تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عطف]:

صفحة 390 - الجزء 12

  اسْتُعِيرَ للمَيْلِ والشَّفَقَةِ إذا عُدِّيَ بعَلَى، وإذا عُدِّيَ بعَنْ كان عَلَى الضِّدِّ.

  وعَطَفَ الوسَادَةَ: ثَناها، كعَطَّفَها تَعْطِيفاً.

  وعَطَفَ عليه: أي حَمَلَ وكَرَّ وفي اللِّسان: رَجَع عَلَيه بما يَكْرَهُ، أو لَهُ بما يُرِيدُ.

  وَيَتَوَجَّهُ قولُ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ:

  العاطِفُونَ تَحِينَ ما مِنْ عاطِفٍ ... وَالمُسْبِغُونَ يداً إذا ما أَنْعَمُوا⁣(⁣١)

  على العاطِفَةِ، وعلى الحَمْلَةِ.

  والعَطْفَةُ: خَرَزَةٌ للتَّأْخِيذِ تُؤَخِّذُ بها النِّساءُ الرِّجالَ، كما في الصِّحاحِ.

  والعَطْفَةُ: شَجَرةٌ تَتَعَلّقُ الحَبَلَةُ بها وهي التي يُقالُ لها: العَصْبة، كما سَيَأْتِي ويُكْسَرُ فِيهِما في الأُولى حَكَى اللِّحْيانِيّ، وفي الثّانِيَة أَبُو حَنِيفَةَ، وأَنشَدَ الأَزْهَرِيُّ قولَ الشاعر:

  تَلَبَّسَ حُبُّها بدَمِي ولَحْمِي ... تَلَبُّسَ عَطْفَةٍ بفُرُوعِ ضالِ

  وَقال ابنُ بَرِّيّ: العَطْفَةُ: اللَّبْلابُ، سُمِّي بذلِكَ لتَلَوِّيهِ على الشَّجَرِ.

  والعِطْفَةُ بالكَسْرِ: أَطْرافُ الكَرْمِ المُتَعَلِّقَةُ منه، وشَجَرَةُ العَصْبَةِ وهي الَّتِي تَقَدَّم فيها أنَّ الحَبَلَةَ تَتَعلَّقُ بِها.

  وبالتَّحْرِيكِ: نَبْتٌ يتَلَوَّى على الشَّجَرِ لا وَرَقَ له، ولا أَفْنانَ، تَرْعاهُ البَقَرُ خاصّةً، وهو مُضِرُّ بِها، ويَزْعمُونَ أَنَّه يُؤْخَذُ بعضُ عُرُوقِه ويُلْوَى، ويُرْقَى، ويُطْرَحُ على الفارِكِ فتُحِبُّ زَوْجَها قال الأَزْهَرِيّ: وقالَ النَّضْرُ: إِنَّما هي العَطَفَةُ فخَفَّفَها الشاعرُ ضرورةً؛ ليَسْتَقِيمَ له الشّعْرُ، وقال أبو عَمْرٍو في⁣(⁣٢) غَريبِ شَجَرِ البَرِّ: العَطَفُ، واحِدُها عَطَفَةٌ.

  وَظَبْيَةٌ عاطِفٌ: تَعْطِفُ جِيدَها⁣(⁣٣) إِذا رَبَضَتْ وكذلِك الحاقِفُ من الظِّباءِ. والعِطافُ ككِتابٍ، والمِعْطَفُ كمِنْبَرٍ: الرِّداءُ وَالطَّيْلَسانُ، وكُلُّ ثَوْبٍ يُتَرَدَّى به، جمعُ الأَخِيرِ: مَعاطِفُ، قال ابنُ مُقْبِلٍ:

  شُمُّ العَرانِينِ يُنْسِيهِم مَعاطِفَهُم ... ضَرْبُ القِداحِ وتَأْرِيبٌ على الخَطَرِ

  وَقالَ الأَصْمَعِيُّ: لم أَسْمَعْ للمَعاطِفِ بواحدٍ، وفي حَدِيثِ ابن عُمَرَ: «خَرَجَ مُتَلَفِّعاً بعِطافٍ» وفي حَدِيثِ عائِشَةَ: «فناوَلْتُها عِطافاً كانَ عَلَيَّ» وجمع العِطافِ: عُطُفٌ، وَأَعْطِفَةٌ، وعُطُوفٌ، والمِعْطَفُ والعِطافُ، مثل مِئْزَرٍ وإِزارٍ، وَمِلْحَف ولِحافٍ، ومِسْرَدٍ وسِرادٍ.

  وَقِيلَ: سُمِّيَ الرِّداءُ عِطافاً لوُقُوعِه على عِطْفَي الرَّجُلِ، وَهُما ناحِيَتا عُنُقِه.

  والعِطافُ: السَّيْفُ لأَنَّ العربَ تُسَمِّيهِ رِداءً، قال:

  وَلا مالَ لِي إلّا عِطافٌ ومِدْرَعٌ ... لَكُم طَرَفٌ منه حَدِيدٌ ولِي طَرَفْ

  الطَّرَفُ الأَول: حَدُّه الذي يُضْرَبُ به، والطرَفُ الثانِي: مَقْبَضُهُ، وقال آخر:

  لا مالَ إِلا العِطَافُ تُؤْزِرُه ... أُمُّ ثَلاثِينَ، وابْنَةُ الجَبَلِ⁣(⁣٤)

  وقال ابنُ عَبّادٍ: العِطافُ ككِتابٍ: اسمُ كَلْبٍ.

  والعَطُوفُ: النّاقَةُ التي تُعْطفُ على البَوِّ فتَرْأَمُه نقله الجوهَرِيُّ، والجمع عُطُفٌ.

  والعَطُوفُ: مَصْيَدةٌ سُمِّيَتْ لأَنَّ فيها خَشَبَةٌ مُنْعَطِفَة الرأْسِ كالعاطُوفِ.

  والعَطُوفُ في قِداحِ المَيْسِرِ: القِدْحُ الذي يَعْطِفُ على القِداحِ فيَخْرُجُ فائِزاً قال صَخْرُ الغَيِّ الهُذَلِيُّ⁣(⁣٥):

  فخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ في جَمِّهِ ... خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفاً⁣(⁣٦)


(١) هذه رواية ابن بري وفيها: والمنعمون ... وفي اللسان رواية أخرى:

العاطفون تحين ما من عاطفٍ ... وَالمطعمون زمان أين المطعمُ؟

(٢) في التهذيب: من غريب شجر البرّ.

(٣) في اللسان: تعطف عنقها.

(٤) قال ثعلب: هذا وصف صعلوكاً فقَالَ: لا مال له إلا العطاف، وهو السيف، وأم ثلاثين: كنانة فيها ثلاثون سهماً، وابنة الجبل: قوس نبعة في جبل وهو أصلب لعود له.

(٥) زيد في التهذيب: يصف ماء ورده.

(٦) ديوان الهذليين ٢/ ٧٥ وفسر العطوف بالقدح الذي يرد مرة بعد مرة.