تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بحرق]:

صفحة 16 - الجزء 13

  ٦٩٩ وهو من مَشايِخِ الذَّهَبِيِّ، قالَ: وكانَ له وَلَدٌ يُرْمَى بقَبائِحَ، اسمُه تَقِيُّ الدِّينِ مُحَمَّدٌ وحُكِمَ بإِراقَةِ دَمِهِ حُكْمَ المالِكيِّ بقَتْله؛ لضَلالِه وزَنْدقَتِه، كما في التّارِيخِ.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ:

  [باجرمق]: باجَرْمَقُ، بالمِيمِ بدَلَ المُوَحَّدَةِ، والجِيمُ مَفْتُوحةٌ، أَهمله الجَماعَةُ، وقال ياقُوت: إِنّها قَرْيَةٌ قُربَ دَقُوقاءَ، وفي كتابِ الفُتُوحِ أَنَّها كُورَةٌ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [بحرق]: بَحْرَقٌ، كجَعْفَر: لَقَبُ محمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ المُبارَكِ بنِ عبدِ الله بن عليٍّ الحِمْيَرِيِّ الحَضْرَمِيِّ الشّافِعِيِّ، عَلّامِة اليَمَنِ، وُلِدَ سنة ٨٦٩ بحَضْرَمَوْتَ، ممن لَقِيَهُ السَّخاوِيُّ، وأَثْنَى عليه.

  [بخدق]: البُخْدُقُ⁣(⁣١)، كعُصْفُرٍ أَهمله الجَوْهَرِيُّ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٢): أَخْبَرَنا أَبو حاتِمٍ قال: سَأَلْتُ أُمَّ الهَيْثَمِ عن الحَبِّ الذي يُسَمّى أَسْفَيُوشَ⁣(⁣٣) ما اسْمُه بالعَرَبِيَّةِ؟ فقالَتْ: أَرِنِي مِنْهُ حَبّاتٍ، فأَرَيْتُها، ففَكَّرَتْ⁣(⁣٤) ساعةً، ثم قالَتْ: هذا البُخْدُقُ، قالَ: ولم أَسْمَعْ ذلِكَ من غيْرِها، قال الصّاغانِيُّ: هذا الحَبُّ هو بِزْرُ قُطُونَا وقال ابنُ بَرِّيّ: قال ابنُ خالَوَيْهِ: البُخْدُقُ: نَبْتٌ، ولم يُعْرَفْ إِلّا من أَمِّ الهيْثَمِ.

  قلتُ: وابنُ خالَوَيْهِ مِمِّنْ أَخَذَ عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

[بحلق]

  (⁣٥): بَحْلَقَ عَيْنَيْهِ: إِذا قَلَبَهُما، فهو مُبَحْلِقٌ، عامِّيَّة.

  وكقُنْفُذٍ: لَقَبٌ.

  [بخق]: البَخَقُ، مُحَرّكَةً: أَكْثَرُ وأَقْبحُ ما كانَ من العَوَرِ، وأَكْثَرُه غَمَصاً قالَه اللَّيْثُ، قالَ رُؤْبةُ:

