تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قحف]:

صفحة 423 - الجزء 12

  ويُقال: رَماهُ بأَقْحافِ رَأْسِه: إذا أَسْكَتَه بداهِيَةٍ أَوْرَدَها عليهِ نقَلَه الجَوْهرِيُّ، أو إذا رَماهُ بالمُعْضِلاتِ، أو بالأُمورِ العِظام، أَو مَعْناه: رَماه بِنَفْسِه، أو نَطَحَه عَمّا يُحاوِلُه كما في العُبابِ.

  والقَحْفُ، كالمَنْعِ: قَطْعُ القِحْفِ، أو كَسْرُه كما في العُبابِ أَو ضَرْبُه، أو إصابَتُه كما في الصِّحاحِ، وبِكُلِّ ذلِكَ فُسِّرَ قَوْلُهم: قَحَفْتُه قَحْفاً، فهو مَقْحُوفٌ.

  والقَحْفُ: شُرْبُ جَمِيعِ ما في الإِناءِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ كالاقْتِحافِ يُقال: قَحَفَ ما في الإناءِ قَحْفاً، واقْتَحَفَه: شَرِبَه جمِيعَه.

  والقَحْفُ: اسْتِخْراجُ ما في الإِناءِ ومنه القاحِفُ الذي ذُكِرَ.

  أَو القَحْفُ: جَذْبُ الثَّرِيدِ وغَيْرِه منه أي: من الإِناءِ، وَنَصُّ كتابِ الجامِعِ لمُحَمّدِ بنِ جَعْفَرٍ القَزّازِ: القَحْفُ:

  جَرْفُكَ ما في الإِناءِ من ثَرِيدٍ وغَيْرِه.

  ورَجُلٌ مَقْحُوفٌ: مَقْطُوعُ القِحْفِ وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  يَدَعْنَ هامَ الجُمْجُمِ المَقْحُوفِ ... صُمَّ الصَّدَى كالحَنْظَلِ المَنْقُوفِ

  والمِقْحَفَةُ، كمِكْنَسَةٍ: المِذْرَاةُ وهي الَّتِي يُقْحَفُ بها الحَبُّ؛ أي: يُذْرَى قاله ابنُ سِيدَه.

  والقاحِفُ: المَطَرُ الشَّدِيدُ، كما في الصِّحاحِ، زادَ الصّاغانِيُّ كالقاعِفِ، زادَ ابنُ سِيدَه يَجِيئُ فَجْأَةً فَيقْتَحِفُ سَيْلُه كُلَّ شَيْءٍ؛ أي يَذْهَبُ به ومنه قِيلَ: سَيْلٌ قُحافٌ، كما يَأْتِي قريباً.

  والقُحَيْفُ، كزُبَيْرٍ: ابْنُ عُمَيْرٍ هكَذا في النُّسَخِ، وَصوابُه ابنُ خُمَيْرٍ، بالخاءِ المُعْجَمة⁣(⁣١)، كما هو نَصُّ العُبابِ ابنِ سُلَيْم بالتَّصْغِير، وقَوْلُه: النَّدَى لَقَبُه، هكَذا هو مَضْبُوطٌ في سائِرِ النُّسَخِ، وقالَ الصاغانِيُّ: رَأَيْتُ بخَطِّ محمَّدِ بنِ حَبِيب في أَوّل دِيوانِ شِعْرِه: القُحَيْفُ البَدِيّ، بالباءِ المُوَحَّدة وتشديدِ التَّحْتِيَّة، وهو ابنُ عبدِ الله بْنِ عوْفِ ابنِ حَزْنِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ خَفاجَةَ⁣(⁣٢) بنِ عَمْرو بن عُقَيْلٍ: شاعِرٌ وهو المُرادُ بالقُحَيْفِ العُقَيْلِيّ المَذْكُور في مُصَنَّفِ أَبي عُبَيْدٍ، ومنهم من يَنْسِبُهُ، فيَقولُ: العامِريُّ.

  والقُحُوفُ: المَغارِفُ عن ابنِ الأَعْرابِيّ.

  وسَيْلٌ قُحافٌ، وَقُعافٌ، وجُحافٌ كغُرابٍ: أي جُرافٌ كثيرٌ، يَذْهَبُ بكُلِّ شَيْءٍ.

  وبَنُو قُحافَةَ كثُمامَةَ: بَطْنٌ من خَثْعَمَ.

  وأَبُو قُحافَةَ، عُثْمانُ بنُ عامِر بنِ عَمْرِو بن كَعْبِ بنِ سَعْدِ ابنِ تَيْمِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ: صَحابِيٌّ، والِدُ أَمِيرِ المُؤْمِنينَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق - رضِيَ الله تَعالَى عَنْهُما - أَسْلَمَ يومَ الفَتْحِ، فأُتِيَ به، وكأَنَّ رَأْسَهُ ثَغامَةٌ⁣(⁣٣)، فقَالَ: غَيِّرُوا هذا بشَيْءٍ، واجْتَنِبُوا السَّوادَ.

  وكُلُّ ما اقْتَحَفْتَه من شَيْءٍ واسْتَخْرَجْتَه فهو قُحافَةٌ وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ.

  وَقالَ أَبُو زَيْدٍ: عَجَاجَةٌ قَحْفاءُ وهي: الَّتِي تَقْحَفُ الشَّيْءَ، أي: تَذْهَبُ بِهِ.

  قال: وأَقْحَفَ الرَّجُلُ: إذا جَمَعَ حِجَارَةً في بَيْتِه، فوَضَعَ علَيْها مَتاعَه كما في العُبابِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  ضَرَبَهُ فاقْتَحَفَه: أَبانَ قِحْفاً من رَأْسِه.

  وَالمُقاحَفَةُ، والقِحافُ: شِدَّةُ المُشارَبَةِ بالقِحْفِ، قالَهُ أَبُو الهَيْثَم.

  وَقالَ غيرُه: مُقاحَفَةُ الشِّيْءِ واقْتِحافُه، وقِحافُهُ: أَخْذُه وَالذَّهابُ به.

  وَالإِقْحافُ⁣(⁣٤): الشُّرْبُ الشَّدِيدُ، ومنه حدِيثُ أَبِي هُرَيرةَ: «أَتُقَبِّلُ وأَنْتَ صائِمٌ؟ قال: نَعَمْ، أُقَبِّلُها وأَقْحَفُها» يَعْنِي أَشْرَبُ رِيقَها، وأَتَرَشَّفُه.

  وَقِحْفُ الرُّمّانَةِ: قِشْرُها؛ تَشْبِيهاً بقِحْفِ الرَّأْسِ.

  وَقَحَفَ يَقْحُفُ قُحافاً: سَعَلَ عن ابنِ الأَعرابيِّ. قلتُ: وَقَحَبَ - بالباء - مثلُه، لُغَةُ الْيَمَنِ.


(١) انظر الآمدي ص ٩٣ وفي معجم المرزباني ص ٣٣١ «حمير» ونقل الآمدي عن ابن ماكولا «خمير» بضم الخاء وتشديد الياء.

(٢) سقط لفظ «معاوية» عند الآمدي، وقال المزرباني: حزن بن خفاجة، اسمه معاوية بن عمرو ...

(٣) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «ثعامة».

(٤) اللسان: والاقتحاف.