تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع الفاء

صفحة 430 - الجزء 12

  وقَراف كسَحابٍ: ة، بجَزِيرَةٍ لبَحْرِ اليَمَن بحِذاءِ الجارِ أَهْلُها تُجّارٌ، نقله الصّاغانِيُّ، وضبَطَه في التّكْمِلةِ ككِتابٍ.

  ورَجُلٌ مَقْرُوفٌ: ضامِرٌ لَطِيفٌ مَخْرُوطٌ، نقله ابنُ عَبّادٍ.

  وأَقْرفَ له: داناهُ عن أَبِي عَمْرٍو، وقال الأَصمَعِيُّ: أي خالَطَه يُقال: ما أَبْصرَتْ عَيْنِي، ولا أَقْرَفَتْ يَدِي، أي: ما دَنَتْ مِنْه، وما أَقْرَفْتُ لذلِك: أي ما دَانَيْتُه، ولا خالَطْتُ أَهْلَه، قال ابنُ بَرِّيّ: شاهِدُه قولُ ذِي الرُّمَّةِ:

  نَتُوجٍ ولم تُقْرَفْ لِما يُمْتَنَى لَه ... إذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَلِيلُها

  لم تُقْرَفْ: لم تُدانِ ما لَهُ مُنْيَةٌ، والمُنْيَةُ: انْتِظارُ لَقْحِ النّاقَةِ من سبعةِ أَيَّامٍ إلى خَمْسَةَ عَشَرَ يوماً.

  وقال اللَّيْثُ: أَقْرَفَ فلانٌ فُلانًا وذلك إذا وَقَعَ فيهِ وَذَكَرَه بسُوءٍ.

  ويُقال: أَقْرَفَ به وأَظَنَّ بِهِ: إذا عَرَّضَه للتُّهْمَةِ والظِّنَّةِ وَالقِرْفَةِ.

  وقال أَبو عَمْرٍو: أَقْرَفَ آلُ فُلانٍ فُلانًا: إذا أَتاهُم وهُمْ مَرْضَى فأَصابَهُ ذلِكَ فاقْتَرَفَ هو من مَرَضِهم.

  والمُقْرِفُ، كمُحْسِنٍ من الفَرَسِ وغَيْرِه: ما يُدانِي الهُجْنَةَ، أي الذي أُمُّه عَرَبِيَّةٌ لا أَبُوه؛ لأَنَّ الإِقْرافَ إِنَّما هُو مِنْ قِبَلِ الفَحْلِ، والهُجْنَةُ من قِبَلِ الأُمِّ ومنه الحَدِيثُ: «أَنَّه رَكِبَ فَرَساً لأَبِي طَلْحَةَ مُقْرِفاً» وقِيلَ: هو الَّذِي دَانَى الهُجْنَةَ من قِبَلِ أَبِيه.

  والمُقْرِفُ: الرَّجُلُ في لَوْنِه حُمْرَةٌ، كالقَرْفيِّ بالفَتْحِ وَكذلكَ القَرْفيُّ من الأَدِيمِ: هو الأَحْمرُ.

  واقْتَرَفَ: اكْتَسَبَ ومنه قَولُه تَعالى: {وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً}⁣(⁣١) أي: يَكْتَسِب، وقولُه تَعالَى: {وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ}⁣(⁣٢) أي: ليَعْمَلُوا ما هُمْ عامِلُونَ من الذُّنُوب.

  وَاقْتَرَفَ لعِيالِه: أي: اكْتَسَبَ لهم.

  واقْتَرَفَ الذَّنْبَ: أَتاهُ وفَعَلَه: قال الرّاغِبُ: أَصْلُ القَرْفِ وَالاقْتِرافِ: قَشْرُ اللِّحاءِ عن الشَّجرِ، والجُلَيْدَةِ عن الجُرْحِ⁣(⁣٣)، واسْتُعِيرَ الاقْتِرافُ للاكْتِسابِ حُسْنًا كانَ أَو سُوءًا، وهو في الإِساءَةِ أَكْثَرُ استَعْمالاً، ولهذا يُقالُ: الاعْتِرافُ يُزيلُ الاقْتِرافَ. انتهى.

  وبَعِيرٌ مُقْتَرَفٌ للمَفْعُولِ: الذِي اشْتَرِي حَدِيثاً وإِبلٌ مُقْتَرَفَةٌ: مُسْتَجَدَّةٌ.

  وقارَفَهُ مُقارَفَةً، وقِرافاً: قاربَهُ ولا تكونُ المُقارَفَةُ إِلا في الأشْياءِ الدَّنِيَّة، قال طَرَفَةُ:

  وَقِرافُ مَنْ لا يَسْتَفِيقُ دَعارَةً ... يُعْدِي كما يُعْدِي الصَّحِيحَ الأَجْرَبُ⁣(⁣٤)

  وَقالَ النّابِغَةُ:

  وَقارَفَتْ وهِيَ لَم تَجْرَبْ وباعَ لَها ... من الفَصافِصِ بالنُّمِّيِّ سِفْسِيرُ⁣(⁣٥)

  أي: قارَبَتْ أَنْ تَجْرَبَ، وفي حَدِيث الإِفْكِ: «إِنْ كُنْتِ قد قارَفْتِ⁣(⁣٦) ذَنْباً فتُوبِي إلى الله» وهذا راجِعٌ إلى المُقارَبَةِ وَالمُداناةِ.

  وَقارَفَ الجَرَبُ البَعِيرَ قِرافاً: داناهُ شَيْءٌ منه.

  وَما قارَفْتُ سُوءًا: ما دانَيْتُه: وفي الحَدِيث: «هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لم يُقارِف اللَّيْلَةَ؟ فقَالَ أَبُو طَلْحَةَ - ¥: أَنَا» قال ابنُ المُبارَك: قال فُلَيْحٌ: أُراهُ يَعْني الذَّنْبَ.

  وقال ابنُ فارِسٍ: قارَفَ المَرْأَةَ: جامَعَها لأَنَّ كلَّ واحِدٍ مِنْهُما لِباسُ صاحِبِه.

  وَقالَ الرّاغِبُ: قارَفَ فُلانٌ أَمْرًا: إذا تَعاطَى منه ما يُعابُ به.

  وتَقَرَّفَت القَرْحَةُ: إذا تَقَشَّرَتْ وذلِكَ إذا يَبِسَتْ، قال عَنْتَرَةُ العَبْسِيُّ:


(١) سورة الشورى الآية ٢٣.

(٢) سورة الأنعام الآية ١١٣.

(٣) في المفردات: والجلدة عن الجرح، وما يؤخذ منه قرف.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٢ وفسر القراف بالمخالطة.

(٥) البيت لأوس بن حجر وهو في ديوانه ط بيروت ص ٤١. قال الجواليقي: قارفت أي دنت من الجرب ولم تجرب بعد، وإنما دنت من الجرب لأنها أقامت في الريف، ويقال معناه دانت الجرب.

وَفي ديوان النابغة الذبياني صنعة ابن السكيت ص ٢٠٤ من قصيدة مطلعها:

ودع أمامة والتوديع تعذير ... وَما وداعك من قفَّت به العيرُ

(٦) كذا بالأصل: «قد قارفت» وبدون «قد» رواية النهاية.