  كَسَّرَ مِنْ عَيْنَيْهِ تَقْوِيمُ الفُوَقْ

  وما بِعَيْنَيْهِ عَواوِيرُ البَخَقْ

  قالَ الجَوْهَرِيُّ: البَخَقُ: العَوَرُ بانْخِسافِ العَيْنِ، وقالَ شَمِرٌ: البَخَقُ: أَنْ تُخْسَفَ العَيْنُ بعْدَ العَوَرِ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: البَخَقُ: أَنْ يَذْهَبَ بَصَرُه وتَبْقَى عَيْنُه مُنْفَتِحَةً قائِمَةً. أَو هو أَنْ لا يَلْتَقِيَ شُفْرُ عَيْنِه⁣(⁣٦) عَلَى حَدَقَتِه قالهُ اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ قولَ رُؤْبَةَ السّابِقَ، تَقُول منه: بَخِقَ، كفَرِحَ ونَصَرَ وقال ابنُ سِيدَه: بَخَقَتْ عَيْنُه: إِذا ذَهَبَتْ⁣(⁣٧)، وبَخِقَتْ: عارَتْ أَشَدَّ العَوَرِ، والفَتْحُ أَعْلَى، وفي حَدِيثِ زَيْدِ بنِ ثابِتٍ أَنّه قالَ: «وفي العَيْنِ القائِمَةِ إِذا بُخِقَتْ مائةُ دِينارٍ»، أَرادَ إِذا كانَتْ العَيْنُ صَحِيحَةَ الصُّورةِ، قائمةً في موضِعِها، إِلّا أَنَّ صاحِبَها لا يُبْصِرُ، ثُمّ بُخِقَتْ بَعْدُ، ففِيها مائةُ دِينارٍ، وقالَ شَمِرٌ: أَرادَ زَيْدٌ أَنَّها إِن عَوِرَتْ ولم تَنْخَسِفْ، وهو لا يُبْصِرُ بِها إِلّا قائِمَةٌ، ثم فُقِئَتْ ففِيها مائةُ دِينارٍ.

  والعَيْنُ البَخْقاءُ، والباخِقَةُ، والبَخِيقُ، والبَخِيقَةُ: العَوْراءُ ومنه حَدِيثُ نَهْيِه في الأَضاحِي عن البَخْقاءِ.

  وكذلِك رَجُلٌ بَخِيقٌ، كأَمِيرٍ، وباخِقُ العَيْنِ، ومَبْخُوقُها: أَبْخَقُ، ومنه حَدِيثُ عبدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ يَصِفُ الأَحْنَفَ: «كان ناتِئَ الوَجْنَةِ، باخِقَ العَيْنِ» قيل: أُصِيبَتْ عَيْنُه بسَمَرْقَنْدَ، وقيلَ: ذَهَبَتْ بالجُدَرِيِّ.

  وبَخَقَ عَيْنَه، كمَنَعَ: عَوَّرَها قالَه اللَّيْثُ، ونقله الجَوْهَرِيُّ.

  وأَبْخَقَها: فَقَأَها عن أَبِي عَمْرٍو، وقالَ غيرُه: عَوَّرَها، قال رُؤْبَةُ:

  للصُّلْحِ من صَقْعٍ وطَعْنٍ أَبْخَقَا

  والعَيْنُ: نَدَرَتْ هكَذا في سائِرِ النُّسَخِ، ومُقْتَضاه أَنَّه أَبْخَقَت العَيْنُ، وليس كذلِكَ، والَّذِي في المُحِيطِ: انْبَخَقَت العَيْنُ: نَدَرَتْ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ أَيْضاً: البُخاقُ كغُرابٍ: الذِّئْبُ الذَّكَرُ نَقَلَه الصّاغانِيُّ في التَّكْمِلَةِ.


(١) في القاموس: البُحْدُقُ، بالحاء المهملة. والأصل كاللسان والتكملة.

(٢) الجمهرة ٣/ ٣٠١.

(٣) بالأصل «اسفيوس» والمثبت عن اللسان والجمهرة وفي التكملة: «أسْفِيُوش».

(٤) في الجمهرة: «وأفكرت ... ولم أسمعه من غيرها».

(٥) حقها أن يكون موضعها قبل «بخدق» ولكن ورودها في القاموس «بحدق» بالحاء المهملة جعلها تأتي في الترتيب قبلها، وتبع الشارح صاحب القاموس في ترتيبه.

(٦) عن القاموس وبالأصل «عينيه».

(٧) قوله: «إذا ذهبت» لم يرد في اللسان. وهي في التهذيب واللسان من كلام أبي عمرو ونصه: بخقت عينه إذا ذهبت.