تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع الفاء

صفحة 392 - الجزء 12

  الحَدِيثُ: «سُبْحانَ من تَعَطَّفَ بالعِزِّ وقالَ بِهِ» معناهُ: سُبْحانَ من تَرَدَّى بالعِزِّ، والتَّعَطُّفُ في حَقِّ الله سُبحانَه مَجازٌ، يُرادُ به الاتِّصاف، كأَنَّ العِزَّ شَمِلَه شُمُولَ الرِّداءِ، هذا قولُ ابنِ الأَثِيرِ، قال صاحبُ اللِّسانِ: ولا يُعْجِبُنِي قولُه: كأَنّ العِزَّ شَمِلَه شُمُولَ الرِّداءِ، والله تعالَى يَشْمَلُ كلَّ شيءٍ، وقالَ الأَزهري: المُرادُ به عِزُّ الله وجَمالُه وجَلَالُهُ، والعَرَبُ تَضَعُ الرِّداءَ موضِعَ البَهْجَةِ والحُسْنِ، وتَضَعُه موضِعَ النَّعْمَةِ والبَهاء كاعْتَطَف بهِ اعْتِطافاً، كما في المُحيطِ واللِّسانِ، ومنه قولُ ابنِ هَرْمَةَ:

  عُلِّقَها قَلْبُه جُوَيْريَةً ... تَلْعَبُ بينَ الوِلْدانِ مُعْتَطِفَهْ

  وقال اللَّيْثُ: يُقالُ للإنسانِ: يَتَعاطَفُ في مِشْيَتِه: إذا حَرَّكَ رأْسَهُ، وقال غيرُه: هو بمَنْزِلَةِ تَهادَى وتَمايَلَ، أَو تَبَخْتَرَ وهما واحِدٌ.

  واسْتَعْطَفَه اسْتِعْطافاً: سأَلَه أَنْ يَعْطِفَ عَلَيهِ فعَطَف.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  رَجُلٌ عَطُوفٌ وعَطّافٌ: يحمِي المُنْهَزِمِينَ.

  وَتَعَطَّفَ عَلَيه: وصَلَه وبَرَّهُ.

  وَتَعَطَّفَ على رَحِمِه: رَقَّ لها.

  وَالعاطِفَةُ: الرَّحِمُ، صفةٌ غالِبةٌ.

  وَقالَ اللَّيْثُ: العَطّافُ: الرجلُ الحَسَنُ الخُلُقِ، العَطُوفُ على الناسِ بفَضْلِه.

  وَيُقال: ما تَثْنِينِي عليكَ عاطِفَةٌ من رَحِمٍ ولا قَرابةٍ.

  وَعَطَف الشَّيءَ عُطُوفاً، وعَطَّفَه تَعْطِيفاً: حَنَاه وأَمالَه، فانْعَطَفَ وتَعَطَّفَ.

  وَيُقال: عَطَّفْتُ رَأْسَ الخَشَبَةِ، شُدِّدَ للكَثْرة.

  وَقَوْسٌ عَطُوفٌ، ومُعَطَّفَةٌ: مَعْطُوفَةُ إِحْدَى السِّيَتَيْنِ على الأُخْرَى.

  وَالعَطِيفَةُ والعِطافَةُ: القَوسُ: قال ذُو الرُّمَّةِ في العطائِفِ:

  وَأَشْقَرَ بَلَّى وَشْيَه خَفَقانُه ... على البِيضِ في أَغْمادِها والعَطائِف⁣(⁣١)

  وقَوْسٌ عَطْفَى: أي مَعْطُوفَةٌ، قال أُسامَةُ الهُذَلِيُّ:

  فمَدَّ ذِراعَيْهِ وأَجْنَأَ صُلْبَهُ ... وَفَرَّجَها عَطْفَى مَرِيرٌ مُلاكِدُ

  وَالعِطافَةُ بالكَسْرِ: المُنْحَنَى، قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ يصفُ صَخْرَةً طَوِيلَةً فيها نَحْلٌ:

  من كُلِّ مُعْنِقَةٍ وكُلِّ عِطافَةٍ ... مِنْها يُصَدِّقُها ثَوابٌ يَزْعَبُ⁣(⁣٢)

  وَشاةٌ عاطِفَةٌ بَيِّنَةُ العُطُوفِ والعَطْفِ: تَثْنِي عُنُقَها لِغَيْرِ عِلَّةٍ.

  وَفي حَدِيثِ الزّكاةِ: «لَيْسَ فِيها عَطْفاءُ» أي: مُلْتَوِيَةُ القَرْنِ، وهي نَحْو العَقْصاءِ.

  وَالعَطُوفُ: المُحِبَّةُ لزَوْجِها، والحانِيَةُ على وَلَدِها.

  وَانْعَطَفَ نَحْوَه: مالَ إِليهِ.

  وَعَطَفَ رَأْسَ بَعِيرِه إِليهِ: إذا عاجَه عَطْفاً.

  وَعَطَفَ الله تَعالَى بقَلْبِ السُّلْطانِ على رَعِيَّتِه: إذا جَعَله عاطِفاً رحِيماً.

  وَجَمْعُ عِطْفِ الرَّجُلِ: أَعْطافٌ، وعِطافٌ، وعُطُوفٌ.

  وَمَرَّ يَنْظُرُ في عِطْفَيْهِ: إذا مَرَّ مُعْجِباً.

  وَاعْتَطَفَ السَّيفَ والقَوْسَ: ارْتَدَى من بِهِما، الأَخِيرةُ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ:

  وَمنْ يَعْتَطِفْهُ على مِئْزَرِ ... فنِعْمَ الرِّداءُ علَى المِئْزَرِ

  وَالعَطْفُ: عَطْفُ أَطْرافِ الذَّيْل مِن الظِّهارِةِ على البِطانِةِ.

  وَفي حَلْبةِ الخَيْلِ: العاطِفُ، وهو السّادِسُ، رُوِيَ ذلِكَ عن المُؤَرِّجِ، قال الأَزْهَرِيُّ: ولم أَجِد الرِّوايَةَ ثابِتةً عن المُؤَرِّجِ من جِهَةِ من يُوثَقُ به⁣(⁣٣)، قال: فإِنْ صَحَّتْ عنه الرِّوايةُ فهو ثِقَةٌ.

  وَسَمَّوْا عاطِفاً، وعُطَيْفَةَ، كجُهَيْنَةَ.


(١) التهذيب وبرواية: «وأصفر ...» وبعد البيت قال: وأصفر يعني بردا يظلل به. والبيض: السيوف.

(٢) ديوان الهذليين ١/ ١٧٧ برواية: مما يصدقها.

(٣) قال أبو عبيد لا يعرف منها إلا السابق والمصلّى ثم الثالث والرابع إلى العاشر وَآخرها السُّكَيت والفِسْكِل.