تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هتف]:

صفحة 534 - الجزء 12

  : الاعْتِزاءُ والاتِّصالُ قال الأَزْهَرِيُّ: كانَ علَى معناهُ في الأَصْلِ إِلافاً، فصَيَّر الهمزةَ واواً⁣(⁣١).

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الوَلْفُ: ضربٌ من العَدْوِ، كالوَلِيفِ، وقد وَلَفَ الفَرَسُ وَلْفاً.

  وَكُلُّ شيءٍ غَطَّى شَيْئاً وألْبَسَه فَهُو مُولِفٌ له، قال العَجَّاجُ:

  وصارَ رَقْرَاقُ السَّرابِ مُولِفَا

  لأَنَّه غَطَّى الأَرْضَ.

  وَبَرْقٌ وِلافٌ، وإِلافٌ: إذا بَرَقَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وهو الَّذِي يَخْطَفُ خَطْفَتَيْنِ في واحِدَةٍ، ولا يَكادُ يُخْلِفُ، وزَعَمُوا أَنّه أَصْدَقُ المُخِيلَة، وإِيّاه عَنَىَ يَعْقُوبُ بقولِه: الوِلافُ، وَالإِلافُ.

  وَتَوالَفَ الشيءُ مُوالَفَةً، ووِلافاً نادِرٌ: ائْتَلَفَ بعضُه إلى بَعْضٍ، وليسَ من لَفْظِه.

  [وهف]: وَهَفَ النَّباتُ يَهِفُ وَهْفاً، ووَهِيفاً: أَوْرَقَ وَاهْتَزَّ واخْضَرَّ، مثل: وَرَفَ يَرِفَ وَرْفاً، ووَرِيفاً.

  ووَهَفَ فُلانٌ ووَحَفَ: إذا دَنَا ويُقال: خُذْ ما وَهَفَ لك وَوَحَفَ لَكَ: أي دَنَا وأَمْكَنَ.

  وفي كَلامِ قَتادَةَ: «كُلّما وَهَفَ⁣(⁣٢) لَهُمْ شَيْءٌ من الدُّنْيا أَخَذُوه، ولا يُبالُونَ حَلالاً كانَ أو حَراماً»، أي: عَرَضَ لَهُم وَبَدَا.

  ووَهَفَ لِي كَذَا وَهْفاً: أي طَفَّ، كأَوْهَفَ يُقال: ما يُوهِفُ له شَيْءٌ إِلَّا أَخَذَه؛ أي: ما يَرْتَفِعُ له شَيْءٌ إلّا أَخَذَه، وَكذلِكَ ما يُطِفُّ له، وما يُشْرِفُ له، إِيهافا وإِشْرافا.

  والواهِفُ: سادِنُ الكَنِيسَةِ التي فِيها صَلِيبُهم وقيِّمُها كالوافِهِ، وعَمَلُه الوَهافَةُ، بالكسرِ والفَتْحِ، والوُهْفِيَّةُ كأُثْفِيَّةٍ، وَالهِفِّيَّة وهذه موضِعُها المُعْتَلّ، وكذا الوَفاهَةُ والوَفْهِيَّةُ، ومنه حدِيثُ عُمَرَ ¥: «لا يُغَيَّرُ واهِفٌ عن وُهْفِيَّتِهِ»⁣(⁣٣) ويُرْوَى وافِهٌ «عن وُفْهِيَّتِه» وقَدْ وَهَفَ يَهِفُ وَهْفاً ووِهافَةً ومنه حديثُ عائِشةَ ^ - تصِفُ أباهَا -: «قُبِضَ رَسُولُ الله وهُو عَنْه راضٍ، قد طَوَّقَه وَهْفَ الأَمانَةِ»⁣(⁣٤) أي القِيامَ بِها، من واهِفِ النَّصارَى.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  وهَفَ الشيءُ يَهِفُ وَهْفاً: طارَ، نَقَلَه الأَزْهَريُّ، وأَنشدَ للرّاجزِ:

  سائِلَة الأَصْداغِ تَهْفُو⁣(⁣٥) طاقُها

  أيْ: يَطِيرُ كِساؤُها، هكَذا قالَ، وأَوْرَدَ ابنُ بَرِّي هذا البَيْتَ في ترجمة «هفا».

  وَالوَهْفُ: المَيْلُ مِن حَقٍّ إلى ضَعْفٍ، كالهَفْوِ.

فصل الهاء مع الفاء

  [هتف]: هَتَفَتِ الحَمامَةُ تَهْتِفُ هَتْفاً: صاتَتْ وفي نُسْخَةٍ: صاحَت، وفي السانِ: ناحَتْ، وفي العُبابِ: صَوَّتَتْ، قال جَمِيلٌ⁣(⁣٦):

  أَأَنْ هَتَفَتْ وَرْقاءُ ظَلْتَ سَفاهَةً ... تُبَكِّي على جُمْلٍ لِوَرْقاءَ تَهْتِفُ؟

  وهَتَفَ به هُتافاً، بالضّمِّ: صاحَ بهِ نقله الجَوْهَرِيُّ، وَقالَ غيرُه: دعاهُ، وفي حدِيثِ حُنَيْنٍ: «قال: اهْتِفْ بالأَنْصارِ» أي: نادِهِم وادْعُهُم، وفي حَدِيثِ بَدْرٍ: «فَجَعَل يَهْتِفُ بِرَبِّه» أي: يَدْعُوه ويُناشِدُه.

  وهَتَفَ فُلانًا، وهَتَف بهِ الأَخِيرُ نقَلَه أَبو زَيْدِ: مَدَحَه.

  ويُقال: فُلانَةُ يُهْتَفُ بِها أي: تُذْكَرُ بالجَمالِ.

  وقَوْسٌ هَتّافَةٌ، وهَتُوفٌ، وهَتَفَى كجَمَزَى: مُرِنَّةٌ ذاتُ صَوْتٍ تَهْتِفُ بالوَتَرِ، قال أُمَيَّةُ بنُ أَبِي عائِذٍ الهَذَلِيُّ:


(١) عبارة التهذيب: كأنه أراد «الإلاف» فصيّر الهمزة واواً.

(٢) في التكملة: كانوا إذا وهفَ.

(٣) نصه في التهذيب: «ويُترك الواهف على وهافته» قال ابن الأثير: ويروى: الوافه والواقه.

(٤) في التهذيب والنهاية: «وهف الدين» زيد في التهذيب بعده: أي قلّده القيام بشرف الدين بعده.

(٥) في التهذيب: يهفو.

(٦) بالأصل «جمل» والبيت لجميل في ديوانه ط بيروت ص ٨١.