زالَ مُسْتَعْمَلاً ... بالخَيْرِ يُفْشِي في مِصْرِه العُرُفَا

  وَالمَعْرُوف: الجُودُ إذا كانَ باقْتِصادٍ: وبه فَسَّرَ ابنُ سِيدَه ما أَنشَدَه ثَعْلَبٌ:

  وَما خَيْرُ مَعْرُوفِ الفَتَى في شَبابِه ... إذا لم يَزِدْهُ الشَّيْبُ حِينَ يَشِيبُ

  وَالمَعْرُوف: النُّصْحُ، وحُسنُ الصُّحْبَةِ مع الأَهْلِ وغيرِهم من النّاسِ، وهو من الصِّفاتِ الغالِبَةِ.

  وَيُقال للرَّجُلِ - إِذا وَلَّى عنكَ بِوُدِّه -: قد هاجَتْ مَعارِفُ فُلانٍ، وهي ما كُنْتَ تَعْرِفُه من ضَنِّه بكَ، ومعنَى هاجَتْ: يبِسَتْ، كما يَهيجُ النَّباتُ إذا يَبِسَ.

  وَالتَّعْرِيفُ: التَّطْيِيبُ والتَّزْيِينُ، وبه فُسِّرَ قولُه تعالى: {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ}⁣(⁣١) أي: طَيَّبَها، قال الأَزهَرِيُّ: هذا قولُ بعضِ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ، يقال: طَعامٌ مُعَرَّفٌ: أي مُطَيَّبٌ، وقال الفَرّاءُ: معناه يَعْرِفُونَ منازِلَهُم حَتَّى يكونَ أَحَدُهم أَعْرَفَ بمَنْزِلِه [في الجَنَّةِ مِنْهُ بمَنْزِله]⁣(⁣٢) إِذا رَجَع من الجُمُعَةِ إلى أَهْلِه، وقالَ الرّاغِبُ: {عَرَّفَها لَهُمْ} بأَن وَصَفَها وَشَوَّقَهُم إِليها.

  وَطَعامٌ مُعَرَّفٌ: وُضِعَ بعضُه على بعضٍ.

  وَعَرُفَ الرَّجُلُ، ككَرُمَ: طابَ رِيحُه.

  وَعَرِفَ، كعَلِم: إذا تَرَكَ الطِّيبَ، عن ابنِ الأَعرابيِّ.

  وَأَرْضٌ مَعْرُوفَةٌ: طَيِّبَةُ العَرْفِ. وتَعَرَّفَ إِليه: جَعَله يَعْرِفُه.

  وَعَرَّفَ طَعامَه: أَكْثَر إِدامَهُ.

  وَعَرَّفَ رَأْسَهَا بالدُّهْن: روّاهُ.

  وَاعْرَوْرَفَ الفَرَسُ: صارَ ذا عُرْفٍ.

  وَسَنامٌ أَعْرَفُ: أي طَوِيلٌ ذُو عُرْفٍ.

  وَناقَةٌ عَرْفاءُ: مُشْرِفَةُ السَّنامِ، وقيل: إذا كانَتْ مُذَكَّرةً تُشْبِهُ الجِمالَ.

  وَجَبَلٌ أَعْرَفُ: له كالعُرْفِ.

  وَعُرْفُ الأَرْضِ، بالضَّمِّ: ما ارْتَفَعَ منها، وحَزْنٌ أَعرَفُ: مُرْتَفِعٌ.

  وَالأَعْرافُ: الحَرْثُ الذِي يَكُونُ على الفُلْجانِ والقَوائِدِ.

  وَعَرَّفَ الشَّرَّ بينَهم: أَرَّثَه، أُبْدِلَت الأَلِفُ لمكانِ الهَمْزَةِ عَيْنًا، وأُبْدِل الثّاءُ فاءً، قالَهُ يَعْقُوبُ في المُبْدَلِ، وأَنشد:

  وَما كُنْتُ مِمَّن عَرَّفَ الشَّرَّ بينَهُم ... وَلا حينَ جَدَّ الجِدُّ مِمَّنْ تَغَيَّبَا

  : أي أَرَّثَ.

  وَمَعْرُوفٌ: وادٍ لَهُم، أَنشَدَ أَبُو حنِيفَةَ:

  وَحَتَى سَرَتْ بعدَ الكَرَى في لَوِيِّهِ ... أسارِيعُ مَعْرُوفٍ وصَرَّتْ جَنادِبُهْ

  وَتَعارَفُوا: تَفاخَرُوا، ويُرْوَى بالزاي أَيضاً، وبهما فُسِّرَ ما في الحَدِيثِ: «أَنّ جارِيَتَيْن كانَتَا تُغَنِّيانِ بما تَعارفَت الأَنْصارُ يومَ بُعاثٍ».

  وَتَقُولُ - لمَنْ فِيه جَرِيرَةٌ⁣(⁣٣) -: ما هو إِلا عُوَيْرِفٌ.

  وَقُلَّةٌ عَرْفاءُ: مرتَفِعَةٌ، وهو مجازٌ.

  وَعَرَفْتُه: أَصَبْتُ عَرْفَه، أي: خَدَّه⁣(⁣٤).

  وَالعارِفُ - في تَعارُفِ القومِ -: هو المُخْتَصُّ بمَعْرِفَةِ الله، ومَعْرِفةِ مَلَكُوتِه، وحُسْنِ مُعامَلَتِه.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: عَرَفَ: اسْتَحْذَى.


(١) سورة محمد (ص) الآية ٦.

(٢) ما بين معقوفتين زيادة - عن التهذيب - اقتضاها السياق.

(٣) في الأساس: جَرْبَزَة.

(٤) بالأصل «أوحده» والمثبت عن المطبوعة الكويتية.