تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أمق]:

صفحة 11 - الجزء 13

  وفي الحَدِيثِ: «اللهُمَّ إِنِّي أَعوذُ بكَ من الأَلْسِ والأَلْقِ» قال القُتَيْبِيُّ: وأَصْلُه الوَلْقُ، فأَبْدِلَ الواوُ هَمْزَةً، وقد اعْتَرَضَه ابنُ الأَنْبَارِيِّ، وقالَ: إِبْدالُ الهَمْزَةِ من الواوِ المَفْتُوحَةِ لا يُجْعَل أَصْلاً يُقَاسُ عليه، وإِنّما يُتَكَلَّمُ بما سُمِعَ منه، وقال أَبو عُبَيْدٍ: الأَلْقُ هنا: الجُنُونُ.

  ورَجُلٌ إِلاقٌ، ككِتابٍ، خَدّاعٌ مُتَلَوِّنٌ.

  وبَرْقٌ أُلَّقٌ: مثلُ خُلَّبٍ.

  ورَجُلٌ إِلْقٌ، بالكسرِ: سييِّءُ الخُلُقِ، وكذلك امْرَأَةٌ إِلْقَةٌ.

  والإِلْقَةُ: السِّعْلاةُ؛ لخُبْثِها.

  وامْرَأَةٌ إِلَّقَةٌ، كإِمَّعَةٍ: سَرِيعَةُ الوَثْبِ.

  وبَرْقٌ آلِقٌ، ومنه قُوْلُ السِّعْلاةِ صاحِبَةِ عَمْرِو بنِ يَرْبُوعٍ، وكانَ قد تَزَوَّجَها:

  أَمْسِكْ بَنِيكَ عَمْرُو إِنِّي آبِقُ ... بَرْقٌ على أَرْضِ السَّعالَى آلِقُ

  والمَيْلَقُ، كمَقْعَدٍ: اشْتَهَرَ بهِ العَلّامةُ شِهابُ الدِّينِ أَحْمَدُ بنُ عبدِ الواحِدِ اللَّخْمِيُّ الإِسْكَنْدَرِيُّ، عُرِف بابنِ المَيْلَقِ، وسُئِل عن شُهْرَتهِ فقَالَ: المَيْلَقُ: هو مَحَلُّ الذَّهَبِ.

  قلتُ: وهذَا هو الباعِثُ في ذِكْرِه هُنا، كأَنّه من أَلَقَ يَأْلِقُ: أَي لَمَعَ وأَضاءَ، ومِنْ آلِ بيتِه نَجْمُ الدِّينِ بنُ المَيْلَقِ، كَتَبَ عنه الحافِظُ اليَعْمُرِيُّ من شِعْرِه، وعَطاءُ اللهِ بنُ مُخْتارِ بنِ المَيْلَقِ، كتبَ عنه الحافِظُ الدِّمْياطِيُّ، وناصِرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الدّائِمِ ابنِ بِنْتِ المَيْلَقِ: اجْتَمَعَ بهِ الحافِظُ بن حَجَرٍ، وكان واعِظاً مَشْهُوراً.

  [أمق]: أَمْقُ العَيْنِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقال يُونُس في كتابِ اللُّغاتِ: مثلُ مَأْقها ومُوقِها، كما في العُبابِ واللّسانِ.

  [أنق]: الأَنَقُ، مُحَرَّكَةً: الفَرَحُ والسُّرُورَ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  والأَنَقُ: الكَلَأُ الحَسَنُ المُعْجِبُ، سُمِّيَ بالمَصْدَرِ، قالَتْ أَعْرابِيَّةٌ: يا حَبَّذا الخَلاءُ؛ آكُلُ أَنَقِي، وأَلْبَسُ خَلَقِي، وقالَ الرَّاجِزُ:

  جاءَ بَنُو عَمِّكِ رُوّادُ الأَنَقْ

  يُقال: أَنِقَ، كفَرِحَ يَأْنَقُ أَنَقاً: إِذا فَرِحَ وسُرَّ. وقالَ أَبو زَيْدٍ: أَنِقَ الشَّيْءَ أَنَقاً: أَحَبَّه قال عبدُ الرَّحْمنِ بنُ جُهَيْمٍ الأَسَدِيُّ:

  تَشْفِي السَّقِيمَ بمِثْلِ رَيّا رَوْضَةٍ ... زَهْراءَ تَأْنَقُها عُيُونُ الرُّوَّدِ

  وقال اللَّيْثُ: أَنِقَ بهِ: أُعْجِبَ به، فَهُوَ يَأْنَقُ أَنَقاً، وهو أَنِقٌ، ككَتِفٍ: مُعْجِبٌ، قال:

  إِنَّ الزُّبَيْرَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ ... جاءَتْ بهِ عَنْسٌ من الشّامِ تَلِقْ

  لا أَمِنٌ جَلِيسُه ولا أَنِقْ⁣(⁣١)

  أَي: لا يَأْمَنُه ولا يَأْنَقُ به، وفي حَدِيثِ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ: «ما مِنْ عاشِيَةٍ أَشَدُّ أَنَقاً، ولا أَبْعَدُ شِبَعاً من طالِبِ عِلْمٍ»: أَي أَشَدُّ إِعْجاباً واسْتِحْساناً، ورَغْبَةً ومَحَبَّةً، والعاشِيَةُ من العَشاءِ، وهو الأَكْلُ باللَّيْلِ، يُرِيدُ أَنَّ العالِمَ مَنْهُومٌ مُتمادِي الحِرْصِ.

  والأَنُوقُ، كصَبُورٍ قال ابنُ السِّكِّيتِ عن عُمَارَةَ: إِنّه عِندِي العُقَابُ، والناسُ يَقُولُونَ: الرَّخَمَةُ لأَنَّ بيضَ الرَّخَمَةِ يُوجَدُ في الخَراباتِ وفِي السَّهْلِ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الأَنُوقُ: الرَّخَمَةُ، وقيل: ذَكَرُ الرَّخَمِ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للكُمَيْتِ:

  وذاتِ اسْمَيْنِ والأَلْوانُ شَتَّى ... تُحَمَّقُ وَهْيَ كَيِّسَةُ الحَوِيلِ⁣(⁣٢)

  قال: وإِنّما قالَ: ذاتِ اسْمَيْنِ؛ لأَنّها تُسَمَّى الرَّخَمَةَ والأَنُوقَ.

  أَو طائِرٌ أَسْوَدُ له كالعُرْفِ يُبْعِدُ لبَيْضِه، قاله أَبو عَمْرٍو.

  أَو طائِرٌ أَسْوَدُ مثلُ الدَّجاجَةِ العظِيمَةِ أَصْلَعُ الرَّأْسِ، أَصْفَرُ المِنْقارِ وهو أَيْضاً قولُ أَبِي عَمْرٍو، وقال: طَوِيلَةُ المِنْقارِ.

  وفي المَثَل: هُوَ أَعَزُّ من بَيْضِ الأَنُوقِ؛ لأَنّها تُحْرِزُه فلا يَكادُ يُظْفَرُ به؛ لأَنَّ أَوْكارَها في رُؤُوسِ القُلَلِ


(١) فى اللسان زلق نسبه للقلاخ بن حزن المنقري. وروايته هناك باختلاف.

(٢) إنما كيّس حويلها لأنها أول الطير قطاعا، وإنما تبيض حيث لا يلحق شيءٌ بيضها، عن التهذيب.