تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فيف]:

صفحة 421 - الجزء 12

  أي شَيْئاً وسُئِلَ ابنُ الأَعرابِيِّ عن الفُوفِ فلم يَعْرِفْه، وأَنشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ:

  وأَنْتِ لا تُغْنِينَ عَنِّي فُوفَا

  أي: شَيْئاً، والواحِدَةُ فُوفَةٌ.

  وبُرْدٌ مُفَوَّفٌ، كمُعَظَّمٍ: رَقِيقٌ كما في الصِّحاح.

  أَو فيهِ خُطُوطٌ بيضٌ.

  وقولَهم: بُرْدُ أَفْوافٍ، مُضافَةً كما في الصِّحاحِ، وكذا حُلَّةُ أَفْوافٍ: أي رَقِيقٌ وهي جَمْعُ فُوف، ومنه حدِيثُ عُثْمانَ: «وعَلَيْهِ حُلَّةُ أَفْوافٍ»

  وقالَ اللَّيْثُ: الأَفْوافُ: ضَرْبٌ من عَصْبِ الْبُرُودِ.

  وفافانُ: ع، على دِجْلَةَ تحت مَيّافارِقِينَ⁣(⁣١) نَقَله الصّاغانِيُّ في التَّكْمِلَةِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  بُرْدٌ فُوفيٌّ، وثُوثِيٌّ، على البَدَلِ، حَكاه يَعْقُوبُ: فيه خُطُوطٌ بيضٌ.

  وَغُرْفَةٌ مُفَوَّفَةٌ، جاءَ ذكرُها في حَديثِ كَعْبٍ⁣(⁣٢)، وَتَفْوِيفُها: لَبِنَةٌ من ذَهَبٍ وأُخْرَى من فِضَّةٍ.

  [فيف]: الفَيْفُ: المَكانُ المُسْتَوِي نقله الجَوهريُّ.

  أَو هي المَفازَةُ التي لا ما فِيها مع الاسْتِواءِ والسَّعَةِ، قالَهُ اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ:

  وَالرَّكْبُ يَعْلُو بهِمْ صُهْبٌ يَمانِيَةٌ ... فَيْفاً عَلَيهِ لذَيْلِ الرِّيحِ نِمْنِيمُ⁣(⁣٣)

  كالَفْيفاةِ وهذِه عن ابنِ جِنِّي والفَيْفاءِ بالمَدِّ ويُقْصَرُ فيُكْتَبُ بالياءِ، قال المُبَرِّدُ: أَلِفُ فَيْفاءَ زائِدَةٌ؛ لأَنَّهم يَقُولون: فَيْفٌ في هذا المَعْنَى، وقالَ شَيْخُنا: وَزْنُ فَيْفاء فَعْلاء، ولولا الفَيْفُ لَكانَ حَمْلُه على فَعْلانَ أَوْلى، ولكِنَّ الفَيْفَ دَلَّ على زِيادَةِ الأَلِفَيْنِ، فهي من بابِ قلق، وهي أَلفاظٌ يَسِيرةٌ، وَليسَتْ أَلِفُ فَيْفاءَ للإِلْحاقِ فيُصْرَف؛ لأَنَّه ليسَ في الكلامِ فَعْلال، وقد بَسَطَه السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ، فراجِعْه. ج الفَيْفِ: أَفْيافٌ، وفُيُوفٌ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لرُؤْبَةَ:

  مَهِيلُ أَفْيافٍ لها فُيُوفُ

  وَالمَهِيلُ: المَخُوفُ، وقولُه: لها؛ أي من جَوانِبِها صَحارى، هذا نَصُّ الصِّحاح، وفي التَّكْمِلَةِ: هو تَصْحِيفٌ قبِيحٌ، وتَفْسِيرٌ غيرُ صَحيحٍ، والرّوايةُ «مَهْبِلُ» بسكون الهاءِ وَكسر الباءِ المُوحَّدَةِ، وهي مَهْواةُ ما بينَ كلِّ جَبَلَيْنِ، وازْدادَ فَساداً بتَفْسِيرِه؛ فإِنَّه لو كانَ يكونُ من الهَوْلِ لَقِيلَ: مَهُولُ، بالواو.

  وجَمْعُ الفَيْفَى، مَقْصُورًا: فَيَافٍ.

  وقال المُؤَرِّجُ: الفَيْفُ من الأَرْضِ: مُخْتَلَفُ الرِّياحِ وَرجَّحَه شَمِرٌ وأَقَرَّه.

  وفَيْفٌ، من غيرِ إِضافَةٍ: مَنْزِلٌ لمُزَيْنَةَ قال مَعْنُ بنُ أَوْسٍ المُزَنِيُّ:

  أَعاذِلَ مَنْ يَحْتَلُّ فَيْفاً وفَيْحَةً ... وَثَوْرًا، ومن يَحْمِي الأَكاحِلَ بعْدَنَا؟

  وفَيْفُ الرِّيحِ: ع، بالدَّهْناءِ قال أَبو عَفّانَ: هو بأعالِي نَجْدٍ، وله يَوْمٌ مَعْرُوفٌ، كانَ فيه حَرْبٌ بينَ خَثْعَمَ وبَنِي عامِرٍ فُقِئَتْ فيه عينُ عامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ وهو القائِلُ فيه:

  وَقد عَلِمُوا أَنِّي أَكُرُّ عليهِمُ ... عَشِيَّةَ فَيْفِ الرِّيحِ كَرَّ المُدَوَّرِ⁣(⁣٤)

  وَأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لعَمْرِو بنِ مَعْدِيكَرِبَ:

  أَخْبَرَ المُخْبِرُ عنكُمْ أَنَّكُمْ ... يومَ فَيْفِ الرِّيحِ أُبْتُمْ بالفَلَجْ

  وَقالَ الصّاغانِيُّ: وليسَ هذا البيتُ في ديوانِ عَمْرِو بنِ مَعْدِيكَرِبَ، ولا لَه قَصِيدَةٌ على هذه القافِيَةِ.

  وقولُ الجَوْهَرِيِّ: وفَيْفُ الرِّيحِ: يَوْمٌ من أَيّامِ العَرَبِ غَلَطٌ والصَّوابُ: ويَوْمُ فَيْفِ الرِّيحِ: يَوْمٌ من أَيّامِ العَرَبِ.

  وفَيْفاءُ رَشادٍ: ع قال كُثَيِّرٌ:


(١) زاد ياقوت: يصب في دجلة عنده وادي الرزم.

(٢) ونصبه في اللسان: تُرفعُ للعبد غرفةٌ مغوّفة.

(٣) نسبه في التهذيب لذي الرمة، وهو في ديوانه ص ٥٧٧.

(٤) قبله في معجم البلدان «فيف الريح»:

لعمري وما عمري عليّ بهين ... لقد شان حر الوجه طعنة مسهر

فبئس الفتى إن كنتُ أعور عاقرًا ... جبانًا فما عذري لدى كل محضر؟