المقصد الثامن وفيه أنواع
  قال لي فلان، وقال فلان، بدون لي، ويلي ذلك أَن يقول: عن فلان، ومثله: إِن فلاناً قال. ويقال في الشعر: أَنشدنا، وأَنشدني، على ما تقدم، وقد يستعمل فيه حدّثنا وسمعت ونحوهما.
  وفي المزهر في باب معرفة طرق الأَخذ والتحمل وهي ستة: أَحدها السماع من لفظ الشيخ أَو العربي، ثانيها القراءَة على الشيخ ويقول عند الرواية قرأْت على فلان. ثالثها السماع على الشيخ بقراءَة غيره ويقول عند الرواية قرئ على فلان وأَنا أَسمع، وقد يستعمل في ذلك أَيضاً أَخبرنا قراءَة عليه وأَنا أَسمع وأَخبرني فيما قرئ عليه وأَنا أَسمع، ويستعمل في ذلك أَيضاً حدثنا فيما قرئ عليه وأَنا أَسمع. رابعها الإِجازة، وذلك في رواية الكتب والأَشعار المدونة، قال ابن الأنباري: الصحيح جوازها. خامسها الكتابة. سادسها الوِجادة وأَمثلتها في كتب اللغة كثيرة.
المقصد الثامن وفيه أنواع
  النوع الأَوّل في بيان مراتب اللغويين وفيه فرعان:
  الأوّل في بيانه أَئمة اللغة من البصريِّين وبيان أَسانيدهم ووفياتهم وكُناهم. نقل السيوطي في المزهر عن أَبي الطيّب عبد الواحد بن علي اللغويّ في كتابه مَراتب النحويين ما حاصله:
  إِن أَوّل من رسم للناس النحو واللغة أَبو الأَسود الدؤلي، وكان أَخذ ذلك عن أَمير المؤمنين علي بن أَبي طالب ¥، وكان من أَعلم الناس بكلام العرب مات في سنة ٦٩ قال أَبو حاتم: تعلم منه ابنه عطاء بن أَبي الأَسود، ثم أَبو سليمان يحيى بن يَعْمر العَدْوَاني، ثم أَبو عبد الله مَيمون الأَقرن، ثم عَنْبَسَة الفيل، قيل هو لقب أَبيه. ثم أَخذ عن يحيي عبدُ الله بن أَبي إِسحاق الحضرميّ، وكان أَعلم أَهل البصرة بها، وكان في عصره أَبو عمرو بن العلاء المازني، اختلف في اسمه على أَحد وعشرين قولاً، أَصحها زَبَّان بالزاي والباء المشددة موحدة، وقيل: اسمه كنيته، مات سنة ١٥٩ أَخذ عن يحيي وميمون وغيرهما، وكان أَعلم الناس بالعربية، أَخذ عنه جماعةٌ، منهم أَبو عُمَر عيسى بن يوسف الثقفي، مات سنة ١٥٠ ويونس بن حبيب الضبيّ، مات سنة ١٨٢ عن ٧٢ سنة وأَبو الخطاب عبد المجيد بن عبد الحميد الأَخفش الكبير، فكان هؤلاء الثلاثة أَعلم الناس وأَفصحهم. وممن أَخذ عن أَبي عمرو أَبو جعفر محمد بن الحسن الرُّؤاسي عالم الكوفة، وهو أُستاذ الكسائي، فأَخذ عن عيسى بن عمر أَبو عبد الرحمن الخليل بن أَحمد الفَرَاهيدي، مات في سنة ١٧٥ وكان أَعلم الناس وأَتقاهم وعنه وعن أَبي الخطاب ويونس الإِمامُ أَبو زيد سعيدُ بن أَوْس الأَنصاري مات سنة ٢١٥ عن ٩٣ وقيل غير ذلك، وأَبو عبيدة مَعْمَر بن المُثنَّى مات سنة ٢٠٩ وأَبو سعيد عبد الملك بن قُرَيْب الأَصمعي ولد سنة ١٢٣ ومات سنة ٢١٢ وأَخذ الثلاثة هؤلاء عن أَبي عمرو بن العلاء أَولاً، ثم عمن ذُكر من تلاميذه، وأَخذ الثلاثة أَيضاً عن أَبي مالك عَمْرو بن كِرْكِرَة النُّميري صاحب النوادر، وابن الدُّقَيْش الأَعرابيّ، وأَخذ الخليل أَيضاً عن هؤلاء، وكان أَبو زيد أَحفظَ الناس للغة بعد مالك، وعنه أَخذ إِمام النحو واللغة أَبو بشر عمرو بن عثمان بن قَنْبَر الملقب بِسيبوَيه، مات بشيراز سنة ١٨٠ عن ٣٢ وقال ابن الجوزي: مات بسَاوَة سنة ١٩٤ وقيل غير ذلك، وإِليه انتهى النحو.
  وأَما أَبو عبيدة فإِنه أَول من صنّف الغريب، وكان أَعلم الناس بأَيام العرب وأَخبارهم وعلومهم، كان يقول: ما التقى فرسانِ في جاهلية أَو إِسلام إِلا عرفتهما وعرفت فارسَيهما.
  وأَما الأَصمعي فكان أَتقن القوم باللغة، وأَعلمهم بالشعر، وأَحضرهم حِفظاً، وكان تعلم نقد الشعر من خَلف بن حَيان الأَحمر، وكان مولى أَبي بُرْدة بن أَبي موسى الأَشعري، مات سنة ١٨٠ في حدودها، وكان أَخذ النحو عن عيسى بن عمر، واللغة عن أَبي عمرو. وأَخذ عن الخليل أَيضاً حمّادُ بن سَلمة الرواية، وأَبو الحسن النَّضْر بن شُميل، مات سنة ٢٠٣ وأَبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي، مات بخراسان سنة ٢٠٢ عن ٨٤ وأَبو فَيْد المؤرِّج بن عمرو السَّدوسي، مات سنة ١٩٥ وأَبو الحسن علي بن النضر الجَهضَمي، وأَخذ عن يونس بن حبيب ممن اختص به دون غيره أَبو علي محمد بن المستنير قطرب، مات سنة ٢٠٢ وأَخذ عنه أَيضاً وعن خلف الأَحمر محمد بن