تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ودف]:

صفحة 521 - الجزء 12

  واسْتَوْخَفَ الدَّهْرُ مالَه: ذَهَبَ بِهِ، وبه فُسِّرَ قولُ أَبي نُخَيْلَةَ السّابقُ في «وجف».

  وَوَخْفانُ: موضِعٌ عن ابنِ دُرَيْدٍ⁣(⁣١)، وقالَ ياقُوت: فيه نَظَرٌ.

  [ودف]: وَدَفَ الشَّحْمُ، كوَعَدَ، يَدِفُ وَدْفا: ذَابَ وسَالَ وَهو مُطاوِعُ اسْتَوْدَفَه.

  ووَدَفَ الإِناءُ وَدْفاً: قَطَرَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  ووَدَفَ له العَطاءَ: أَقَلَّه نقَلَه الصّاغانِيُّ.

  والوَدْفَةُ: الرَّوْضَةُ الخَضْراءُ من نَبْتٍ كالوَدِيفَةِ كما في الصِّحاحِ، وقِيلَ: الخَضْراءُ المَمْطُورَةُ اللَّيِّنَةُ العُشْبِ، وَقِيلَ: هي الرَّوْضَةُ النّاضِرَةُ المُتَخَيِّلَة، وقالُوا: أَصبَحَت الأَرْضُ وَدْفَةً واحِدَةً: إذا اخْضَرَّتْ كُلُّها وأَخْصَبَت.

  قال أَبو صاعِدٍ: يُقال: وَدِيفَةٌ من بَقْلٍ وعُشْبٍ: إذا كانَت الرَّوْضَةُ ناضِرَةً مُتَخَيِّلَةً، ويُقالُ: حَلُّوا في وَدِيفَةٍ مُنْكَرَةٍ، وفي غَذِيمَةٍ مُنْكَرةٍ.

  والوَدَفَةٌ بالتَّحْرِيكِ: النَّصِيُّ والصِّلِّيَانُ عن ابن عَبّادٍ.

  وقال ابنُ الأَعْرابيِّ: الوَدَفَةُ: بُظارَةُ المَرْأَةِ والذّالُ لُغَةٌ فيه.

  والوُدافُ كغُرابٍ: الذَّكَرُ وأَصْلُه أُدافٌ، قُلِبَت الواوُ هَمْزَة⁣(⁣٢)، وهو مِمّا لَزِم فيه البَدَلُ؛ إِذ الوُدافُ غيرُ مَسْموعٍ في كَلامِهِم، وهو قِياسٌ مُطَّرِدٌ، قال الأَزْهَرِيُّ: سُمِّي بِهِ لما يَدِفُ أي: يَسِيلُ ويَقْطُرُ مِنْه من المَنِيِّ وغيرِه كالمَذْيِ وَالبَوْلِ، وقال ابنُ الأَثِيرِ: سُمِّي بما يَقْطُرُ منه مَجازاً، وقد تَقَدَّمَ في «أدف» نحوٌ من ذلِكِ.

  واسْتَوْدَفَ الشَّحْمَةَ: اسْتَقْطَرَها فوَدَفَتْ، كما في الصِّحاح.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: اسْتَوْدَفَ الخَبَرَ: إذا بَحَثَ عنه، كتَوَدَّفَه وَكذلِكَ تَوَكَّفَه. واسْتَوْدَفَت المَرْأَةُ: إذا جَمَعَتْ ماءَ الرَّجُلِ في رَحِمِها وَتَقَبَّضَتْ؛ لِئَلَّا يَغْتَرِقَ⁣(⁣٣) الماءُ فلا تَحْمِلُ، قاله ثَعْلَبٌ.

  وقال اللّيْثُ: اسْتَوْدَفَ لَبَنًا في الإِناءِ ونحوِه: إذا فَتَحَ رَأْسَهُ فأَشْرَفَ عَلَيهِ وقالَ غيرُه: اسْتَوْدَفَ اللّبَنَ في الإِناءِ: إذا صَبَّه فيهِ.

  واسْتَوْدَفَ النَّبْتُ: أي طالَ عن ابنِ عَبّادٍ.

  وقال العُزَيْزِيُّ تَوَدَّفَت الأَوْعالُ فَوْقَ الجَبَلِ كأَنّها أَشْرَفَتْ عليهِ.

  * ومما يُستَدْرَكُ عَلَيه:

  الوَدْفُ، بالفتحِ، والوُدافُ كغُرابٍ: المَنِيُّ حَكاهُ ابنُ بَرِّيّ عن أَبِي الطَّيِّبِ اللُّغَوِيِّ، وفي الحَدِيثِ: «في الوُدافِ الغُسْلُ» قال ابنُ الأَثِيرِ: هُو الّذِي يَقْطُرُ من الذَّكَر فوقَ المَذْيِ.

  وَهو يَسْتَوْدِفُ مَعْروفَ فُلانٍ: أي يَسْأَلُه.

  وَالوَدَفَةُ مُحَرَّكَةً: الرَّوْضَةُ الخَضْراءُ عن أَبي حازمٍ، لَغَةٌ في الوَدْفَةِ، بالفتحِ.

  وَوَدْفَةُ الأَسَدِيُّ، بالفتح: من شُعَرائِهِم.

  وَالوَدْفَةُ: الشَّحْمَةُ.

  وَإِياسُ بنُ وَدَفَةَ الأَنْصارِيُّ، مُحرَّكةً: له صُحْبَةٌ.

  [وذف]: الوَذَفَةُ، مُحرَّكَةً: بُظارَةُ، المَرْأَةِ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ.

  ووَذَفَ الشَّحْمُ وغَيْرُه يَذِفُ؛ أي: سالَ وقَطَرَ، لُغَةٌ في وَدَفَ.

  وفي الحَدِيثِ: نَزَلَ بأُمِّ مَعْبَدٍ الخُزاعِيَّةِ ^ وَذْفانَ مَخْرَجِهِ إلى المَدِينَةِ؛ أي: عِنْدَ مَخْرَجهِ، قال ابنُ الأَثِيرِ: وهو كما تَقُولُ: حِدْثانه، وَسُرْعانه.

  ويُقال: مَرَّ يُوَذِّفُ تَوْذِيفاً، ويَتَوَذَّفُ: إذا كان يُقارِبُ الخَطْوَ، ويُحَرِّكُ مَنْكِبَيْهِ زادَ أَبو عَمْرو مُتَبَخْتِرًا ومنه حدِيثُ الحَجّاجِ: «ثُمَّ انْطَلَقَ يَتَوَذَّفُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْها»⁣(⁣٤).


(١) كذا بالأصل وفي الجمهرة ٣/ ٢٣٩ «وخَفّان» بتشديد الفاء. ونقله عن ابن دريد ياقوت في معجمه وَخْفان: بالفتح ثم السكون.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: قلبت الواو همزة. هذا لا يتأتى إلا على جعل وداف أصلاً وقلبت واوه همزة كما في اللسان لا على ما قاله المصنف هنا، نعم لو ذكر هذا في «أدف» عند قول المصنف: الأداف كغراب: الذكر لكان أولى».

(٣) في اللسان: يفترق بالفاء.

(٤) نصه في التهذيب: ورُوي أن الحجاج قام يتوذّف بمكة في سبتين له، بعد قتله ابن الزبير، حتى دخل على أسماء.