تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ترنق]:

صفحة 55 - الجزء 13

  وأَمّا سَلامَةُ بنُ ناهِضٍ التِّرْياقِيُّ المَقْدِسِيُّ فإِنّه إِلى عَمَلِ التِّرْياقِ - المَعْجُونِ المَشْهُورِ - رَوَى عنه أَبُو القاسِم الطَّبَرانِيُّ.

  والتِّرْياقُ: فَرَسٌ كانَ للخَزْرَجِ قالَ إِبراهِيمُ بنُ بَشِيرٍ الأَنْصارِيُّ:

  بَيْن القَتادِيّ⁣(⁣١) والتِّرْياقِ نِسْبَتُها ... جَرْداءُ مَعْرُوقَةُ اللَّحْيَيْنِ سُرْحُوبُ

  والتِّرْياقُ: الخَمْرُ، كالتِّرْياقَةِ هكَذا كانَت العَرَبُ تُسَمِّيها؛ لأَنَّها - فِيما يَزْعُمون - تَذْهَبُ بالهَمِّ، كما فِي الصِّحاحِ، وفي العُبابِ: دَواءٌ للهُمُومِ.

  قلتُ: ولِذا تُسَمَّى أَيْضاً صابُونَ الهُمُومِ، ومنه قَوْلُ ابنِ مُقْبِلٍ:⁣(⁣٢):

  سَقَتْنِي بصَهْباءَ تِرْياقَةٍ ... مَتَى ما تُلَيِّنْ عِظامِي تَلِنْ

  ويُرْوَى «دِرْياقَةٍ» وسيأْتي.

  والتَّرْقُوَةُ بالفَتْحِ، ولا تُضَمُّ تاؤُه، كما في الصِّحاحِ: العُظَيْمُ الَّذِي بينَ ثُغْرَةِ النَّحْرِ والعاتِقِ وهما تَرْقُوَتانِ، تكونُ للنّاسِ وغيرِهم ج: التَّراقِي أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ - في صِفَةِ قَطاةٍ -:

  قَرَتْ نُطْفَةً بينَ التَّراقِي كأَنَّها ... لَدَى سَفَطٍ بينَ الجَوانحِ مُقْفَلِ

  وقالَ الفَرّاءُ: قالَ بعضُهُم: التَّرايِقُ: التَّراقِي، وأَنْشَدَ يَعْقُوبُ:

  هُمُ أَوْرَدُوكَ المَوْتَ حِينَ أَتَيْتَهُم

  وجاشَتْ إِليكَ النَّفْسُ بينَ التَّرايِقِ⁣(⁣٣)

  وَزْنُه: فَعْلُوَةٌ بالفتح - لقَوْلِهِم تَرْقَيْتُه تَرْقاةً، أَي: أَصَبْتُ تَرْقُوَتَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيتِ، وقد أَعادَ المُصَنِّفُ التَّرْقُوَةَ أَيضاً في المُعْتَلِّ بالواو أَصَالَةً، وفي «قرن» اسْتِطْراداً فَتأَمّل.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  التَّرَقُ، محرَّكَةً: شَبِيهٌ بالدَّرَجِ، قالَ الأَعْشَى:

  ومارِدٌ من غُواةِ الجِنِّ يَحْرُسُها ... ذُو نِيقَةٍ مُسْتَعِدٌّ دُونَها تَرَقَ⁣(⁣٤)

  دُونَها: يعني دُونَ الدُّرَّةِ.

  ويُقال: بَلَغَت [الروحُ⁣(⁣٥)] التَّراقِيَ: إِذا شارَفَ المَوْتَ.

  [ترنق]: * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  التُّرْنُوقُ، بالضمَّ، أَهْمَلَه الجَماعَةُ، وقالَ شَمِرٌ: هو الطِّينُ الَّذِي يَرْسُبُ في مَسايِلِ المِياهِ.

  وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: هو الماءُ الباقِي في المَسِيلِ، ويُفْتَحُ، كما في اللِّسانِ.

  قُلْتُ: وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ في «رنق».

  [تفق]: تِيفاقُ الكَعْبَةِ، بالكَسْرِ أَهْمَلَه الجَماعةُ هنا، وقَد وَرَدَ في الحَدِيثِ: «البَيْتُ المَعْمُورُ تِيفاقُ الكَعْبَةِ» ورُوِي فيه الفَتْحُ أَيضاً، كما سَيَأْتِي للمُصَنِّفِ، والاقْتِصارُ على الكَسْرِ قُصُورٌ، بمَعْنَى تُجاهِها وحِذائِها، ومَوْضِعُه: «وف ق» فَكَأَنَّه ذَكَرَهُ هُنا مِظِنَّةَ أَنَّ التاءَ أَصْلِيَّةٌ، وليس كَذلِك.

  [تفرق]: التُّفْرُوقُ، كعُصْفُورٍ أَهْمَلَه الجَماعةُ، وقالَ ابنُ عَبّادٍ: هو قِمَعُ التَّمْرَةِ لُغةٌ في الثُّفْرُوقِ، بالمُثَلَّثَة، والجَمْعُ التَّفارِيقُ.

  قلتُ: وأَمّا قَوْلُ العامَّة: التَّفارِيقُ، لما ثَمُنَ من المَتاع فغَلَطٌ، صوابُه: التَّفارِيجُ.

  [تقتق]: قَرَبٌ تَقْتاقٌ، وتُقاتِقٌ بالضمِّ، ومُتَقْتِقٌ أَي: سَرِيعٌ وقد أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: التَّقْتَقَةُ: الحَرَكَةُ ومنه قَوْلُ العامَّةِ للمُتَحَرِّكِ في أَفْعالِه وأَقْوالِه وأَوْضاعِه: تَقْتُوقٌ، ومُتَقْتِقٌ.


(١) عن التكملة «قتد» وبالأصل «القتاري» بالراء، وفي التكملة: والقتادي فرس كان للخزرج.

(٢) في اللسان ومنه قول الأعشى، وقبل البيت لابن مقبل، وقد صوب الصاغاني نسبته لابن مقبل وهو في ديوانه ص ٢٩٦.

(٣) في اللسان: الترائق بالهمز.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٢٤ والنيقة: التجود في الملبس والمطعم. وبالأصل «نيقه».

(٥) زيادة عن الأساس.