تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الشين المعجمة

صفحة 103 - الجزء 2

  وفي التهذيب عن أَبي زيد: الماءُ الشَّرِيبُ: الذي لَيْسَ فِيه عُذُوبَةٌ، وقد يَشْرَبُه النَّاسُ عَلَى مَا فِيه. والشَّرُوب: دُونَه في العُذُوبَة ولَيْسَ يَشْرَبُه النَّاسُ إِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَةِ، ومِثْلُه حَكَاه صَاحِب كتاب المَعَالِم وابْنُ سِيدَه في المُخصّص والمُحْكَم. وقال الليث: مَاءُ شَرِيبٌ وشَرُوبٌ⁣(⁣١): فيه مَرَارَةٌ ومُلُوحَةٌ ولم يَمْتَنِع من الشُّرْبِ، ومِثْلُه قَالَ صَاحِبُ الوَاعِي.

  ومَاءٌ شَرُوبٌ و [ماءٌ]⁣(⁣٢) طَعِيمٌ بِمَعْنىً وَاحد. وفي حديث الشورى: «جُرْعَةٌ شرُوبٌ أَنْفَعُ مِنْ عَذْبٍ موبٍ» يَسْتَوِي فِيهِ المذَكَّرُ والمُؤَنَّثُ، وَلِهَذا وُصِفَ به الجُرْعَة. ضُرب الحَدِيثُ مَثَلاً لِرَجُلَيْن أَحَدُهُما أَدْوَنُ وأَنْفَعُ، والآخَر أَضَرُّ وأَرْفَعُ⁣(⁣٣)، كذا في لِسَانِ العَرَب.

  وعن ابْنِ دُرَيْدِ: مَاءٌ شَرُوبٌ، ومِيَاهٌ شَرُوبٌ، ومَاءٌ مَشْرَبٌ كَشَرُوب عن الأَصمعي. وأَشْرَب الرجلُ: سَقَى إِبِلَه.

  وأَشْرَبَ: عَطِش بِنَفْسِه. يُقَالُ: أَشْرَبْنَا أَي عَطِشْنَا. قَالَ: اسْقِنِي فإنَّني مُشْرِب.

  رَوَاهُ ابْنُ الأَعْرَابِيّ وَفَسَّرهُ بأَنَّ مَعْناه عَطْشَان يَعْنِي نَفْسَه أَوْ إِبْلَه. وقال غيرُه: أَشْرَبَ: رَوِيتْ إِبله. وعَطِشَت رَجُلٌ مُشْرِبٌ: قَدْ شَرِبَتِ إِبِلُه، ومُشْرِبٌ عَطِشَت إِبِلُه، وهما عِنْدَه ضِدُّ ونَسَبَه الصَّاغَانِيُّ إِلَى اللَّيْثِ. وأَشْرَبَ الإِبِلَ فَشِرِبَت، وأَشْرَب الإِبِل حَتَّى شَرِبَت. وأَشْرَبْنَا نَحْنُ: رَوِيَتْ إِبِلُنَا.

  وأَشْرَبْنَا: [عَطِشْنا أَو]⁣(⁣٤) عَطِشَت إِبِلُنَا. وأَشْرَب⁣(⁣٥) الرَّجُلُ: حَانَ لإِبِلِه أَنْ تَشْرَبَ.

  ومن المجازِ: أَشْرَبَ اللَّونَ: أَشْبَعَه، وكلُّ لَوْنٍ خَالَطَ لوناً آخر فقد أُشْرِبَه، وقد اشرابّ على مِثَالِ اشْهابّ⁣(⁣٦).

