تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غترف]:

صفحة 405 - الجزء 12

  والصّوابُ المَزَّةَ والمَزَّتَيْنِ، بالزّايِ، كما هو في النِّهايَةِ وَاللِّسانِ⁣(⁣١) والعُبابِ، زادَ الأَزْهَرِيُّ: ليَنْفَتِحَ ما انْسَدَّ مِن مَخارِجِ اللَّبَنِ في ضَرْعِ الأُمِّ قال: سُمِّيَتْ عَيْفَةً لأَنَّها تَعَافُه وَتَقْذَرُهُ وتَكْرَهُه، قال الأَزْهَري: وقولُ أَبِي عُبَيْدٍ: لا نَعْرِفُ العَيْفَةَ في الرِّضاعِ، ولكِنْ نُراها العُفَّةَ وهي بَقِيَّةُ اللَّبَن في الضَّرْعِ بعدَ ما يُمْتَكُّ أَكْثَرُ ما فِيهِ قُصُورٌ مِنْهُ قال: والَّذِي صَحَّ⁣(⁣٢) عندِي أَنَّها العَيْفَةُ لا العُفَّةُ، ومعناه أنَّ جارَتَها تَرْضَعُها المَزَّةَ والمَزَّتَيْنِ؛ ليَنْفَتِحَ ما انْسَدَّ من مَخارِجِ اللَّبَنِ، كما تَقَدَّم.

  والعَيِّفانُ، كتَيِّهانٍ: مَن دَأْبُه وخُلُقُه كَراهةُ الشَّيْءِ نَقَلَه الصّاغانِيُّ.

  والعِيفَةُ، بالكسرِ: خِيارُ المالِ مِثلُ العِيمَة.

  وقال شَمِرٌ: العَيَافُ - كسحابٍ - والطَّرِيدَةُ: لُعْبَتانِ لَهُم أي لصِبْيانِ الأَعْرابِ، وقد ذَكَر الطِّرِمّاحُ جوارِيَ شَبَبْنَ عن هذه اللُّعَبِ، فقَالَ:

  قَضَتْ مِنْ عَيافٍ والطَّرِيدةِ⁣(⁣٣) حاجَةً ... فهُنَّ إلى لهْوِ الحدِيثِ خُضُوعُ

  أَو العَيافُ: هي لُعْبةُ الغُمَيْصاءِ وفي بعْضِ النُّسخِ: الغُميْضاءِ، بالضادِ المُعْجَمة.

  وَأَعافُوا: عافَتْ دوابُّهُم الماءَ، فلم تَشْرَبْهُ قالَه ابنُ السِّكِّيتَ.

  قال ابنُ عبّادٍ: واعْتافَ الرَّجُلُ: إذا تَزَوَّد زاداً للسَّفَرِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  رَجُلٌ عَيُوفٌ، وعَيْفانُ: عائِفٌ.

  وَنُسُورٌ عوائِفُ⁣(⁣٤): تَعِيفُ على القَتْلَى وتَتَرَدَّدُ. واعْتافَه: عافَهُ، ومنه الحَدِيثُ: «أنَّ أَبا النَّبِيِّ مرَّ بامْرأَةٍ تَنْظُرُ وتَعْتَافُ».

  وَأَبُو العَيُوفِ، كصبُورٍ: رجُلٌ قالَ:

  وَكانَ أَبُو العَيُوفِ أَخاً وجارًا ... وَذا رَحِمٍ فقُلْتُ له نِقاضَا

  وَابنُ العَيِّفِ العبْدِيُّ، كسيِّدٍ: من شُعرائِهِم.

  وَمَعْيُوفُ بنُ يحْيى الحِمْصِيُّ، روى عن الحكَمِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ المخْزُومِيِّ، وعنه ابنُه حُميْدٌ، نقله ابنُ العدِيم في تاريخِ حلَبَ.

  وَمَعْيُوفٌ أَيضاً: رجلٌ آخرُ حَدَّث بدِمْياطَ، رَوَى عنه أَبو مَعْشَرٍ الطَّبرِيُّ نقله الحافِظُ.

  وَأَبُو البرَكاتِ بنُ عبْدِ الواحِدِ بنِ محمدِ بنِ عَمْرٍو⁣(⁣٥)، المعْيُوفيُّ الدِّمشْقِيُّ: حدَّث عن أَبِي مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ.

فصل الغين المعجمة مع الفاء

  [غترف]: الغَتْرَفَةُ أَهْمَلَه الجوْهرِيُّ والصّاغانِيُّ في التَّكْمِلَة، وأَوْرَدَه في العُبابِ نَقْلاً عن الأَحْمرِ، كذا في اللِّسانِ قالَ: الغَتْرَفَةُ: والغَطْرفَةُ، والتّغَتْرُفُ، والتَّغَطْرُفُ: التَّكَبُّرُ⁣(⁣٦) وأَنْشَد للمُغَلِّسِ بنِ لَقِيطٍ:

  فإِنَّك إِن عادَيْتَنِي غَضِب الحَصَى ... عليكَ وذُو الجَبُّورةِ المُتَغَتْرِفُ

  وَيُرْوَى: «المُتَغَطْرِفُ» قال يعْنِي: الرَّبَّ تَبارَكَ وتَعالى، قال الأَزْهَرِيُّ: ولا يَجُوزُ أَنْ يُوصَفَ الله تعالَى بالتَّغَتْرُفِ وإِن كانَ معناه تَكَبُّرًا؛ لأَنَّه ø لا يُوصفُ إلّا بما وَصَفَ به نَفْسه لفْظاً لا معنًى، ثم إِن الجَوْهريَّ أَوْرَدَ هذا الحَرْفَ اسْتِطْراداً في «غطْرف»، وأَنْشَدَ هذا الشِّعْرَ، وذَكَر الرِّوايتينِ، فكِتابَةَ المُصَنِّفِ إِيّاه بالأَحْمَرِ مَحَلُّ نظَرٍ لا يَخْفَى، فتأَمّل.


(١) الذي في اللسان والتهذيب بالراء في اللفظتين كالأصل.

(٢) كذا بالأصل والتكملة، وفي اللسان عنه: والذي هو أصح عندي ... ولم ترد العبارة في التهذيب. وفي النهاية عن الأزهري معقباً على قول أبي عبيد: العيفة صحيح، وسميت عيفة من عفت الشيء أعافه إذا كرهته.

(٣) عن التهذيب واللسان وبالأصل «والطريرة».

(٤) وردت في قول الطرماح:

وَيصبح لي مَنْ بطنُ نسرٍ مقيله ... دوين السماء في نسورٍ عوائفِ

(٥) بالأصل «بن مهدي عمرو» والتصحيح عن المطبوعة الكويتية نقلاً عن التبصير.

(٦) الذي في اللسان: التغترف مثل التغطرف: الكِبْرُ.