  والإِشْرَابُ: لَوْنٌ قد أُشْرِبَ مِنْ لَوْن [آخر]⁣(⁣٧). يقال: أُشْرِبَ الأَبْيَضُ حُمْرَةً، أَي عَلَاه ذلِكَ. وفيه شُرْبَةٌ من حُمَرَة أَي إِشرَابٌ. ورَجُلٌ مُشْرَبٌ حُمُرَةً، مُخَفَفَّا، وإِذَا شُدِّد كان للتَكْثِيرِ والمُبَالَغَة. والشَّرِيبُ: مَنْ يَسْتَقِي أَو يُسْقَى مَعَك. وَبِه فَسَّر ابْن الأَعْرَابِي قَوْلَ الرَّاجز:

  رُبَّ شَرِيبٍ لَكَ ذِي حُسَاسِ⁣(⁣٧) ... شِرَابُه كالحَزِّ بالمَواسِي

  الحُساس: الشُّؤم والقَتْل. يَقُولُ: انْتِظَارُك إِيَّاه عَلى الحَوْضِ قَتْلٌ لَكَ ولإبِلك.

  والشَّرِيبُ: مَنُ يُشَارِبُكَ ويِورِدُ إِبِلَه مَعَك. شَارَبَ الرَجلَ مُشَارَبَةً وشِرَاباً. شَرِبَ معه، وهو شَرِيبِي.

  قال الراجز:

  إِذَا الشَّرِيبُ أَخَذَتْهُ أَكَّهْ ... فخَلِّه حَتَّى يَبُكَّ بَكَّهْ

  والشِّرِّيبِ كِسِكِّيت: المولَعُ بالشَّراب، ومِثْلُه في التَّهْذِيب. ورجل شَارِبٌ وشَرُوبٌ وشِرِّيبٌ وشَرَّابٌ: مُولَعٌ بالشَّرَاب. ورَجُلٌ شَرُوبٌ: شَدِيدُ الشُّرْب.

  والشَّارِبَةُ: القَومُ يَسْكُنُون على ضِفَّة، وفي نُسْخَةٍ ضَفّة بفَتْحِ الضَّادِ المُعْجَمَة النَّهْرِ⁣(⁣٨)، وَهُم الَّذِين لَهُم مَاءُ ذلِكَ النَّهْر.

  والشَّرْبَةُ: النَّخْلَةُ الَتي تَنْبُتُ من النَّوى جَمْعُه شَرَبَاتٌ.

  والشُّرْبَةُ. بالضَّمِّ: حُمْرَةٌ في الوَجْه. يقال: أُشْرِبَ الأَبْيَضُ حُمْرَةً: عَلَاه ذَلِك. وفيه شُرْبَةٌ من حُمْرَةٍ. ورجُلٌ مُشْرَبٌ حُمْرَة، وإِنَّه لمَسْقِيُّ الدَّمِ، مِثْلُه.

  وفي صِفَتِه ÷ «أَبْيَضُ مُشْرَبٌ حُمْرَةً» وسَيَأْتِي بَيَانُه.

  والشُّرْبَةُ: ع ويُفْتَح في المَوْضِع، وجاءَ ذلِك في شِعْرِ امْرِئ القَيْسِ، والصَّحِيحُ أَنَّه الشَّرَبَّةُ بتشديد الموحدة، وإِنَّما غَيَّرهَا لِلضَّرُورَةِ.

  والشُّرْبَةُ: مِقْدَارُ الرِّيِّ مِنَ الْمَاءِ كالحُسْوَة والغُرْفَةِ واللُقْمَة.

  والشُّرَبَةُ كهُمَزَة: الكَثِيرُ الشُّرْبِ. يُقَالُ: رَجُلٌ أُكَلَة


(١) عن اللسان، وبالأصل: «شريب وشريب». وفي المقابيس: ماء شروب وشريب إِذا صلح أَن يشرب وفيه بعض الكراهة.

(٢) زيادة عن اللسان.

(٣) اللسان: أَرفع وأَضرّ.

(٤) زيادة عن اللسان.

(٥) في اللسان: ورجلٌ مُشرِبٌ: حان لإبله أَن تَشْرَبَ.

(٦) عن اللسان، وبالأصل: اشرأَب على مثال اشهأب.

(٧) ١) وقيل: الحساس هنا: الأذى والسورة في الشراب.

(٨) ٢) في الصحاح: الشاربة: القوم على ضفة النهر ولهم ماؤه.

وفي اللسان: الذين مسكنهم على ضفة النهر.